أعلنت لجنة نوبل، أمس الجمعة، منح جائزة نوبل للسلام لعام 2018، إلى الناشطة الأيزيدية العراقية نادية مراد والطبيب الكونغولي دينيس ماكفيغا، بسبب جهودهما ضد العنف الجنسي خلال الصراعات المسلحة. وهنأ رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة العراقية عادل عبدالمهدي الناشطة نادية مراد، نيلها جائزة "نوبل" للسلام، فيما أكد أن هذا "أقل" ما يمكن أن تحصل عليه بعد معاناتها وكفاحها. ونقلت قناة "السومرية نيوز" الفضائية مساء الجمعة، عن عبدالمهدي، فى بيان، قوله: "إننى أبارك للعراق والعراقيين، أبارك للأخوة والأخوات الإيزديين، أبارك لنادية مراد منحها جائزة نوبل للسلام العالمى لعام 2018، وهى الناشطة العراقية الايزيدية، سفيرة النوايا الحسنة لكرامة الناجين من الإتجار بالبشر، وإحدى ضحايا الإرهاب والتكفير والقتل الجماعى والسبى والاعتداء على الأعراض والكرامات وحق الحياة". وأضاف عبدالمهدى أن "هذا أقل ما يمكن أن تحصل عليه بعد معاناتها وكفاحها هى وأخواتها من الإيزديين وبقية العراقيين"، قائلا "الآخرون قاموا بإكرامها، فهل نتعلم نحن كيف نكرم أبناءنا وبناتنا على تضحياتهم ومنجزاتهم". ولكن من هي نادية مراد؟ نادية مراد باسي طه 25 عاما هي فتاة كوردية إيزيدية عراقية من قرية كوجو في قضاء سنجار، ناشطة حقوقية نجت من الاستعباد الجنسي على يد تنظيم داعش في العراق، حيث كانت من بين نحو ثلاثة آلاف فتاة وامرأة أيزيدية وقعن ضحايا اغتصاب وانتهاكات أخرى على أيدي داعش. تمكنت مراد من الفرار بعد ثلاثة أشهر، واختارت الحديث عن تجاربها، واختارتها الأممالمتحدة أول سفيرة للنوايا الحسنة لكرامة الناجيات من الاتجار بالبشر، وهي في سن الثالثة والعشرين. في عام 2014 اختطفها مسلحو تنظيم داعش بعد أن قتلوا ستة من أشقائها، وتعرضت على أيديهم للاغتصاب قالت مراد لبعض وسائل الاعلام : "تحت حكمهم، المرأة التي تتعرض للسبي تتحول إلى غنيمة حرب، وإذا حاولت الفرار، فإنها تُحبس في غرفة منفردة، ثم يغتصبها الرجال الموجودون في المبنى، وبدوري كنتُ عُرضة للاغتصاب الجماعي"." وأضافت أنها "استُقدمت إلى مناطق عدة، وباعها مسلحو التنظيم لأشخاص كُثُر، لكنها تمكنت في النهاية من الهرب". في سبتمبر عام 2016 عينتها الأممالمتحدة سفيرة لمكافحة المخدرات والجريمة للنوايا الحسنة، وقالت المنظمة الأممية إن تعيينها هو "الأول من نوعه لواحدة من الناجيات من تلك الفظائع" التي شهدها العراق. كما قالت الأممالمتحدة إن مراد ركزت في هذا المنصب على دعم المبادرات الجديدة والدفاع عنها، والتوعية بمخاطر تهريب البشر، والنساء والفتيات واللاجئين. وتزوجت نادية في أغسطس عام 2018 من العراقي، عابد شمدين، في مدينة توتغاد بألمانيا، وكانت مراد قد فازت في أكتوبر عام 2016 بجائزة سخاروف، وهي أرقى جائزة أوروبية في مجال حقوق الإنسان "الإنسانية ستنتصر ولو بعد حين" هكذا علق الدكتور محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري السابق ، عقب إعلان فوز الناشطة بجائزة نوبل للسلام لعام 2018 وكتب البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام رسالة في حسابه على موقع "تويتر": "لا أظن يا نادية أن هناك أي شىء في الحياة الدنيا يمكن أن يعوضك عن ما تعرضتين له من بربرية وهمجية فوق أي تصور أنت والكثيرين من أهلنا الإيزيديين ." وتابع: "كل ما أستطيع أن أقوله لك أن تكريمك اليوم على شجاعتك النادرة، يجب أن يعطيك ولو بصيص من الأمل أن الإنسانيه ستنتصر ولو بعد حين". كانت رئيسة لجنة نوبل للسلام بيريت ريس أندرسون قد قالت خلال الإعلان عن الفائزين بالجائزة، إن نادية مراد، التي احتجزها واغتصبها عناصر تنظيم "داعش"، بعد هجومهم على الأيزيديين في سنجار بالعراق عام 2014، أظهرت "شجاعة غير عادية في التحدث عن معاناتها ومعاناة الضحايا الآخرين".