قمة مصرية أمريكية ليست الاولى، بل جاءت ضمن سلسلة من اللقاءات التي جمعت بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الامريكي دونالد ترامب، كان آخرها عندما شارك السيسي في فعاليات الدورة ال72 العام الماضي بنيويورك، وتناولا خلال اللقاء مناقشة العديد من الملفات الاقليمية والدولية ويجتمع الرئيسان اليوم مرة أخرى على هامش فعاليات الدورة ال73 للجمعية العامة للامم المتحدة وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ومناقشة بعض قضايا الاقليم. وأشار عدد من الخبراء أن القمة المصرية الامريكية مهمة نظرًا لانها ستحمل العديد من الملفات سواء على المستوى الثنائي بين البلدين وتشمل كيفية تنسيق التعاون بينهما في المجالات التجارية أو الاقتصادية أو العسكرية، أو قضايا الاقليمية مشيرين إلى أن من أهم الملفات التي ستطرح على مائدة القمة قضية الارهاب والقضية الفلسطينية فضًلا عن قضية سوريا. وفي هذا الصدد، قال الدكتور جمال أسعد، المحلل السياسي، إن القمة المصرية- الأمريكية التي ستجمع الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش اجتماعات الدورة ال73 للأمم المتحدة مهمة نظرًا لأن السيسي سيستعرض جهود مصر في مكافحة الإرهاب. وأشار أسعد، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تعد موسما دبلوماسيا مفتوحا يجتمع فيه رؤساء العالم لمناقشة قضايا الإقليم لعل تأتي نتائج القمم المنعقدة بثمار في المستقبل لصالح الدول، مؤكدًا أن كل دولة تسعى لتحقيق مصالحها. وذكر المحلل السياسي، أن أهم الملفات المطروحة التي ستأتي على رأس قمة السيسي وترامب هي قضية الإرهاب، وموقف مصر تجاه قضايا الإقليم والذي يعتمد على ضرورة الوصول لحلول سياسية للأزمة في سوريا والعراق واليمن، والقضية الفلسطينية ولاسيما في ضوء إصرار مصر على الصراع الإسرائيلي في المنطقة، نظرًا لأن لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، فضلا عن طرح العلاقات الثنائية بين القاهرة وواشنطن في المجالات كافة. وتابع أسعد، حديثه قائلا "اللقاء بين الرئيسين دبلوسي تقليدي لا جديد فيه، فقد سبق وأن اجتمعا من قبل ولكن الإدارة الأمريكية وسياساتها تجاه بعض القضايا لن تتغير فهي أكبر دولة داعمة للارهاب في العالم، على حد قوله. وأكد السفير محمد منسي، مساعد وزير الخارجية الاسبق، إن هناك علاقة صداقة تربط الرئيس السيسي ونظيره الامريكي دونالد ترامب نظرًا لان مصر تعتبر أهم دولة في الشرق الاوسط وكذلك أمريكا أكبر دولة في العالم وبالتالي فإنه لابد أن يكون هناك لقاءات مستمرة بينهما. ولفت منسي، إلى أن القمة التي ستعقد اليوم بين الرئيسين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للدورةال73 بالامم المتحدة تأتي في إطار العلاقات الوطيدة التي تجمع بين الدولتين في المجالات الاقتصادية والتجارية، مؤكدًا أن هناك استثمارات أمريكية في مصر، فضًلا عن أن هناك صادرات مصرية لها، فضًلا عن العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين. ورأى مساعد وزير الخارجية الاسبق، أن هناك خلافات بين الجانبين المصري والامريكي في بعض القضايا نظرًا لان إدارة ترامب شديدة الانحياز لاسرائيل ومصالحها، لافتًا إلى أن الملفات المطروحة في هذه القمة قضية سوريا ولاسيما في ضوء اختلاف وجهات النظر لكلا الدولتين، وأيضًا مصر ستطالب أمريكا للضغط على قطر لتقليل دعمها للجماعات الارهابية، فضًلا عن القضية الفلسطينية وكيفية حلها، وقضية الارهاب. قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن المباحثات التي سيتم التطرق إليها خلال القمة المصرية الامريكية التي ستعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة ال73 للامم المتحدة تأتي في إطار الجهود التي قامت بها مصر لمحاربة الارهاب، مشيرًا إلى أنه آفة عالمية تهدد المجتمعات الدولية بأسرها. وأشار اللاوندي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن هناك نية لخلق جبهة لمكافحة الارهاب الدولي بين الرئيسين السيسي ونظيره الامريكي دونالد ترامب، فضًلا عن أن الملفات التي سيتم طرحها خلال القمة ملف الهجرة الغير شرعية وتوضيح رؤية مصر تجاه هذا الملف، فضًلا عن طرح العلاقات الاستراتيجية العسكرية بينهما، نظرًا لان مصر قد نوعت مصادر الحصول على الاسلحة سواء من روسيا أو فرنسا أو الصين وغيرها، مؤكدًا أن تنسيق التعاون بين الدولتين مهم للغاية.