كتب - أحمد البحراوي: "الشرف غالي" كانت اولي كلمات الأب القاتل، تجرد من مشاعرالرحمة والأبوة، أقدم على قتل ابنته دون حتي دليل بيده، كل ماكان معه هو شك في سلوكها، ليدبر ويرتكب جريمته بمساعدة زوجته، حتي دون دمعة من عينيهم علي ثمرة عمرهم التي قطفوها ودفنوها في التراب. "حماد" رجل تجاوز الاربعين من عمره، معروف بين أهل قريته بالغلظة والعصبية والتهور، احيانا حتي لا يدرك ما يقول من تهوره وتسرعه الشديد، هذا ما سبب له الكثير من المشاكل مع جيرانه ولكن البعض يعود ويسامح متخذا له العذر، ويدعون الله بالهدايا له، متقبلين اعتذاره وينتهي الامر هكذا كل مرة، خصوصا مع توسط حكماء القرية. لكن هذه المرة لم يكن هناك شخص حكيم يتدخل وينقذ الفتاة، لان الجلسة كانت بين ثلاثة الزوج والزوجة والشيطان، ربما ان تخيلتها تستشعرها علي حفرة من نار وليست داخل غرفة نوم في بيت بسيط، "البنت بترجع كتير وحسه بدوخة " قصدك أي يا "نوسة" قصدي بنتك بتخرج كتير وشكل واحد ضحك عليها وخلت شرفنا في الوحل"، كلمات القتها الأم لتشعل معها نار الحمية في قلب حماد دون ادارك منها إلي ما قد يؤال الأمر. لم يفكر للحظة أن يسال أبنته او حتي يستعين بطبيب ليؤكد ظنه او ينفيه، هي مجرد اعراض شكلية أخذوا بها، ليقرر معها حماد محو العار الذي اصابه وقتل ابنته، "أبوكي في الغيط وعايزنا يانورا.. ليه ياماما في حاجة " حديث بسيط قبل أن تتحرك "نورا "صاحبة ال 19 عام مع أمها دون شك او ريبة من الامر وتصل "الغيط"، وما أن تحركت خطوات داخل الارض حتي غافلها حماد بعصي خشبية علي رائسها لتفقد معها الوعي، ليسحبها الزوجان ويحفرون حفرة ويدفنون البنت ويذهبون، دون ندم او خوف او حتي شك أنه ظالم إقدم حماد علي فعله ليطفيء بنفسه زهرة عمره. ومع ظهور رائحة تعفن لجثة البنت وشعور الاهالي بشيء غريب قرر حماد وزوجته نقل الجثة قبل إنكشاف أمرهم، فقاما باستخرجها ووضعها في جوال والقائها في المصرف. البداية حين وردة معلومات لضباط إدارة البحث الجنائي تفيد قيام زوجين بالتخلص من نجلتهما قتلا، لشكهما في سلوكها، وبعد أنبعاث رائحة تعفن من الارض وحديث الاهالي قاما الزوجين بنقل الجثة داخل جوالين والتخلص منها فى مصرف. كانت مديرية أمن الشرقية، قد تلقت إخطارا يفيد ورود معلومات سرية، عن قيام مزارع بقتل نجلته بمساعدة زوجته لشكهم في سلوكها، وكشفت التحريات أن الزوجين، شك في سلوك نجلتهما وأنها حامل، فقام بإستدراجها إلى أرض زراعية يمتلكها وتخلص منها قتلا وأخفى الجثة فى الأرض، ومع عن ظهور رائحة كريهة من الأرض الزراعية، قاما بنقل الجثة لاخفاءها، وتمكن ضباط إدارة البحث الجنائى من ضبط الزوجين، وجارى عرضهما علي النيابة العامة للتحقيق معهما.