صدر حديثاً عن دار ليلى"كيان كورب" رواية رومانسية بعنوان "أقداح الكريستال" للكاتبين الشابين أحمد الصايغ وأسماء عمر، والتي صدرت ضمن مشروع النشر لمن يستحق. تدور أحداث الرواية خلال فصل الشتاء بمدينة الإسكندرية؛ وهى رواية رومانسية تحمل مأساة طبيبة شابة أحبت طبيباً يحب أخرى، وبعد مساندتها له يحبها، وفي الوقت الذى انجذب إليها زميله، وهي لا تبادله هذه المشاعر، وعندما تمرض هى لا تعرف أيهما تختار! وبغض النظر عن تشابه الفكرة الأساسية مع بعض أفكار الأفلام العربية القديمة، إلا أن تشابك الأحداث وتعقدها بلغة حوار راقية ورقيقة يزيد من قيمة الرواية علاوة على تماسك سيناريو الأحداث وترابطه. ولم يكتف الكاتبان بالاشتراك فى كتابة رواية واحدة، والتى تعد تجربة جديدة على أدبنا العربي، بل قام الرواي الشاب بكتابة دور البطلة وبالعكس قامت الراوية الشابة بكتابة دور البطل، وهو ما مثل تحدياً لكل منهما بتقمص شخصية لا تنتمى لجنسه ،ذلك التحدى الذي نجحا فيه والدليل على ذلك نص الرواية. إلا أن القارئ للرواية يلحظ أن لغة الكاتب أفضل وأكثر تماسكاً، في حين خيال الكاتبة أفقر وإن ظل رائعاً يتناسب مع جو الرواية الرقيق، وإن كان تباين درجة قوة وخيال وأسلوب كتابة شخصية البطل والبطلة لا يصب في صالح الرواية. وتتميز الرواية بسلاسة فى الوصف وتأثر واضح بلغة القرآن الكريم وربطها بيسر بالمشاعر والموقف الذي ترد فيه؛ وهو ما يعد نقطة إيجابية فى صالح الرواية لصعوبة توظيف واستخدام لغة القرآن وتعبيراتها فى مجال رومانسي . كما استطاع الكاتبان نقل المشاعر الإنسانية والحالة النفسية لكل من البطلين ببراعة ودقة بلغة قوية رقيقة. إلا أن هناك سقطات وقع فيها الكاتبان, منها استسهال اختيار الوسط الاجتماعي الذي تدور فيه الأحداث, فالبطل والبطلة طبيبان تماماً مثل الكاتبين علاوة على اختيار الإسكندرية كمكان للأحداث وهى موطن المؤلفين، وهو ما يمكن التغاضي عنه وتبريره بأنه العمل الأول لهما، وإن كان ذلك فادهما كثيراً في كتابة تفاصيل بيئة الرواية. ويُقدم لنا الكاتبان في ختام الرواية نهاية مفتوحة؛ -وهى الأفضل- لأنها ترضى جميع الأطراف وجميع وجهات النظر وتشرك القارئ في التفكير وتخيل النهاية بنفسه . "أقداح الكريستال" تأتى كنسمة دافئة وسط برودة حياتنا المادية، وتخوض فى مجال ندر من يطرقه ويكتب فيه, وهى الرومانسية والمشاعر الإنسانية المعقدة والمتشابكة.