اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية اليوم الأربعاء ان قرار محكمة القضاء الإداري ببطلان تشكيل اللجنة التأسيسية، التي يهيمن عليها الإسلاميون انتكاسة سياسية لجماعة الإخوان المسلمين وأول انتصار لليبراليين واليسار منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك . ولفتت الصحيفة الى ان هذا القرار يضر بخطط الاخوان ومن شأنه إيقاف أو تغيير مسار طموحاتهم في الدستور، بعد اهتمامهم البارز به وتطلعهم لإقامة نظام برلماني في البلاد لمنح مجلس الشعب ، الذي يسيطر عليه الاسلاميين، سلطة تعين رئيس الوزراء وإقالته. موضحة أن قرار المحكمة بوقف تشكيل اللجنة التأسيية للدستور أول هزيمة للإسلاميين الذين لم يتلقوا أية ضربات أو هزائم منذ الاستفتاء الذي تم على الإعلان الدستوري في مارس 2011 ، وفازوا بعدها بأغلبية البرلمان. وحذرت الصحيفة من انه بدون تعديل الدستور الحالي، فإن الفائز في الانتخابات الرئاسية المقررة في الشهر المقبل سيرث نفس السلطات التي كان يمارسها مبارك. ونتيجة لذلك، أيا كان الفائز في الانتخابات الرئاسية سيكون له تأثير قوي لتحديد بنود الدستور الجديد، وبالتالي مستقبل مصر. ولفتت الصحيفة الى ان تضاؤل الفرص أمام الجمعية التأسيسية لانجاز عملها بتغير الدستور قبل انتخابات الرئاسة هو الذي دفع الاخوان لترشيح خيرت الشاطر ومحمد مرسى لانتخابات الرئاسة ، مشيرة الى ان الاخوان فقدوا الثقة في امكانية اقامة نظام برلماني يسيطرون هم عليه في البرلمان . واستدركت الصحيفة :"يمكن للاخوان السيطرة على الدستور اكثر الان إذا تمكنوا من الفوز برئاسة الجمهورية ، وكذلك السيطرة على البرلمان". ونقلت الصحيفة عن حسام بهجت، المدير التنفيذي للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وهي مجموعة مناصرة ليبرالية. قوله:" اذا كان هناك أي شيء تعلمناه على مدى العام الماضي، فهو أن كل خطوة على الطريق يجب أن تكون معركة"، واضاف "لم نر حتى الان نهاية للصراع على السلطة".