كتب - إيهاب محروس: أثبت المنتخب البلجيكى، الفائز بجميع مبارياته بالمونديال، أحقيته فى الوصول إلى الدور نصف النهائى للمرة الثانية فى تاريخه، والذى يلتقى فيه نظيره الفرنسى، بعدما أطاح بالبرازيل، المرشحة الأبرز للقب من ربع النهائى (2-1)، وحصد العلامة الكاملة فى دور المجموعات بالفوز على إنجلترا وبنما وتونس، بعد المستوى الرائع الذى قدمه «هازارد» ورفاقه مع مدربه «مارتينيز»، صاحب العقلية التكتيكية المميزة، لترتفع آمال وطموحات الجماهير البلجيكية فى تحقيق هذا الفريق الملقب ب«الجيل الذهبى» مجداً غير مسبوق بمعانقة كأس العالم، وكتابة تاريخ جديد لهم فى عالم الساحرة المستديرة. «مارتينيز».. المايسترو الاهتمام المفاجئ للصحافة الإسبانية بترشيح روبرتو مارتينيز، المدير الفنى للمنتخب البلجيكى لتولى قيادة منتخب بلاده «لاروخا»، والحصول على المنصب الذى يتوقع أن يشغر فى الأيام المقبلة، بعد الإخفاق فى روسيا، والخروج المبكر لأبطال العالم 2010 من الدور ثُمن النهائى على يد البلد المضيف، يكشف عن التغيير الكبير الذى أحدثه مارتينيز. الطريقة التى أحبط بها «سيليساو» نيمار بخطة تكتيكية جريئة، قد ترفع من أسهمه وسجله التدريبى الذى كان يقتصر قبل إشرافه على المنتخب البلجيكى، على الأراضى البريطانية؛ حيث خاض تجارب فى سوانزى (2007- 2009)، ويجان (2009- 2013)، وإيفرتون (2013- 2016). تفوق الشياطين الحمر على نجوم السامبا جاء بفضل حفاظ مارتينيز على خطته التكتيكية الطموحة (3-4-3) التى سمحت لفريقه بأن يكون أفضل خط هجوم فى كأس العالم الروسية (14 هدفاً فى خمس مباريات) بالرغم من مواجهته ترسانة برازيلية مدججة بالأسلحة الهجومية الفتاكة. وفى الوقت نفسه، سد الثغرات التى ظهرت خلال مباراة اليابان التى قلب فيها منتخبه تخلفه بهدفين نظيفين إلى فوز رائع (3-2) من خلال إشراكه البديلين مروان فلاينى، وناصر الشاذلى، مسجلى هدفى التعادل، والفوز ضد منتخب «الساموراى»، كأساسيين فى مباراة البرازيل، وذلك على حساب درايس مرتنز، ويانيك كاراسكو، اللذين أظهرا فشلاً فى المساهمة الدفاعية. «دى بروين» الجوكر ونتيجة تلك التغييرات، تقدم كيفن دى بروين الذى عادة ما يلعب إلى جانب أكسل فيتسل فى خط الوسط، درجة إلى الأمام للعب إلى جوار روميلو لوكاكو، وإدين هازارد فى خط الهجوم، فأثمر ذلك تسجيل نجم مانشستر سيتى الإنجليزى الهدف الثانى بعد نصف ساعة من اللعب. بفضل قدرة «دى بروين» على اللعب فى مختلف المراكز، منحه مارتينيز دور «الجوكر»؛ لزعزعة استقرار الكتلة البرازيلية التى حرمت من خدمات لاعب وسط ريال مدريد الإسبانى كاسيميرو الموقوف، والتحرك بين الخطوط، وضبط وتيرة إيقاع فريقه، وفقاً لمجريات المباراة، على عكس المباريات السابقة التى كان يلعب فيها بوسط الملعب. «هازارد» و«لوكاكو».. نجمان من ذهب على النقيض من النجم البرازيلى (نيمار)، فإنَّ البلجيكى هازارد، نجم تشلسى الإنجليزى، وصاحب الرقم 10 قدم أداءً رائعاً من خلال لعب دور «المنشط» فى صفوف فريقه، وتوهج بشكل أكبر فى المباريات الإقصائية. أما بالنسبة للقوى (لوكاكو)، فقد اكتشف عالم كرة القدم وجهاً آخر فى أسلوب لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزى، الذى أصبح مرعباً للمدافعين بفضل قوته البدنية والسرعات والمهارات العالية التى يتمتع بها، فضلاً عن قدرته على صناعة الأهداف لزملائه. «كورتوا».. السد ظهر «كورتوا»، حارس مرمى الشياطين الحمر بمستوى رائع فى المونديال الروسى، وأسهمت تصدياته الرائعة فى وصول منتخب بلاده إلى هذا الدور. ويعود الفضل بشكل رئيسى فى خروج بلجيكا فائزة على البرازيل، للحارس العملاق «كورتوا» الذى وقف سداً منيعاً أمام كل المحاولات الهجومية لفيليبى كوتينيو ورفاقه. وكان التصدى الأروع والأكثر أهمية فى الدقيقة الخامسة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، عندما اعتقد «نيمار»، أنه انتزع التعادل والتمديد من تسديدة قوية ذكية من خارج المنطقة، لكن حارس مرمى تشلسى الإنجليزى أبعدها ببراعة إلى ركنية. المنتخب الفرنسى على علم بما سيحصل فى خلال مواجهة جاره البلجيكى فى نصف النهائى، الثلاثاء المقبل، فى سان بطرسبورج، فالخطر يمكن أن يأتى من كل مكان.