كتبت - نسمه توكل: غزت مصر بصورة غريبة في الفترة الأخيرة العديد من العاب "البلاي استيشن" التي تتنافي مع أخلاق وقيم المجتمع المصري، وأنتشرت نوادي "الفيديو جيم" بالمناطق الشعبيه، وأيضاً البيوت لدي الأسر ميسورة الحال الذين يتركون أبنائهم يلعبون بالساعات يوميًا بدون مراقبة، غير مدركين خطورة الألعاب التي قامو بجلبها لهم، فمعظمها تشجع علي العنف والسرقة والقتل مثل لعبه"كول أف ديوتي ، جاد اف وور ، جاتا "، ولكن الجديد والذي لم يتوقعة عقل هو أحتواء هذه الالعاب علي مشاهد جنسية صريحة تدمر المجتمع. ومن ضمن العاب البلاي ستيشن التي تمثل خطورة كبيرة علي أطفالنا " لعبه جاتا 5" والتي تدور أحداثها ومراحلها حول سرقة السيارات ومحاولة السيطرة على المدينة والهروب من ملاحقة الجيش والشرطة، بأستخدام أحدث أنواع الأسلحة ، فيتم من خلالها جذب اللاعب بطريقة مشوقة تجعلة لن يستطيع التوقف عن أستكمال مراحلها ، حيث تجسد العالم الخارجي تمثيلاً دقيقاً من مناظر طبيعية ومدن وشوارع بنقاء و جوده عالية تجعلة يشعر وكأنه داخل عالم واقعي متكامل و ليس بمجرد لعبه. والمشكة لا تكمن بهذه اللعبه في تشجيعها علي السرقة ومحاربة الشرطة والجيش فقط، ولكن المشكة الأكبر هي أحتواء أحد مراحلها المتقدمة علي مشاهد جنسية صريحة ، تجبر الاعب علي الأنسياق لها ولعبها حتي يصل إلي المرحلة التي تليها، وبالفعل يقوم الاعب بتخطي هذه المرحلة حتي لا يضيع كافة المراحل التي تخطها علي مدار ساعات طويله. وتعليقاً علي مدى خطورة هذه الألعاب وتأثيرها علي الأطفال والمجتمع، أكد الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن ما يشاهده أبنائنا بهذه الألعاب من سرقة ومطاردة وحرق لسيارات الشرطة ومشاهد جنسية صريحة وتحريض علي الشذوذ الجنسي، تعكس لهم أنها أشياء طبيعية وأن السرقة حلال وتدمير سيارات الشرطة شيئ معتاد والجنس والشذوذ موجود ومتاح، قائلا:" أن المشكله تتلخص في أن من شاب علي شيئ شاب عليه". وأوضح "فرويز" أن العاب البلاي ستيشن تعد أدمان لدي الأطفال ومن الممكن أن تودي بحياتهم، حيث أن هناك أطفال لديهم كهرباء زائدة بالمخ وعندما يلعبو مثل هذه الالعاب لفترات طويلة يصابون بنوبات شديده الخطورة ، ونصح الأباء والأمهات بمراقبة الأبناء من حين لأخر. وقالت الدكتورة سامية خضر صالح أستاذ علم الأجتماع جامعة عين شمس، أن المشكلة التي تواجه عصرنا الآن هي عدم مراقبة الأباء لأبنائهم لأنشغالهم بالعمل لتوفير متطلباتهم، مؤكده أنه يجب علي الأباء إدارك عقول أبنائهم التي تفوق أعمارهم والتعامل معهم بناء علي ذلك. وقالت " خضر" أن العاب البلاي ستيشن التي تحتوي علي مشاهد جنسية تمثل خطورة كبيرة علي أبنائنا لأنها تعمل علي الشحن المبكر لغرائزهم، و ترسخ في أذهانهم وذاكراتهم المشاهد التي يروها، والتي كان يجب أن تحل محلها مشاهد إيجابية تعكس الوطنية والدين. وأشارت "خضر" إلي أن ما نراه في الفترة الأخيرة بالشارع المصري من عنف وأغتصاب هو أنعكاس لتربيه وعدم اهتمام الأباء بأبنائهم، لذلك يجب علي الأباء الأهتمام بكل تفاصيل أبنائهم والألعاب التي يقضون أوقاتهم أمامها ويدركون أن هذه الألعاب التي صممت بالخارج وفقاً للنسخ الغربيه والتي نأخذها ونسير عليها تختلف كثيراً عن تربيتنا وتقاليدنا. وأستنكرت الدكتورة مني شطا الخبيرة النفسية، عدم إدراك الأباء والأمهات خطورة العاب البلاي استيشن على سلوك أطفالهم خاصة التي تشجع علي السرقة وتحتوي علي مشاهد جنسية، لأنها تدعم سلوكيات يحاربها المجتمع، فهذه الالعاب تساهم تغذية سلوك السرقة والنصب والاحتيال لدى الأطفال وتقدم لهم طرق تفكير مختلفة وحلول لتخطي مراحلها، متسائلة:"كيف نقول للأطفال أن السرقة والجنس عيب وحرام، ونتركهم لمشاهدة مناظر غير إخلاقية عبر ألعاب البلاستيشن. وأوضحت "شطا" أن التنشئة الأجتماعية تعتمد بشكل رئيس على مرحلة الطفولة، ثم مرحلة المراهقة، مؤكدة على ضرورة مراقبه الأطفال وفتح حوار معهم و مواجه خطورة هذه الألعاب على سلوكهم بأسلوب يقبلوه عن طريق وضع القيم والاخلاق بأفلام كرتونية تجذبهم. وأشارت الخبيرة النفسية إلي أن سيكولوجية الجنس لدي الأطفال موجوده لديهم منذ الصغر عندما يبدؤون أكتشاف أنفسهم، ويجب علينا توجيههم بطريقة سليمه وعدم أستخدام العنف في التوجيه والإرشاد، نظرا لأن الممنوع مرغوب لديهم.