كتب- خالد حسن: أطلق وزير القوى العاملة، محمد سعفان، اليوم الأحد، الخطة الوطنية لمكافحة أسوا أشكال عمل الأطفال في مصر ودعم الأسرة(2018-2025) ، مؤكدًا أنها تعد رمزاً للتعاون الوثيق بين جميع الوزارات والمنظمات والمجالس المعنية بالطفل، لتوفير الحياة الاجتماعية والصحية والنفسية الملائمة للطفل ، موضحًا أننا نعتبرها خارطة طريق للقضاء على هذه الظاهرة التي طالما عانينا منها. شهد إطلاق الخطة الدكتورة عزة العشماوي أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، وإيرك أوشلان، القائم بعمل مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، وفريق العمل اللائق لدول شمال أفريقيا، والدكتور خالد عبد العظيم، المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات المصرية، وممثلو الوزارات والجهات المعنية أعضاء اللجنة التيسيرية للخطة ، وأصحاب الأعمال والعمال ، وشركاء التنمية، وخبراء منظمة العمل الدولية والمنظمات الدولية الأخرى والإعلاميون. وقال الوزير في كلمته بالاحتفالية "إن سيتم عمل تقييم للخطة في بداية يوليو من كل عام لدراسة ما تم خلال هذا العام، والوقوف على أهم المعوقات لإزالتها فورًا، حتى تكون هناك نتائج إيجابية على أرض الواقع"، مؤكدًا أنه سوف يتابع بنفسه ما تحقق على أرض الواقع كل 3 شهور. وأكد الوزير أن قضية عمل الأطفال لا تزال تطرح تحديًا هائلًا ليس على المستوى المحلي فقط، بل على الصعيد العالمي بعد أن أظهرت إحصاءات منظمة العمل الدولية أنه لازال هناك 152 مليون طفل في العالم منغمرين في عمالة الأطفال، خاصة الأطفال من سن 5 إلى 11 سنة، وذلك على الرغم من التقدم الذى تم منذ 2012 وحتى 2016 فى مكافحة عمل الأطفال إلا أنه لا يوجد انخفاض لعمالة الأطفال خاصة فى هذه السن، كما أن الأطفال الذين يعملون فى الزراعة مع أسرهم يزداد عددهم. وأضاف قائلا : إذن أننا أمام قضية عالمية بها جانب اجتماعي وأخلاقي لا يمكن إغفالهما أو إهمالهما أو التباطؤ في إيجاد الحلول الحاسمة لهما، ويجب علينا جميعًا أن نعمل معًا من أجل القضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال، بعد أن أضحى هذا التزامًا ينسحب على المجتمع الدولي بأكمله، وذلك من خلال دراسة الأسباب الرئيسية التى تتسبب في فقدان هؤلاء الأطفال لأجمل لحظات حياتهم، واستغلال أصحاب النفوس الضعيفة لهم، ولاحتياجهم وضعفهم؛ من أجل تحقيق مصالح شخصية، مخالفين بذلك جميع الأعراف الدولية والقوانين الوطنية، وأن نعمل جاهدين لاتخاذ كل الإجراءات الممكنة لتجفيف المنابع الرئيسية لعمالة الأطفال، وذلك من خلال خطتنا التي أطلقناها اليوم ليكون هدفنا هو القضاء على عمالة الأطفال فى 2025 تماشيًا مع أهداف التنمية المستدامة. وأكد "سعفان" أنه لا يمكن القضاء على عمل الأطفال بمعزل عن المشاكل الأخرى ، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تعمل على تبني استراتيجية لمكافحة عمل الأطفال، وتحشد المجتمع وقواه الفاعلة اقتصاديًا واجتماعيًا ، فضلاً عن مؤسسات المجتمع المدني، من أجل تنفيذ هذه الاستراتيجية التي تبدأ باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لتجفيف المنابع الرئيسية لعمالة الأطفال والتي يأتي الفقر والتعليم على رأسها. وشدد على أن الدولة المصرية تعمل جاهدة للحفاظ على حقوق الطفل من خلال التشريعات والقوانين التي تم وضعها في هذا الصدد، ومن خلال تصديقها على كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية المؤسسة لهذه الحقوق، فضلًا عن أن الدستور المصري نص على حق الطفل في الرعاية الصحية والأسرية والتغذية الأساسية، بالإضافة إلى مأوى آمن، وتربية دينية، والحق فى التعليم، وحظر تشغيل الطفل قبل تجاوزه سن إتمام التعليم الأساسى، وفى الأعمال التى تعرضه للخطر، وفي ذات السياق أصدرت مصر القوانين والقرارات الوزارية التى تنظم عمالة الأطفال. وقال إن وزارة القوى العاملة تقوم بجهود كبيرة للحد من عمل الأطفال من خلال الحملات التفتيشية وندوات التوعية المختلفة التي تقوم بها مديريات القوى العاملة التابعة للوزارة على مستوى جميع المحافظات، وإذ تحدثنا بلغة الأرقام فقد كثفت الوزارة من جهودها في مجال التفتيش على عمل الأطفال خلال 2017 والربع الأول من 2018 ، حيث بلغ إجمالي المنشآت التي تم التفتيش عليها نحو 17 ألف منشأة منها ما يقرب 12 ألفًا و700 منشأة مستوفاة لا تستخدم أطفالًا، و4248 منشأة تم إنذارها، و74 تستخدم أطفالًا، وتم تحرير محاضر لأصحاب الأعمال لمخالفة أحكام القوانين المنظمة لذلك. كما بلغ عدد الأطفال الذين تمت حمايتهم خلال الفترة المشار إليها 18 ألفًا و885 ، منهم 12 ألفًا و536 ذكورًا والباقي إناث، فضلًا عن عقد 175 ندوة توعية لعمالة الأطفال بالمنشآت على مستوى الجمهورية لتوعية أصحاب المنشآت وتوعية الأطفال العاملين بحقوقهم القانونية لدى أصحاب الأعمال خلال الفترة المطلوبة، ونستهدف في الفترة القادمة إنشاء قاعدة بيانات لعمل الأطفال على المستوى القومي، فضلا عن الاستمرار في دعم الأمهات لتنفيذ مشروعات مدرة للدخل، ولا نغفل الدور الذى يقوم به المجلس القومى للطفولة والأمومة فى التصدى لكافة أشكال انتهاكات الطفولة، والتعاون الملحوظ الذى تقدمه منظمة العمل الدولية فى هذا المجال.