وبدأت حرب تكسير العظام بين المرشحين لانتخابات الرئاسة.. وهي حرب أراها تأخرت.. ولكنها بدأت بمجرد أن نزل خيرت الشاطر حلبة السباق.. وقبيل أيام قلائل من قفل باب الترشيح.. وإذا كان هناك 1345 مواطنا سحبوا ملفات الترشيح فإن الأكثر قدرة علي استكمالها هم 12 شحصاً، حتي أمس.. وحرب تكسير العظام تشمل كل شيء.. من الذمة المالية إلي الصلاحية.. ومن المواطنة إلي الانتماء السياسي.. فأيهم ينتمي لهذا الوطن.. وأيهم لا ينتمي. والكل يضرب الكل الآن السلفيون والذين يؤيدون الشيخ حازم أبو إسماعيل فتحوا النار علي الإخوان المسلمين ومرشحهم «الصاروخي» خيرت الشاطر ويتهمونه بأنه يحمل 3 جوازات سفر سعودية وقطرية وإماراتية.. أي يحمل جنسيات هذه الدول، وليست جنسية واحدة أجنبية.. فهل فعلوا ذلك رداً علي اتهامهم لرجلهم «حازم أبو إسماعيل» بأن أمه توفيت وهي تحمل الجنسية الأمريكية؟! وحازم أبو إسماعيل الذي أنفق علي حملته حتي الآن الملايين العديدة التي لا يعرف أحد مصدرها.. سواء جاءت من دول صديقة.. أم جاءت من تجارة العملة التي كانت تمارسها الاسرة منذ أواخر السبعينيات هذا المرشح كشفت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية أن والدته كانت مواطنة أمريكية وأن سجلات عامة في ولاية كاليفورنيا توثق ذلك.. وقال امام وخطيب مسجد نيويورك إن والدة حازم أمريكية وكذلك شقيقته.. ورد حازم - علي صديق والده هذا - بأن الوالدة كانت قد حصلت فقط علي «الجرين كارد».. وهذا الكارد هو الخطوة الأخيرة قبل الحصول علي الجنسية. وفي الحقيقة أن الأموال التي أنفقها حازم علي حملته حتي الآن تلفت الأنظار إلي حد كبير.. وكان عليه أن يطبق مبدأ التقية الذي يعمل به كل هؤلاء أي لا يسرف في حملته هذه التي جعلت المصريين يطلقون عليه النكات وآخرها - حتي الآن - تقول إن المشرفين علي حملته يطلبون بناء حوائط جديدة في القاهرة ليلصقوا عليها صور مرشحهم الشيخ حازم أبو إسماعيل!! وهناك كلام خطير عن الطعن في عدم صلاحية بعض المرشحين لخوض المعركة بدعوي أن العفو عنهم جاء بعد اغلاق باب القيد في جداول الناخبين. وبالتالي من ليس اسمه مسجلاً في هذه الجداول كيف يتسني له الترشح لانتخابات الرئاسة.. لأن كلاً منهم كان قد صدر عليه حكم جنائي.. وهم هنا يقصدون خيرت الشاطر وأيمن نور وأن هذا الأخير ما حصل عليه هو افراج صحي حتي ولو صدر بعد ذلك عفو عنه.. فهل سقطت الاحكام التي كانت تمنع مزاولة أحدهما للحقوق السياسية.. ولو تأكدنا من ذلك فإن مرشحين اثنين من أقوي المرشحين يكون قد خسرا المعركة قبل أن تبدأ هما خيرت الشاطر مرشح الإخوان ورجلهم القوي.. وأيمن نور الوحيد الذي سبق أن خاض انتخابات مماثلة عام 2005!! ونصل إلي مرشح آخر - هو بكل المقاييس - في مقدمة المرشحين.. نقصد عمرو موسي، الدبلوماسي صاحب الكاريزما الشخصية القوية منذ كان وزيراً للخارجية، بسبب مواقفه المتشددة ضد إسرائيل. حتي إن المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم غني له.. تلك الأغنية التي حصلت علي شعبية كبيرة.. هذا المرشح الذي يطوف كل مدن وقري مصر دون كلل لا يتفق مع عمره الذي تجاوز الخامسة والسبعين.. اتهمه البعض بأن له أخاً غير شقيق اسمه ايلاي، وواضح من الاسم أنه يهودي.. فهل أراد الذين أطلقوا هذه الدعوي أو الشائعة أن يضربوا عمرو موسي من حيث حصل علي شعبيته لمواقفه من إسرائيل بأن تقول هذه الشائعة أن له أخاً يهودياً؟! والطريق أن كل هؤلاء ينفون وبشدة هذه الادعاءات.. فهذا هو أبوالفتوح ينفي حصوله علي جنسية دولة قطر.. كما أن عمرو موسي ينفي وجود أخ غير شقيق له يدعي إيلاي.. كما أن الشيخ حازم أبو إسماعيل يؤكد أن والدته لم تحصل علي الجنسية الأمريكية.. وإن كانت قد حصلت علي الجرين كارد. ولأننا نعرف أن أي شائعة حتي لو تم نفيها وتكذيبها تترك أثرها في اسماع الناس.. وبالتالي تظل هذه الدعاوي قائمة ولا تسقط من ذاكرة الناس.. أما الدعاوي الأخري التي تقول بأن العفو لا يكفي وأن المجلس الأعلي تعمد أن يصدر قراره بالعفو بعد اغلاق باب القيد في جداول الناخبين.. فتظل هي الأقوي خصوصاً وانها تخص خيرت الشاطر رجل الإخوان المسلمين القوي.. وأيمن نور المنافس القوي له.. وحتي الآن نتوقع المزيد من الدعاوي.. بل والقضايا المرفوعة ضد هذا المرشح أو ذاك.. وهدفها زعزعة موقف المرشح.. ولكنني أري أن موضوع التمويل الذي يغطي تكاليف حملة أي مرشح يظل هو العنصر الأخطر الذي يهدد مصير أي مرشح.. وحازم أبو إسماعيل في المقدمة من هؤلاء.. واللي يعيش.. يشوف أكثر!!