صلاح صيام بينما كان الرسول، صلى الله عليه وسلم، جالساً فى المسجد بين أصحابه يعلمهم ويؤدبهم، دخلت امرأة تطلب الفضيحة والموت الذى يهون إن كان معه المغفرة والصفح.. وقالت: يا رسول الله أصبت حدًا فطهرني، احمر وجهه حتى كاد يقطر دماً.. ثم حوّل وجهه إلى الميمنة والميسرة.. وسكت كأنه لم يسمع شيئاً.. وأراد أن يراجعها، فقالت والله إنى حبلى من الزنا، فقال: اذهبى حتى تضعيه، فجاءت بعد 9 أشهر، وقد لفَّته فى خرقة وقالت: يا رسول الله.. طهرنى من الزنا.. فقال: ارجعى وارضعيه فإذا فَطَمْتيه فعودى إلى.. فذهبت إلى بيت أهلها.. فأرضعت طفلها، وما يزداد الإيمان فى قلبها وعقلها إلا رسوًّا كرسوِّ الجبال. ثم أتت بالطفل بعد أن فطمته، وفى يده كسرة خبز.. وذهبت إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، قالت: طهرنى يا رسول الله.. فأخذ –صلى الله عليه وسلم – طفلها وكأنه سلَّ قلبها من بين جنبيها.. لكنه أمْر الله.. العدالة السماوية.. الحق الذى تستقيم به الحياة.. قال عليه الصلاة والسلام: «من يكفل هذا وهو رفيقى فى الجنة كهاتين».. ويؤمر بها فتدفن إلى صدرها ثم ترجم. فيطيش دم من رأسها على خالد بن الوليد.. فسبَّها على مسمع من النبى صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: مهلاً يا خالد والله لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لَقُبِلت منه. وفى رواية أن النبى –صلى الله عليه وسلم– «أمر بها فَرُجمت، ثم قال لأصحابه اصطفوا فإنى مصل عليها، فقال له عمر -رضى الله عنه-: تُصلى عليها يا نبى الله وقد زنت! فقال النبى لقد تابت توبة، لو قُسّمت بين سبعين من أهل المدينة لوسِعَتْهُم، وهل وجدتَ توبة أفضل منها ألا يكفيك أنها جادت بنفسها فى سبيل الله، فكان خلاص المرأة فى صدق توبتها، وقوة عزيمتها، وشدة إخلاصها لله ولرسوله، ودرساً لكل القانتين، وتذكيراً بقول المولى عز وجل لعباده لا تقنطوا من رحمة الله. [email protected] COM