حوار: بوسى عبدالجواد نجح الفنان أمير كرارة فى كسر حاجز الخوف الذى يتملك أغلب الفنانين عندما يخططون لعمل أجزاء من أعمالهم خشية من الفشل فى عدم تحقيق نجاح يوازى الجزء السابق، فى مسلسله «كلبش 2» الذى يخوض به الماراثون الرمضاني، حيثُ حققت الحلقات الأولى أرقاماً قياسية فى نسب المشاهدة على موقع «اليوتيوب». لا تعرف بالتحديد عمّا إذا كانت بنيته الجسمانية أم موهبته هى التى أهلته لتجسيد «ضابط الشرطة»، ولكن بالتأكيد أنه نجح فى تقديم الصورة المثالية لضباط العمليات الخاصة الذين يضحون بأنفسهم للوطن، وأطلق الجمهور على «كرارة» «باشا مصر». ربما يكون هذا العام هو عام كرارة الذى نجح فى العامين الأخيرين فى الحصول على تأشيرة إعجاب من الجمهور، ومن هجوم متوالِ من النقاد إلى إشادات كبيرة، ويرجع الفضل فى هذا لدهائه، فى اختياراته أعمالاً تناقش قضية الإرهاب، وهو ما قد يكون فى صالحه بسبب ما تمر به مصر من أحداث إرهابية، تجعل مناقشة تلك القضايا فى التوقيت الحالى أمراً منطقياً وضرورياً ويجذب الجمهور. على الجانب الآخر، ينتظر كرارة عرض فيلم «حرب كرموز» فى عيد الفطر، ويعتبر أولى بطولاته السينمائية، الذى يشاركه فيه النجم العالمى سكوت أدكنز. ووسط أجواء تصوير «كلبش2».. جرت وقائع هذا الحوار الذى كشف من خلاله عن دور الداخلية فى مساندة المسلسل للخروج به بهذا الشكل.. أيهما أصعب مهمة سليم الأنصارى فى «كلبش 1» أم فى «كلبش 2»؟ - شخصية سليم الأنصارى فى الجزء الأول كانت تحمل قدراً كبيراً من الإنسانية، وهو ما اتضح من مواقفه الإنسانية تجاه أشخاص ربما يلتقى بهم للمرة الأولى ولا توجد بينهم أى صلة قرابة طوال فترة هروبه لكنه لم يتوان فى تقديم المساعدة لديهم، فالجزء الأول كان يدور عن حياة الضابط «سليم» بما يتمتع به من إخلاص إنسانى ومهني، وما يتعرض له من ظلم، أما فى الجزء الثانى فنجد سليم فى مهمة تانية، وهى الثأر والانتقام لأسرته التى اغتيلت أمام عينيه على يد أحد الإرهابيين الذى يجسد دوره الفنان هيثم أحمد زكي، وإحساسه بالذنب تجاههم وأنه السبب فى موتهم بسبب طبيعة عمله، فيجد نفسه يحارب الإرهاب بقوة وشجاعة لتأدية واجبه الوطنى تجاه بلاده من ناحية، والانتقام لعائلته من ناحية أخرى. أما عن التحضيرات فلا يوجد فارق كبير بينهما، فحرصت على الظهور بنفس اللوك الذى كان عليه سليم الأنصار فى الجزء الأول حتى لا يشعر المشاهد بأى تغيير. كثير من الفنانين يخشى تقديم جزء ثانٍ من أعمالهم خشية من الفشل فى عدم تحقيقه نجاحاً يوازى الجزء السابق؟ - أثق فى قدرات المؤلف باهر دويدار والمخرج بيتر ميمي، فكلاهما يعرف جيداً ماذا يفعل، وأنا معهم أكون مطمئناً جداً، فعندما قرأت السيناريو وجدت شيئاً جديداً يمكننا تقديمه، فالجزء الثانى غير مكمل للأول، فهناك تفاصيل وخطوط درامية جديدة، وهذا ما لمسه الجمهور من الحلقة الأولى. فكرة تقديم جزء ثانٍ من المسلسل كان مخططاً له من البداية أم نجاح الجزء الأول حمسك للثانى؟ - نجاح «كلبش 1» حمسنا جميعا كفريق عمل لإنتاج جزء ثانٍ، وجاء هذا القرار بناءً على رغبات الاصدقاء المقربين والجمهور الذين كانوا متحمسين لرؤية جزء ثان من العمل، وكان من أول المقترحين لعمل جزء ثان من كلبش، الهضبة عمرو دياب. من الخارج عن القانون لرجل القانون.. هكذا تحول أمير كرارة فى العامين الأخيرين.. فكرة تقديم قضية الإرهاب فى هذه الفترة تحديدا كان مقصودا بسبب ما تمر به مصر من أحداث إرهابية.. أم الصدفة هى التى لعبت دورها؟ - فى البداية كنت بفكر فى تقديم عمل جديد ومختلف، فعندما جاءنى سيناريو كلبش تحمست له بشده واعتذرت عن أعمال أخرى بسببه، ووجدت أنها أنسب فترة لتقديم هذه النوعية من الأعمال، فالفن معروف بأنه القوة الناعمة والمرآة التى تعكس ما يحدث على أرض الواقع. تحتاج الأعمال التى تتناول فكرة الارهاب والحروب لدعم لوجيستى.. هل ساهمت الداخلية فى ذلك؟ - لم تتردد الداخلية فى دعم العمل لوجيستيا، فهم يحبون المسلسل لأنه يظهر الجانب الإنسانى من شخصيتهم، فالضابط القوى الذى نراه فى ابهى صورته حاملا سلاحه، بداخله انسان يشعر ويتأثر، اشكر كل الضباط الذين ساهموا فى نجاح العمل بالدعم المعنوى، والداخلية التى وفرت لنا المدرعات والسيارات، وسهلت لنا التصاريح للتصوير داخل سجن طرة وأقسام الشرطة. سبق وقلت إن المطرب عمرو دياب أول الداعمين لعمل جزء ثانِ من المسلسل.. لماذا لم تتم الاستعانة به لغناء تتر المقدمة؟ - عمرو دياب اسم كبير ومش بيغنى أغانى تترات مسلسلات، هو صديق مقرب، وكان من أكثر الداعمين للمسلسل، لكن هذا لا يعنى أن يغنى أغانى تترات أعمال رمضانية. لقب «باشا مصر» الذى منحه لك الجمهور.. هل حملك مسئولية كبيرة فى اختيار أعمالك القادمة؟ - طبعا، أتمنى أن أكون على قدر المسئولية، وألا أخذل الجمهور فى أعمالى القادمة. «كلبش 2» يمثل التعاون الثانى مع المخرج بيتر ميمى.. ماذا أضاف لك؟ - بيتر ميمى له توجه خاص به يمكننا أن نقول مدرسة منفردة به، وأنا فخور بالعمل معه، لأنه يعرف بالضبط ماذا يريد، وهو على المستوى الإنسانى تربطنى به علاقه صداقة قوية، ويعتبر من أكثر المخرجين الذين شعرت معهم بالارتياح، ونتمنى بفيلم «حرب كرموز» المقرر عرضه فى عيد الفطر نستثمر نجاح مسلسل كلبش. على ذكر فيلم «حرب كرموز».. جسدت شخصية سليم الأنصارى ضابط المباحث فى «كلبش» و«الجنرال يوسف» فى «حرب كرموز» ما الفارق فى التحضيرات بينهما وأيهما أصعب؟ - التمثيل فى السينما عادة ما يختلف عن قرينته فى الدراما، فهناك مشاهد أكشن يمكنك تنفيذها فى السينما فى حين تعترض عليها الرقابة عند عرضها على الشاشة الصغيرة، فالأعمال الدرامية متاحة للجميع وتقتحم البيوت دون استئذان ويشاهدها الكبار والصُغار، على عكس السينما فالأفلام التى تحتوى على مشاهد دموية وقتال تتغلب عليها الرقابة بوضع تصنيف عمرى محدد لها. لو تحدثت عن الأصعب سيكون الجنرال يوسف، فمشاهد الأكشن ارهقتني، ويكفى الضرب المبرح الذى تعرضت له على يد أدكينز فى مشهد من الفيلم، فهو فنان محترف فى الحركات القتالية، حرب كرموز تتطلب منى مجهوداً بدنياً زائداً فى تنفيذ مشاهد الأكشن والركض. التكرار معروف أنه يخفت نجم الفنان.. ألم تخش من تكرار شخصية الضابط فى اعمالك؟ - فى البداية كنت متخوفاً، لكن السيناريو عندما يكون مختلفاً بيشجع الفنان على تقديم الشخصية حتى وإن كانت مكررة، وسيناريو الفيلم حمسنى عندما قرأته، بيتر كتبه بشكل احترافي، بجانب أننى اثق فى قدراته كمخرج، فالجنرال يوسف فى «حرب كرموز» مختلف عن سليم الانصارى وإن كانوا متفقين فى مبدأ جدعنة أولاد البلد. حقق برومو الفيلم رقماً قياسياً فى نسب المشاهدة على اليوتيوب.. هل هذا خفف من حدة القلق لديك قبل خوض منافسة عيد الفطر؟ - هذا من فضل الله سبحانه وتعالي.. لا شك أننى سعدت بنجاح البرومو وتصدره قائمة الأكثر تداولاً، أنا بأجتهد فى عملى وبترك الباقى على ربنا، وراضٍ عن نفسى وعن أدائى فى الفيلم. ما حقيقة ترشيح «فاندام» للبطولة قبل التعاقد مع سكوت ادكنز؟ - بالفعل السبكى كان حريصاً على مشاركة النجم العالمى فاندام، لكنه طلب أجراً عالياً يوازى ميزانية الفيلم بأكمله، فبحثنا عن بديل آخر له يتمتع بنفس شعبيته الجارفة، فوقع الاختيار على النجم العالمى سكوت أدكنز الشهير ب«بويكا» نسبة إلى سلسلة أفلامه التى تحمل نفس الاسم. ما السر وراء إصرار السبكى على استقدام نجم عالمى يمتلك شعبية وقاعدة جماهيرية كبيرة مثل ادكنز الشهير ب«بويكا» فى الفيلم؟ - لأنه كان يريد عمل فيلم عالمى يعرض خارج مصر، وهذا بالفعل ما حدث، فقد تم عرض الفيلم فى دول كثيرة منها إيطاليا ودول عربية أخرى، وحقق نجاحا كبيرا.