سوهاج - مظهر السقطى: كارثة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى تلقى بظلالها على معظم قرى سوهاج من مركز طما شمالاً وحتى مركز البلينا فى الجنوب من انتشار ظاهرة تواجد العشرات من الأطفال فى سن السادسة حتى سن الخامسة عشرة يجوبون الشوارع والطرقات وعلى الترع والمصارف وحول حاويات ومقالب القمامة ومنذ الساعات الأولى للصباح حتى أذان المغرب يجمعون كل ما تطوله أياديهم من زجاجات بلاستيكية فارغة وكتب وكراتين وعلب الصفيح. أطفال تركوا التعليم وتسربوا من المدارس وتفرغوا لجمع الخردة لمواجهة الفقر ومساعدة أسرهم على الظروف الحياتية الصعبة ولم يجدوا مفراً من البحث والتنقيب عن كل ما يجلب الأموال لسد رمقهم فهم يجوبون مراكز وقرى ونجوع المحافظة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب مستخدمين عربات الكارو ليعودوا فى آخر اليوم محملين بالخردة. ولخطورة الكارثة رصدت «الوفد» الواقعة من خلال هذا الموضوع. يقول محمد خيرى، أحد التلاميذ المتسربين من التعليم الذى ترك المدرسة وهو بالصف الخامس الابتدائى، إنه خرج للعمل فى جمع الخردة، لأن والده متوفى مما دفعه إلى العمل للإنفاق على الأسرة فيقوم صباحا مثل زملائه فى جمع الخردة من جميع الأماكن بالقرى والنجوع وهى عبارة عن بلاستيك أو عبوات صفيح أو كراتين أو حديد ونحاس وغيرها ثم وضعها فى أجولة بعد فرزها وبيعها للتجار وفى آخر اليوم يحصل على مبلغ 30 جنيهاً. ويضيف أنه يعمل صباحاً حتى المغرب كل يوم بعربة «كارو» للبحث عن الخردة فى كل مكان ثم يعود مساءً إلى التاجر ومعه البضاعة فيقوم بفرزها ويحصل على المبلغ حسب العمل وبعدها يقوم التاجر بكبس الخردة وبيعها إلى المصانع. ويضيف خالد إسماعيل، أحد المتسربين من التعليم الذى ترك الدراسة فى الصف الأول الثانوى لمساعدة والده فى نفقات الحياة والمعيشة الصعبة فاضطر إلى العمل فى جمع الخردة، أن العمل فى جمع الخردة مشهور ويدر ربحاً جيداً فيذهب صباحا إلى العمل لجمع الخردة من القرية أو القرى المجاورة ثم يعود لفرزها وبيعها للتاجر فى القرية بمبلغ 20 أو 30 جنيهاً يومياً حسب نوع الخردة، فهناك الصفيح والكرتون والنحاس والبلاستيك وكل نوع له سعره. ويشير خالد إلى أن جمع الخردة يوفر له شهرياً 900 جنيه تساعد أسرته خاصة أنه لم يجد بديلا إلا ترك المدرسة والعمل لمساعدة والده مطالبا بإنشاء مصنع للخردة فى سوهاج لتوفير فرص العمل للشباب والأطفال. وأكد مختار عمر، أحد العاملين فى الخردة، الذى قال إنه خرج من التعليم فى الصف الثالث الإعدادى نظراً للظروف الصعبة التى تمر بها أسرته ولم يجد بديلاً لذلك سوى العمل فى جمع الخردة مثل بقية زملائه من المتسربين من التعليم فيقوم صباحاً بالبحث عن الخردة فى جميع المراكز والقرى والنجوع، وفى نهاية اليوم يقوم ببيعها لتجار الخردة فى القرية حسب الكيلو ونوع الخردة ويحصل على 30 أو 40 جنيهاً تساعده على الإنفاق على الأسرة ومساعدة والده، مطالباً أيضاً بإنشاء مصنع للخردة، حيث توجد قطعة أرض فضاء تسمى: «سيالة المياه الحمراء» بمركز المراغة كما توجد بجوارها قطعة أرض أخرى تبرع بها أحد المواطنين تصلح لإقامة مصنع يتبناه أحد رجال الأعمال لتدوير الخردة. ويقول مصطفى على أحد العاملين بجمع الخردة إن معظم العاملين فى جمع الخردة من الشباب والأطفال من قرى مركز المراغة شمال محافظة سوهاج، منذ سنوات طويلة بعدما اشتهرت هذه القرى بجمع الخردة ولم نجد بديلاً سوى العمل بها، لعدم وجود فرص عمل والظروف الصعبة للقرى ويكون العمل لمدة 7 أو 8 ساعات يوميا، ولكن الظروف القهرية دفعتنا للعمل فى الخردة ليكون لنا مصدر رزق يتعايش منه الأهالى ونطالب بمساعدتنا فى الحصول على قطعة أرض لبناء مصنع عليها لتوفير فرص العمل لشباب القرية.