ملامح ثريا البريئة وطلتها التي تشبه النسيم.. جمال روحها وخفتها يُضفي على من حولها حالة من البهجة والمرح. الطفلة ثريا تخطف قلوب الجميع بخفة ظلها وطيبة قلبها، ثريا .ج، الابنة الكبرى، تسكن في مكانة خاصة داخل الروح لا يتجاوزها أحد، فهى أول من منحت أبويها شعور الأمومة والأبوة، تزين المنزل بقلبها الحاني وشقاوتها الطفولية. خرجت ثريا في صباح الثلاثاء الماضي للهو مع صديقتها الوحيدة ياسمين بالشارع، ولم تكن تعلم أن القدرعلى موعد معها، لينهي حالة الدفئ التي تملأها، ويتسرب البرد والوحشة داخل المنزل بعد قتلها بالخطأ على يد الصديقة الصغيرة، فكانت لعبة "العسكر والحرامية"، تحولت لحقيقة وتوفت على أثرها ثريا التي لم تتعدى العشر سنوات. الإهمال هو المتهم لم يتمكن والداها أن يودعا فلذة كبدهما، ولا استطاعت والدتها أن تُقبلها وتضمها لصدرها في اللحظات الأخيرة من عمرة صغيرتها، فأحدث موت ثريا شرخًا كبيرًا في علاقة الزوجين، وهُدم المنزل وأنتهت حياة هادئة دامت لسنوات. ليكن الإهمال هو المسئول عن موت طفلة على يد صديقتها أثناء اللعب، وذلك بعد أن ترك والد الطفلة ياسمين الذي يعمل حارس على أحد المخازن، سلاحه أمام أعين ابنته دون أن يهتم لنتائج ذلك، وأثناء لقاء أهل الضحية رفض والدها عم جمال توجيه التهمة لأحد، خشية من أن يظلم شخص برئ، بجانب حرصه على عدم أذية الطفلة الصغيرة "ياسمين". يقول حسن ابن عم الضحية، أن والداها كان بالعمل، حين جاءت الطفلة ياسمين إلي المنزل لتخبر أهلها أن ثريا او "جودي" كما يطلقوا عليها أصيبت بعد أن صدمتها سيارة. وأضاف في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"،أن والدة ياسمين حملتها لمستشفى الهرم لإجراء الإسعافات اللازمة لإنقاذ حياتها، مؤكدا أنهم يلعبوا سويا من وقت لاخر، موضحًأ أنه في يوم الحادث مرت ياسمين عليها لتصطحبها للعب معها. وتابع بالقول إنه عقب وقوع الكارثة تم معاينة المكان من قبل القسم وتحفظوا على السيدة والدة ياسمين ثم تحفظوا على والدها، قائلا:"احنا منعرفش لحد دلوقتي الخرطوش وصل لابد الطفلة ياسمين ازاي ولا تقرير الطب الشرعي طلع". وشدد حسن أنه لا يوجد أي خلافات بين العائلتين، لافتا أن الأهل لم تكن على علاقة وطيدة ببعضهم البعض، مؤكدا أن والد الطفلة يريد معرفة الحقيقة فقط. وعن حالة أم الضحية قال حسن: "والدتها بتموت بمعنى الكلمة والبيت اتخرب احتمال ينفصلوا عن بعض لأن كل منهم يشعر بالذنب، ويحس بالإهمال من قبل الطرف الآخر". الرسالة الأخيرة لايزال عمر الشقيق الأصغر لها، يتذكر ليلة "جودي" الأخيرة في منزلهما قائلًا "أختي كانت شاطرة أوي وبتطلع الأولي في المدرسة قبل ماتروح عند ربنا كانت كاتبة جواب لخالتي قالت عشان لو مت تبقي تفتكرني". فيما اشتبه مصدر أمنى فى تمكن الطفلة من إطلاق عيار "فرد" للخرطوش وأرجع سبب ذلك بأن وزن فرد الخرطوش يبلغ حوالى 3 كيلو ومن الصعب على طفلة حمله أو تحمل قوة رد فعله. وكانت منطقة الهرم بالجيزة قد شهدت حادثا مأساويا في الساعات الأخيرة بطلته طفلة لم تتخطي ال 11عاما من عمرها تسببت في إنهاء حياة صديقتها بفرد خرطوش يمتلكه والداها الذي يعمل خفير علي مخزن خردة بالمنطقة. سلاح بدون ترخيص تبين من التحريات التي أجريت بمعرفة المقدم محمد الصغير رئيس مباحث الهرم، أن الطفلة القتيلة ذهبت للعب مع صديقتها في منطقة الطوابق بفصيل، وأخذت ياسمين فرد خرطوش يستخدمه والدها في عمله كخفير على مخزن حديد، وأثناء قيامهما باللعب لعبة العسكر والحرامية، أطلقت ياسمين طلقة على صديقتها من السلاح فاخترقت رأس ثريا ولفظت أنفاسها الأخيرة في الحال. انتقل فريق من نيابة الهرم إلى مكان الحادث، وبمناظرة النيابة للجثة تبين أن الطلقة أصابت الطفلة في وجهها وأحدثت فتحة دخول وخروج "5 سم"، وتحفظ على الطفلة التي أطلقت الرصاص على صديقتها. وبمناقشة والد الطفلة المتهمة أقر أن السلاح المستخدم في الواقعة يستخدمه في عمله كخفير على مخزن حديد وغير مرخص.