ما زالت ردود أفعال تشكيل لجنة الدستور تلقى بظلالها على المشهد السياسى فى مصر خاصة بعد أن توالى إعلان عدد من الشخصيات السياسية وأعضاء مجلس الشعب انسحابهم من اللجنة التأسيسية للدستور رفضا منهم للتشكيل الحالى للجنة باعتباره يمثل الأغلبية لتيار سياسى واحد، ولا يمثل كافة الفئات والتيارات فى المجتمع المصرى مما يقضى على مبدأ التوازن والتمثيل المتكافئ للشخصيات التى تضع دستور مصر الجديد. وشملت قائمة الأسماء التى أعلنت انسحابها عمرو حمزاوي، سعد عبود، منى مكرم عبيد، محمد أبو الغار، عبدالغفار شكر، أحمد حرارة، إيهاب الخراط، رباب المهدي، باسل عادل، أحمد سعيد، الدكتور هانى سرى الدين، زياد بهاء الدين، عماد جاد، حازم الببلاوي، إلى جانب أحزاب الكرامة والتحالف الشعبى والمصريين الأحرار والمصرى الديمقراطى الاجتماعى والاشتراكى المصري. وقبل هؤلاء فقد أعلن حزب الوفد انسحابه من اللجنة التأسيسية. كان حزبا الحرية والعدالة والنور قد وزعا قوائم على أعضائهما بالشعب والشورى يوم انتخاب اللجنة التأسيسية ونجحت القوائم بالكامل مما يؤكد أن هناك اتفاقاً جرى بين الحزبين على اختيار أشخاص بعينهم، وهو ما دعا بعض المواقع والصحف لنشر أسماء المرشحين للجمعية قبل إعلان النتيجة النهائية وذلك لثقتها فى أن الأغلبية الإسلامية تسيطر على الوضع تماما رغم أن هناك أسماء كانت مجهولة لغالبية النواب حتى إن بعضهم طالب الكتاتنى بكتابة نبذة عن كل واحد بجوار اسمه ولكنه لم يستجب لهم، وبالفعل نجحت القائمة بالكامل وبنسبة 100%. وقد أجريت عملية تمويه للإيحاء بشفافية الاختيار حيث كانت قائمة المرشحين من الشخصيات العامة تضم العديد من قيادات الجماعة من بينهم محمد بديع مرشد الإخوان وخيرت الشاطر وحسن مالك ومحمود غزلان وأحمد أبو بركة ولم يتم اختيارهم ليتماشى ذلك مع بقية الشخصيات التى لم يقع عليها الاختيار، وضمت قوائم المطرودين من جنة الإخوان عشرات المشاهير على رأسهم مرشحو الرئاسة وهم عبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد سليم العوا وحازم أبو إسماعيل ومنصور حسن وخالد على، وسامى عنان رئيس الأركان والدكتور كمال الجنزورى والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور على جمعة مفتى الجمهورية والدكتور أحمد زويل والدكتور مجدى يعقوب والدكتور فاروق الباز والدكتور محمد البرادعى والدكتور عماد أبو غازى وفهمى هويدى والشيخ أبى اسحق الحوينى وجمال أسعد المفكر القبطى والفنان محمد صبحى والكابتن ربيع ياسين والشيخ أحمد المحلاوى والشيخ حافظ سلامة والدكتور أحمد كمال أبو المجد والمستشار زكريا عبدالعزيز والدكتور طارق البشرى والدكتور حسن نافعة والشيخ محمد حسان والدكتور ياسر برهامى والدكتور صفوت حجازى والدكتور محمد غنيم والدكتور محمد نور فرحات ورجائى عطية المحامى والدكتورة ميرفت التلاوى والداعية معز مسعود والمخرج خالد يوسف والفنان محمود عبدالعزيز ونجيب ساويرس والدكتور ثروت بدوى وهادى خشبة والدكتور حسام بدراوى والفنان سامح الصريطى والإعلامى حمدى قنديل والدكتور أيمن نور وجميلة إسماعيل وجورج اسحاق وإبراهيم عبدالمجيد وجمال الشاعر والدكتور عبدالله الأشعل والدكتور حامد عمار والدكتور زغلول النجار والدكتور ممدوح حمزة والمستشارة نهى الزينى والشيخ يوسف القرضاوى والكاتب سلامة أحمد سلامة والدكتور شوقى السيد ومختار نوح المحامى وعبدالفتاح الجبالى رئيس مجلس إدارة الأهرام وسمير مرقس المفكر القبطى واللواء سامح سيف اليزل والمستشار أحمد مكى ورجل الأعمال أحمد بهجت وسكينة فؤاد وتهانى الجبالى والدكتور يحيى الجمل ومنير فخرى عبدالنور ووائل غنيم والفنانة ياسمين الخيام ومجدى أحمد حسين والدكتورة عبلة الكحلاوى والدكتورة سعاد صالح والإعلامى فهمى عمر والدكتور أحمد جويلى وأسامة الغزالى حرب وحافظ أبو سعدة ومحمد حسنين هيكل والدكتور فاروق العقدة والدكتور مصطفى الفقى والمستشار أحمد الزند والكاتب محمد سلماوى والأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس والدكتور عمار على حسن والدكتور ميلاد حنا والشاعر فاروق شوشة والداعية وجدى غنيم والفنان محمود ياسين والفنانة آثار الحكيم وعلاء الأسوانى والمخرج داوود عبدالسيد. وقد أثار تشكيل اللجنة العديد من الجهات والمواطنين حيث هاجم محمد سلماوي، رئيس اتحاد الكتاب، نواب مجلس الشعب وقال: «كأننا لم نقم بثورة، فلايزال يحكمنا نفس أسلوب الحزب الوطنى المنحل، الذى كان يختار لنا من يمثلنا ويدعى أنه يمارس الديمقراطية». وأعرب «سلماوي» عن استيائه بسبب رفض البرلمان أسماء الكتاب الذين رشحهم الاتحاد للجنة، متسائلاً: «كيف يرفضون عقول مصر، مثل بهاء طاهر وجمال الغيطانى وغيرهما من الكتاب الكبار.. ومن له الحق فى رفضهم؟»، وأشار إلى أن دستور 1954 شارك فى صياغته الدكتور طه حسين وأحمد لطفى السيد. كما أعلن مجلس إدارة اتحاد نقابات عمال مصر ورؤساء النقابات العامة فى اجتماع طارئ رفضهم اقتصار تمثيل العمال فى اللجنة التأسيسية على ممثل واحد هو عبدالفتاح خطاب أمين عام مساعد الاتحاد وقرروا مقاطعة أعمال اللجنة. بل وقرر مجلس إدارة اتحاد العمال بالإجماع إقامة دعوى قضائية ببطلان تشكيل اللجنة التأسيسية، وشدد على أن التمثيل الحقيقى للعمال والفلاحين يجب ألا يقل عن 7 أعضاء داخل اللجنة. كما ثارت حالة من الغضب القبطى، لاختيار 6 أقباط فى اللجنة التأسيسية، التى ستضع الدستور، وهؤلاء الستة هم المستشار نبيل ميرهم، رئيس مجلس الدولة الأسبق ومجدى شنودة محامى البابا شنودة الثالث البابا الراحل للكنيسة المرقسية، ومنى مكرم عبيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، ورفيق صموئيل حبيب وهو النائب الثانى لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وأحد المفكرين الأقباط الداعين للديمقراطية، بالاضافة للنائب إيهاب إدوار الخراط عضو مجلس الشورى عن الحزب المصرى الديمقراطى، والنائبة مارجريت عازر عضو مجلس الشعب عن حزب الوفد. ورفض طلاب جامعة المنصورة ترشيح أحمد أيمن فؤاد المراكبى الطالب بكلية طب الأسنان وابن شقيقة الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة فى اللجنة التأسيسية للدستور بصفته رئيس برلمان الجامعة الذى جاء على رأسه بدون أن يعلم الطلاب موعد إجراء تلك الانتخابات ليفوز المراكبى بالتزكية ويفاجأوا بعد ذلك باختياره فى تأسيسية الدستور. وأصدر الطلاب بيانا تحت عنوان «استيقظوا» جاء فيه (أن هذا الاختيار يعود بالجامعة إلى سياسات أمن الدولة وهى أشد ظلمًا لأنها كذب على العقول باسم الحرية والديمقراطية) وأكد الطلاب فى بيانهم أن هذا الاختيار إهانة لكل طلاب الجامعة ودعوا لتظاهرات احتجاجية لإعلان رفضهم لهذا الترشيح. وفى السياق ذاته قام مصطفى أشرف الطالب بكلية الطب جامعة المنيا ورئيس برلمان جامعات مصر الحقيقى بإرسال ايميلات وشكاوى للجهات الرسمية اتهم فيها أحمد المراكبى وهو أحد أعضاء لجنة المائة بانتحاله صفة رئيس برلمان شباب الجامعات المصرية.