من أجل دماء الشهداء، ستواصل الثورة المشوار، بالروح والدم نفدي الأوطان، ثورة لن تنطفئ شعلتها المقدسة هى ثورة شعب حضاري وعنوانه «نموت نموت وتحيا مصر».. هى ثورة شعب ضد الظلم والظالمين، مهما حاولوا أن يطفئوا جذوتها خاب سعيهم بالخسران المبين، شعلة الثورة مضيئة في كل القلوب غضباً على من خانوا الأمانة ونوراً مضيئا للثوار والشهداء.. وكل يوم خير شاهد على عزيمة الشعب في مواصلة المشوار، وكان نداؤهم «محاكمة رأس الأفعى» في محاكمة علنية يراها الشعب وعليه أن يواجه مصيره وفي مصر قضاء وقضاة. يوم الفصل آت وما هو بالهزل، سوف يفرح فيه شهداء الوطن في عليين أن تم الوفاء بالعهد في يوم «القصاص» ويوم «الثأر» ومن هنا - وبناء على رغبة الأحباب من القراء - نعيد ما سبق أن كتبناه هنا وتحت عنوان «حاكموه ولا ترحموه».. وتحت عنوان «من لا يرحم لا يُرحم».. وإليكم البيان الآتي في «جمعة الغضب»: حاكموه - «وقد تحقق» - ولا ترحموه.. وفي مصر قضاء وقضاة.. قال نبي البشرية ومعلم الانسانية محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام: «من لا يَرحم لا يُرحم»، ورئيس البلاد - نقصد الذي كان رئيساً - بدأ حياته الرئاسية بالكذب حين قرر أنه لن يرأس البلاد إلا مرة واحدة لا ثاني لها، ثم امتدت المرة إلى مرات ومرات إلى أن تم طرده من ساحة الرئاسة، وآخر صفحات كذبه، «حين أعلن وقرر أنه لا يملك شيئا وأنه لم يهرب أمواله إلى الخارج» ثم ثبت بالدليل والمستند والبرهان «أنه رئيس الكذابين». وفي حياته الرئاسية التي بلغت الثلاثين عاماً، كانت كلها خرافات وأكاذيب.. الأمر الذي معها سقط بالبلاد إلى هوة سحيقة، مصر «أم الدنيا» وعبقرية الزمان والمكان والتي كانت في القمة أخذ بناصيتها الى أسفل الأسفلين، في شتى مناحي الحياة، انهار الاقتصاد، وتمزق المجتمع، وعمت الجرائم في عهده بشتى أنواعها، ليس هذا فحسب انتشرت الجرائم المادية من اختلاسات ورشاوى، وجرائم الطفل لأتفه الأسباب، وسياسياً ارتدت في عهده مصر الى «عصر الغابة الأولى» حيث نمت جيوش البلطجية ورعت وترعرعت في الحياة العامة وإبان الانتخابات فكان الزيف والتزوير والتزييف كلها عنوان «حكم فاسد».. وإذ ضاع الاستقلال الداخلي لأمة كان الهوان عنوان ودليل ضياعها. ضاع في عهد «رئيس الكذابين» هيبة الدولة وعظمتها فعم الفساد كل المرافق وضاعت في سوق الحياة كبرياء الانسان المصري الذي كان من أهم ملامح شخصيته، أصبح «هباء منثوراً» حكم بقانون إبليس قانون شيطاني كان عنوان حكمه الأسيف، حاكم لا مثيل له في التاريخ يحكم أعظم بلاد الدنيا بقانون لا أخلاقي «قانون الطوارئ» طيلة حكمه الأسود.. ولم يفكر رغم المناداة بحتمية إلغائه إلا أن الذي كذب على الأمة وسرق حاضرها ومستقبلها استمر في عناده المعروف وحكم حكماً باطلاً من كل نواحيه: الطوارئ من جانب، وتزييف وتزوير ارادة الأمة من جانب آخر، وهو جالس «كالصنم» على كرسي العرش وحسب أنه ورثه من الشيطان ويبغي تسليمه الى شيطان آخر من صلبه ولحمه ودمه.. وكانوا يظنون أن «الدنيا دانت لهم» وأنهم الى الأبد رؤساء وزعماء وحكام هذه البلاد إلى «أبد الآبدين» أليس «رئيس الكذابين» هو القائل في أكثر من مناسبة: «إنه لم يجداً أحد يصلح لأن يكون نائباً للرئيس» وأليس هو القائل أنه سوف يحكم البلاد مادام في «صدره قلب ينبض بالحياة».. ثم كان ما كان: سقط القناع، وسقط العرش الوهمي بصاحبه «رئيس الكذابين» وجاء فتح جديد كنا نراه بعيداً.. بعيداً فكانت نظرة السماء الى سكان مصر.. فكانت الثورة النورانية التي جاءت في موعدها تماماً مع القدر، وبدأ العرش يهتز وحاول الرئيس الكذاب أن يكذب كذبة أخيرة على الشعب: «إنه لن يمكث حاكماً إلا نهاية ولايته الحالية» «كذاب» وأنه سوف يعين «نائباً للرئيس» وأنه سوف يلغي مجلسي الشعب والشورى وهو صاحبهما في الخير وفي الشر، وحاول أن يعطي لنفسه صفة يرتضيها الشعب وبدأ يخاطب الشعب تماماً «كأرملة فقدت حبيب قلبها» ولكن كل شىء قد ضاع، ووقف في ذهول، لقد فات الميعاد، وما عاد له إلا «السراب» يتلمسه في سواد حياته.. وكانت اللطمة الكبرى وكان توجيه الاتهام إليه.. من أكثر من جهة وعندها يتعين أن نحققها ونقول في شأنها ما يجب لحكم العقل الآن أن يسود: اتهامات خطيرة ضده احتواها الزمن ثلاثين عاماً، سرقة ونهب وكذب واستخفاف بالانسان المصري وإهانة كرامته بقانون الإفك «قانون الطوارئ» طيلة مدة حكمه وأوامر الاعتقال بدون سبب، والفقير في عهده يزداد فقراً، ومصر العملاقة بدأ دورها التاريخي ينحسر الى الوراء فكان التقدم الوهمي الى الوراء وكان الصعود الوهمي الى الهاوية، بالنسبة لكل جريمة على حدة بين أيدي الشعب المستندات الدامغة والأدلة الساطعة على إحاطة عنفه بحبال المشنقة لأنه خان الوطن وخان الأمانة، واستخف بقومه زوراً وبهتاناً، وكان في واد بعيد بعيد والشعب في واد آخر. يا قوم هذا يوم تجزى فيه كل نفس بما كسبت.. قدموه الى المحاكمة ولا تأخذكم به أو بأهله شفقة أو رحمة. وهذا جزاء من لا يرعي الله في أمانة حكم وضعها الشعب في يمينه بحسن نية وثمن الخيانة غالٍ.. ودائماً وأبداً: إلى لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان.