ومازالت العمارات تنهار على رؤوس قاطنيها ، ومازال الأبرياء يسقطون صرعى أسفل الأنقاض ، وكأن ثورة لم تقم ، وكأن دماء الشهداء التى سالت فى كل ميادين التحرير فى أرجاء المحروسة لم تكن دماء ، فى زمن ا لصمت ، ونحن نسبح مع الأمواج نرقب الفجر الذى سيميت حراس الظلام مازال الفساد مستمرا أين التغيير ؟ متى يطبق القانون الرادع على المخالفين لكل شروط السلامة ؟ لم يكد يمر أسبوعا إلا ونروع بانهيار عقار، وموت العديد من الأبرياء ، وكم دفنت أسر بكاملها ، وفقدت الأجنة فى البطون منذ عدة أسابيع انهارت عمارة فى الأسكندرية مكونة من ستة طوابق ، خالف مالك العقار واستغل الإنفلات الأمنى ، فأقام ثمانية طوابق أخرى ليصبح العقار أربعة عشر طابقا ، وبما أن الترخيص صدر بستة طوابق فقد مالت العمارة وفجأة انهارت بالكامل ، وتصدعت العقارات المجاورة مما اضطر الحماية المدنية لإخلائها من سكانها خشية الإنهيار ، بالإضافة لفقدان الممتلكات ، وأمس انهار عقارآخر بالأسكندرية فخلف قتلى وجرحى أصبح من الأخبار العادية فى ظل غياب الرقابة ، أن ترتكب الجرائم الوحشية التى لم يعد أبطالها أصحاب السوابق ،بعدما استفحلت ظاهرة البلطجة من الذين يحملون السلاح الأبيض ، ويتحركون دون رقيب ، إنما أبطالها مختلف الطبقات الإجتماعية ومن الحاصلين على درجات علمية وناجحين فى حياتهم العملية ، لكن جرائمهم الوحشية تتفوق على أعتى المجرمين فالأجيال التى تربت على الحقد والإنتهازية والنفاق ، ترى هذه الصفات سبيلا الى الترقى فى السلطة والحصول على الثروة ليبقى السؤل والإنكسار وشعور اليأس والمرارة ، وجف المداد والصحف قد طويت على شبح الحداد ، وغابت ضحكة الطفل الملاك لترتعد ظلال الأشياء وكاد يموت دبيب الحياة ، ويظل النيل شاهدا على مسلسل الإهمال ، أما المسئولون فهم مشغولون بإلقاء اللوم والمسئولية كل على الآخر بغبار الكلام المكرر وهم غير جديرين بالأمانة ، إنه نوع من الخلل والفشل فى تنفيذ المهام المطلوبة ، والفساد الذى يكتسى به لون الحياة فى مصر بعد الثورة يتلخص فى عدم الإكتراث والعجز والبلادة متى يتم محاسبة المقصرين ؟ لوتم تطبيق القانون وأحكامه الرادعة بكل حسم وحزم دون أن يخرج علينا أحد المحامين الذين يبذلون قصارى جهدهم فى البحث عن ثغرات فى القانون ، تمكنهم من تبرئة المتهمين من موكليهم بعد أن يكونوا قد تسببوا فى إزهاق الأرواح البريئة أعتقد أنه لو أردنا أن نسجل الحوادث الخاصة بانهيار العقارات فى جميع محافظات مصر ، فلن نعد ولن نحصى ، سوف نحتاج الى مجلدات ضخمة ، طالما فقدت الضمائر ، والضمائر دروع وقلاع وسياج