رأت صحيفة "مير نوفوستيه" الروسية أن تخلُص قوات الناتو بشكل سريع من الزعيم الليبي السابق "معمر القذافي" وعدم إعطائه فرصة للمثول أمام المحكمة والإدلاء بأقواله، جاء خوفا من فضح الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" الذي ربطته بالعقيد الراحل العديد من المعاملات السرية ربما أبرزها تمويل القذافي للحملة الانتخابية الرئاسية لساركوزي والتي انتهت بفوزه بكرسي الرئاسة الفرنسية عام 2007. وأكدت الصحيفة أن باريس رفضت التعليق رسمياً على اتهام "ساركوزي"، بالحصول على تمويل من القذافي لحملته الانتخابية، إلا أنه في حال إثبات صحة هذه الاتهامات، سيصبح واضحاً السبب الذي جعل قوات الناتو تتخلص من "العقيد" بهذه السرعة، ودون تمكينه من الإدلاء بأقواله في المحكمة. وذكرت الصحيفة أن الجهات المختصة، عثرت على أثر الأموال الليبية، عندما كانت تتابع أنشطة رجل الأعمال وتاجر السلاح الفرنسي من أصول لبنانية "زياد تقي الدين"، الذي كان وسيطاً في صفقات سرية بين زعماء عرب وسياسيين فرنسيين إذ تم تنفيذ عملية غسيل لأموال كانت مخصصة لساركوزي، بلغت قيمتها 50 مليون يورو، عبر بنوك في بنما وسويسرا. وصرح "ديدي جروسكوبف"، الطبيب الشخصي ل"زياد تقي الدين"، لمحققين فرنسيين، بأنه سافر إلى ليبيا عدة مرات، وحضر مفاوضات بشأن تمويل أحزاب سياسية فرنسية، وشارك أيضا في هذه اللقاءات "برايس أورتيفي"، المبعوث الشخصي لساركوزي، مؤكدا أن هذه المحادثات حصلت بالفعل، لكنه رفض إعطاء أي معلومات عن محتواها. من جهته، ينفي ساركوزي الاتهامات المتعلقة بتمويل حملته الانتخابية جملة وتفصيلاً. وهو اليوم يسعى بكل جهد ممكن، للبقاء في كرسي الرئاسة، ربما إدراكا منه بأنه يمكن أن يجد نفسه، بعد مغادرة قصر الإليزيه، في قفص الاتهام ومن ثم في السجن. وأضافت الصحيفة لأنه إذا كان بإمكان ساركوزي أن ينفي ما لم يتم التأكد منه بعد، فإن أحد لا يستطيع أن ينفي أن العقيد الراحل، زار فرنسا بعد تولي ساركوزي الرئاسة، واستقبل بحفاوة بالغة، كما يليق ب"الأخ القائد"، وسمح له بنصب خيمته البدوية بالقرب من قصر الإليزيه.