تأزم الموقف فى بورسعيد بعد القرارات التى أصدرتها اللجنة المؤقتة التى تدير اتحاد الكرة حاليا والتى تتضمن حرمان النادى المصرى واستبعاده من المشاركة فى أية أنشطة ينظمها الإتحاد المصرى لكرة القدم لمدة موسمين وحظر اللعب على ستاد بورسعيد لمدة ثلاث سنوات. واعتبرت الجماهير القرارات ظالمة وطالبت بعدم حرمان المصرى من المشاركة لأنها توقف الحياة الرياضية فى بورسعيد والمصرى كان يمثل لهل كل شىء . واعتبر أهل بورسعيد أن العقوبة هى إهانة جديدة للمدينة التى عانت من الظلم والاضطهاد فى عهد الرئيس المخلوع ولا تتناسب مع ماحدث من أحداث حيث أثبتت المعاينات والحقائق أن الوفاة كانت بسبب التدافع الجماهيرى ولم تحدث جريمة قتل متعمدة واحدة . واندلعت المظاهرات عقب إعلان موقع الإتحاد المصرى لكرة القدم – رسميا – عن العقوبات ، وخرج البورسعيدية بالشوارع وطافوا الميادين منددين بالقرار حتى وصلوا إلى مبنى هيئة قناة السويس وتوقفت حركة عبور المعديات تماما مابين بورسعيد وبورفؤاد. وحاولت الجماهير إقتحام المبنى المحاصر من القوات المسلحة وحدثت اشتباكات بين الجانبين بعد رشق القوات بالحجارة والتى سارعت باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين وسرعان ماعاجلتهم بإطلاق فى الهواء والأجساد مما أدى إلى وقوع العديد من المصابين والذين تم نقلهم بسيارات الإسعاف وعلى الدراجات البخارية للمستشفيات لإسعافهم . وما تم حصره – رسميا – سقوط الطفل بلال ممدوح محفوظ عبادى -14 سنة – الطالب بالصف الثالث الإعدادى بمعهد الأمين الأزهرى بعد إصابته بطلق نارى بظهره إستقر بالعمود الفقرى وفشلت محاولة إنقاذه وإصابة المواطن أحمد السيد حامد –34 سنة - بطلق نارى بالفخذ الأيسر وحالته مستقرة ويرقد بمستشفى بورسعيد العام ، كما أصيب أيضا 39 حالة أخرى منها 33 بالمستشفى العام و3 بآل سليمان و3 بالمبرة وإسعاف 25 حالة أخرى بمكان الواقعة ، كما ترددت أنباء عن إصابة أحد ضباط القوات المسلحة بحجر فى وجهه أثناء تواجده على ظهر أحد المدرعات التى تقوم بتأمين مبنى هيئة القناة . على جانب آخر، قررت إدارة هيئة قناة السويس نقل حركة قوافل السفن العابرة للقناة من المدخل الشمالى للعبورمن تفريعة القناة الشرقية التى تبعد عن المدينة بمسافة 30 كيلو وزيادة إجراءات التأمين على حركة السفن العابرة من المجرى الملاحى وتكثيف التواجد الأمنى على طول القناة وخاصة فى المنطقة المواجهة لبورسعيد ، وتكليف دوريات من القوات البحرية لتمشيط المجرى الملاحى بعد الأجواء الساخنة التى تشهدها بورسعيد بعد التحذيرات التى أطلقتها جماهير المصرى بتصعيد المواجهة مع القوات المسلحة بعد سقوط شهيد من أبناء المدينة برصاصها . وعززت القوات المسلحة والشرطة إجراءاتها الأمنية على كافة المنشآت والمصالح الحكومية والشركات الكبرى والبنوك بكافة الأحياء ورفعت درجة الإستعداد القصوى لتأمينها وطلب اللواء سامح رضوان مدير أمن بورسعيد تعزيزات شرطية وصلت بالفعل تحسبا لتصعيد الأمور والمواجهات بين الجماهير البورسعيدية والجيش والشرطة . كما أغلقت الأسواق والمتاجر والمحلات أبوابها منذ مساء الجمعة بعد إعلان العقوبات ضد النادى المصرى ، وتحولت الاسواق التى كانت لا تغلق أبوابها لمقابر بعد توقف حركة البيع والشراء تماما ، وخوفا من تعرضهم لحوادث سرقة عن طريق البلطجية الذين يندسون بين المتظاهرين ، وخلت معظم شوارع المدينة من المواطنين الذين فضلوا البقاء بمنازلهم خوفا من حدوث مصادمات بين المواطنين والقوات المسلحة بعد إختفاء الشرطة تماما التى إكتفت بالتواجد داخل الأقسام ومديرية الأمن ، وقد أجبرت جماهير بورسعيد الغاضبة أصحاب المحلات التجارية على إغلاقها وإطفاء الأنوار ومطالبتهم بالسير معهم دفاعا عن بورسعيد . تصدت جماهير المصرى للسيارات المحملة بعمال المصانع بالمناطق الصناعية من المحافظات الأخرى من دخول بورسعيد والذى يزيد عددهم عن 21 ألف عامل ، كما تجمهرت الجماهير البورسعيدية أمام بوابات الإستثمار ومنعت دخول كافة العاملين بالمصانع من دخولها والتى يبلغ عددها أكثر من 36 مصنعا وقد حاصر المتظاهرين بوابات الإستثمار من كافة الجهات ، وقررالبورسعيدية طرد كافة العمالة بالمدينة ممن هم من خارج المدينة وإعادتهم لمحافظاتهم مرة أخرى .