رأت صحيفة "فاينشال تايمز" البريطانية أن الليبراليين والعلمانيين واليساريين يخشون بشدة من أن يكون الرئيس القادم موالي لجماعة الإخوان والجيش معا الأمر الذي يحقق أكبر مخاوفهم في مصر الجديدة، ألا وهو تقاسم السلطة بين الجيش والجماعة وقدوم رئيس استبدادي بصبغة دينية، لذلك هم يدعمون عبدالمنعم أبو الفتوح أحد قيادات الإخوان السابقة. وقالت الصحيفة إن الليبراليين العلمانيين واليساريين المصريين يأملون في الرئيس الجديد أن يكون معتدل يمكن أن يصمد أمام رغبة الجيش في السيطرة على السياسة لذلك هم يتحولون إلى مرشح يوصف بأنه "طبيب الإسلامية". وأضافت إن انتخابات الرئاسة المقررة مايو القادم تعتبر الأولى منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، وأقوى المرشحين حتى الآن هم من الإسلاميين أو الشخصيات الذين خدموا في النظام السابق، الأمر الذي أثار مخاوف الليبراليين والناشطين الشباب الذين قادوا الثورة، من تقسيم السلطة بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين، وفي محاولة لمنع هذا، كثير منهم يدعمون عبد المنعم أبو الفتوح ، وهو منشق عن جماعة الإخوان. وتابعت إن أبو الفتوح يتعهد بحماية الحريات الشخصية من القيود المفروضة من قبل الإسلاميين المتشددين، وضمان المساواة للمسيحيين، وتعهد أيضا بمحاسبة المجلس العسكري الحاكم على الانتهاكات التي ارتكبت خلال فترة ولايته. ونقلت الصحيفة عن "رباب المهدي"، مستشار أبو الفتوح:"إذا كنت ليبراليا ومع الثورة لم يكن لديك خيار آخر في هذه المرحلة.. إذا سارت الانتخابات للجولة الثانية، يمكن تحقيق ذلك". وقد هددت جماعة الإخوان المسلمين، بطرد الأعضاء الذين يدعمون أبو الفتوح، رغم أن المحللين يتوقعون أن الكثير من الشباب الإسلاميين سيصوت له على أي حال. وهناك شائعات بأنه يمكن تقديم "مرشح توافقي" بدعم من الجنرالات وجماعة الإخوان، فالليبراليين والمناضلين الثوريين الشباب يخشون من أن رئيس توافقي يعني تقاسم السلطة بين الجيش وجماعة الإخوان والعودة إلى الحكم الاستبدادي، وهذه المرة بصبغة دينية.