تحتفل دول العالم بعد غد السبت باليوم العالمى للسل الذى يوافق 24 مارس من كل عام ويأتى الاحتفال بهذا الحدث السنوى إحياء لذكرى اكتشاف الدكتور روبرت كوخ في عام 1882، للجرثومة المسببة للمرض الذى كان يمثل فى ذلك الوقت مرض عضال ميئوس الشفاء منه، وأرسى هذا الاكتشاف الخطوة الأولى نحو تشخيص المرض وعلاجه. وتعتبر منظمة الصحة العالمية هذا اليوم مناسبة لنشر الوعى تجاه أسباب الاصابة بهذا المرض الذى يصيب حاليا ثلث سكان العالم بالاضافة الى إلقاء الضوء على الجهود المبذولة من أجل التخلص منه واستئصاله دوليا حيث تسعى المنظمة إلى الحد من معدلات الاصابة بالمرض وخفض نسبة الوفاة بسببه الى النصف بحلول عام 2015. ويأتى الاحتفال هذا العام وقد أعلنت المنظمة أنه لأول مرة انخفضت الإصابات السنوية بمرض السل، طبقا لما أظهرته الاحصائات الحديثة من تراجع عدد الوفيات الناجمة عن هذا المرض إلى أدنى مستوياتها منذ عشرة أعوام، إلا أن هذا التقدم معرض للخطر بسبب نقص التمويل. وأعلن بان كى مون الامين العام للأمم المتحدة بهذه المناسبة أن هناك انخفاضا في وفيات السل وإصاباته مما يمثل تقدما كبيرا، ولكنه ليس مدعاة للرضا ، حيث مازال الكثيرون يصابون بالسل كل عام، و يقضى العديد منهم نحبهم بسببه، وحث على تقديم دعم مهم ومتواصل لأنشطة الوقاية من السل ورعاية مرضاه، لاسيما لفائدة أشد سكان العالم فقرا وأكثرهم عرضة للخطر". وبحسب البيانات التى نشرت فى أكتوبر الماضى فى تقرير المنظمة الخاص بمكافحة السل في العالم لعام 2011، فإن عدد إصابات السل انخفض إلى 8ر8 مليون حالة فى عام 2010، بعد بلوغه مستوى الذروة فى عام 2005، حيث تجاوز 9 ملايين حالة ، كما انخفضت الوفيات بسبب السل إلى 4ر1 مليون وفاة في عام 2010، بعد بلوغها 8ر1 مليون وفاة عام 2003. إلا أن التقرير أشار إلى أن التقدم الراهن معرض للخطر بسبب نقص التمويل لاسيما الجهود التي تبذل من أجل مكافحة السل المقاوم للأدوية المتعددة ، فيما شهد الإنفاق المحلى المخصص لمكافحة السل زيادة في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن تبلغ 86\% فى العام الحالى ، إلا أن معظم البلدان المنخفضة الدخل مازالت تعتمد بشدة، على التمويل الخارجي، وقد أبلغت معظم البلدان عن عجز تمويلى قدره مليار دولار ينبغى سداه لكى تتمكن من تنفيذ برامج مكافحة السل في العام الحالى .