منذ مبايعته وليًا للعهد بالسعودية وهو يحمل على عاتقه التجديد الديني والثقافي، ويسعى بكل ما أوتى من قوة لتغيير المسار المجتمعي وكسر أُسس العادات والتقاليد بالمملكة العربية السعودية، التى لم يفكر أحد بتغيرها منذ الآف السنين، محاربًا بسلطته كافة أشكال التطرف الديني ومحاولًا للقضاء على التطرف والتشدد الذي تسعى لتقنينه الجماعات المتشددة فى الدين، إنه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولى العهد السعودي. وشهدت المملكة منذ مبايعته على منصبه تغييرات دينية كبرى، أبرزها الحد من صلاحيات جماعة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسمح للمرأة بقيادة السيارة بعدما كان ذلك ممنوعًا عنها بل وتُعاقب عليه، كما قررت المملكة إنشاء مجمع للحديث النبوي الشريف وعلومه جمعًا وتصنيفًا وتحقيقًا ودراسة، وذلك للحصول على التوليفة الوسطية التى تتماشى مع العصر الحالى. وأعلنت هيئة الترفيه السعودية عن بناء دار للأوبرا وذلك بتنظيم أكثر من 5 آلاف عرض ترفيهي هذا العام، كما أزالت السلطات الحظر عن دور السينما والقيود المفروضة على الحفلات الغنائية المختلطة، وسمح للنساء بحضور المباريات في المدرجات لأول مرة كما سمحت لهم بالمشاركة في مارثوان سباق للسيدات. وأكد الدكتور عبد المنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر، أن ولى العهد السعودي يسير بخطى ثابتة نحو تجديد الخطاب الديني والتخلص من العادات والتقاليد الثابتة في المملكة، والتي لا تتعارض مع الدين وجودها من عدمه، فضلًا عن كونها تمثل عائقًا أمام الشعب السعودى فى الإنفتاح على الحضارات المختلفة. وبين عميد العلوم الإسلامية، أن ذلك سيصنع مجدًا للسعوديين وسيمنحهم حق الحياة التى كانوا يحلمون بها بعيدًا عن كافة القيود التى كانت موضوعة عليهم من قبل السلطات والمجتمع، وسيساعدهم في الانخراط مع جميع ثقافات العالم المختلفة بفضل التطور الثقافي في التعامل والتغيرات التي تطرأ عليهم بسبب التجديد الديني والثقافي. واعتبر فؤاد أن التطور في تجديد الخطاب الديني بالسعودية سيكون نقطة تحول في تاريخ المملكة الحديث، وأن المرأة أكثر العناصر المستفيدة من ذاك التطور الإيجابي والتجديد الثقافي، والتي سيحول قدرها في السعودية ويعلى شأنها وستصبح أهم الركائز التى يعتمد عليها المجتمع فى جميع المجالات والمناصب الإدارية والقيادية. وأشار عميد العلوم الإسلامية، إلى أن جميع التجديدات التي قام بها ولى العهد تسير طبقًا لمبادئ وأسس الدين دون الانحدار عن الوسطية، وهذا ما يجعله يحقق نجاحات متقدمة تفيد الشعب السعودي وتساعده على التحول الثقافي والتقدم بشكل سريع.