يشييع المصريون اليوم الثلاثاء جنازة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الى مثواه الاخير فى دير وادى النطرون ، عقب اقامة الصلاة على جثمانه في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، في الوقت الذى أعلنت فيه حالة الحداد العام فى البلاد تزامنا. وقال الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية وشمال أفريقيا، إن مراسم دفن البابا شنودة ستبدأ فى الخامسة فجر الثلاثاء، وذلك من خلال قداس خاص يقتصر على بعض الآباء والمطارنة، ثم بعد ذلك تبدأ المراسم العامة فى تمام الحادية عشرة صباحا بحضور أعضاء المجلس العسكرى ومرشحى الرئاسة المحتملين، وبعض الشخصيات العامة، ثم يتم نقل جثمان البابا فى طائرة حربية إلى مقر الدفن فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون. وأضاف الأنبا باخوميوس أنه سيتولى منصب القائم مقام، حتى يوم الخميس القادم، وسيتولى مراسم الجنازة والدفن، مشيرا إلى أنه كان من المفترض أن يتولى الأنبا ميخائيل منصب القائم مقام لكنه اعتذر بسب ظروفه الصحية. وأكد الأنبا باخوميوس، أنه لم يتم حتى الآن طرح أو تحديد أى أسماء للترشح للمنصب البابوى، وأن المجمع المقدس بانتظار من سيتقدمون لشغل المنصب وفقا للشروط. وكان عشرات الآلاف قد اصطفوا منذ صباح الأحد خارج الكاتدرائية لإلقاء نظرة الوداع على البابا شنودة الذي وضع جثمانه في نعش قبل أن يوضع فوق الكرسي البابوي وهو في كامل ملابسه البابوية. وبلغ التدافع ذروته بعد ان امتد طابور المنتظرين لالقاء نظرة الوداع على جثمان البابا إلى اكثر من كيلومتر. وتوفي البابا السبت الماضي عن عمر ناهز 89 عاما بعد معاناة مع مرض السرطان. ويشكل أقباط مصر نحو 10 في المئة من السكان البالغ عددهم 80 مليون نسمة، ما يجعلهم أكبر أقلية مسيحية في منطقة الشرق الأوسط لكن مصر ترفض وصفهم بالأقلية. وكان البابا شنودة دعا السلطات المصرية إلى بذل المزيد من الجهود بعد تعرض الأقباط إلى هجمات خلال السنوات الأخيرة. وقدم الكثير من القادة العالميين تعازيهم في وفاة البابا ومن ضمنهم بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا بندكتوس السادس عشر والرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي وصف البابا شنودة بأنه كان " نصيرا للتسامح والحوار الديني". الخطة الأمنية ووضعت وزارة الداخلية، خطة أمنية شاملة، واتخذت كافة الإجراءات الأمنية الخاصة بمراسم الدفن ، وتشمل الخطة تكثيف التواجد الأمني في محيط الكاتدرائية بالعباسية، والتي يتم نقل الجثمان منها بطائرة عسكرية إلى وادي النطرون؛ حيث تم وضع الخدمات الأمنية التي تتناسب مع كثافة الحشود الكبيرة لمئات الآلاف من المسلمين والأقباط الذين يتوافدون على الكاتدرائية منذ إعلان وفاة البابا. وعقد اللواء محمد ابراهيم، وزير الداخلية اجتماعًا اليوم الاثنين، مع كبار مساعديه، وأصدر توجيهاته لمساعدي الوزير للأمن والأمن العام وأمن القاهرة والبحيرة والأمن المركزي، بتكثيف التواجد الأمني منذ الصباح الباكرا، وإعداد الخدمات الأمنية والإرشادية لخط سير الجنازة، بهدف تنظيم وتسهيل عملية تحرك مئات الآلاف من وإلى الكاتدرائية، خلال مراسم الجنازة الرسمية الثلاثاء. وستشهد خطة تأمين الجنازة إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة؛ نظرًا لقيمة البابا شنودة في مصر والعالم؛ حيث اتخذت وزارة الداخلية جميع التدابير والاستعدادات اللازمة لتسهيل إجراءات وصول الشخصيات العامة ورجال الدين والوفود الرسمية التي ستشارك في مراسم الجنازة، ومن المقرر أن يتولى بضعة آلاف من الضباط والمجندين تأمين الجنازة غدًا في العباسية أثناء الصلاة على البابا وحتى وصوله إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون في محافظة البحيرة، وذلك لإتمام مراسم الدفن طبقًا لوصية البابا شنودة التي أوصى بها قبل وفاته. ومن جانبه، أكد اللواء حسن البرديسي، مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة، أنه تم الاتفاق مع الكاتدرائية على عدم وجود أحد داخلها سوى الوفود الأجنبية المدعوة وكبار رجال الدولة، وقامت الإدارة العامة لمرور القاهرة بالاتفاق مع الكاتدرائية على تحديد مسارات للدخول؛ بحيث يكون جموع الشعب حاملو الدعوات يتم دخولهم للكاتدرائية، من باب 4 المطل على شارع لطفي السيد، ويكون أفضل خط سير لهم ميدان العباسية ومنه إلى شارع لطفي السيد، ثم يسارًا إلى شارع محمد الشافعي وصولا إلى باب 4.
أما المدعوون من كبار رجال الدولة والشخصيات العامة؛ فسيكون دخولهم من باب 3 بشارع الدمرداش، وسيكون خط سيرهم من شارع رمسيس أعلى كوبري أحمد سعيد، ثم الحارة اليسرى من شارع رمسيس ثم الدخول لمستشفى الدمرداش شمالا، على أن يتم وضع السيارات بالبارك الخاص بمستشفى الدمرداش، ويدخلون مترجلين من باب 3، أما الأجانب والوفود الأجنبية فسيتم دخولهم من باب رقم 2 بالكاتدرائية بشارع رمسيس. دير "الأنبا بيشوى" قضى البابا شنودة طفولته في محافظة البحيرة ودخل سلك الرهبنة بدير "السريان" بالبحيرة ، وكان دير "الأنبا بيشوى" بصحراء وادى النطرون بالبحيرة هو المكان المفضل على الإطلاق لإقامة البابا شنودة. وعلم فى هذا الدير بنبأ انتخابه بطريرك للكنيسة القبطية فى نوفمبر 1971 وفيه أيضا قضى أكثر من سنتين رهنا للإقامة الجبرية، بعد قيام الرئيس السادات بالتحفظ عليه على خلفية أحداث الفتنة الطائفية بالزاوية الحمراء. وكان البابا شنودة يقيم ثلاثة أيام فى الأسبوع بهذا الدير طوال السنوات الماضية وحتى وفاته، وأقام فيه مقرا باباوى لإدارة شئون الكنيسة، وعقد فيه أهم الاجتماعات المصيرية مع قيادات الكنيسة والرهبان، واعتكف البابا شنودة مرات عديدة فى دير"الأنبا بيشوى" احتجاجا على ما يواجهه الأقباط من عنف طائفى مثل تفجير كنيسة القدسيين وإحداث الفتن الطائفية ولتوجيه رسائل للنظام بوجوب المحافظة على الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين. وجاءت وصيته بدفن جثمانه فى دير "الأنبا بيشوى" . ويعد دير الأنبا بيشوى من أهم المناطق الأثرية بمصر فيرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الرابع عشر وهو أكبر أديرة وادى النطرون وتبلغ مساحته نحو فدانين، ويضم خمس كنائس، أكبرها "كنيسة الأنبا بيشوى" بجانب مبنى للضيافة وحديقة واسعة ومكتبه وفيه العديد من الأماكن الأثرية المميزة مثل المائدة الأثرية وبئر الشهداء بجانب العديد من الأماكن التى يقطن بها الرهبان.