في أعقاب تواتر الأنباء عن "أسبوع الآبارتايد الإسرائيلي" الذي تنظمه الجامعات الأوروبية وأمريكا الشمالية زعمت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن أفضل طريقة لمواجهة الانتقادات الدولية لانتهاكات حقوق الإنسان في إسرائيل، هي التلويح بالانتهاكات الصارخة والمنهجية لحقوق النساء والشواذ جنسياً والأقليات الدينية في مصر وفي أنحاء العالم العربي كله والتي تفوق الانتهاكات الإسرائيلية. وقال الكاتب الإسرائيلي "رونين شوفال" في مقاله بالصحيفة إن الجامعات في أوروبا وأمريكا الشمالية بدأت تتزين بألون معادية لإسرائيل بمناسبة "أسبوع الآبارتايد الإسرائيلي" الذي تنظمه المنظمات الدعائية المعادية لإسرائيل –على حد تعبيره- مشيراً إلى أن تلك المنظمات نصبت سيركاً متنقلاً يرمي إلى نشر الأكاذيب وفريات الدم ضد إسرائيل. وأضاف الكاتب أن هناك العديد من الطرق لمواجهة تلك الأكاذيب، على حد تعبيره، بدء بإرسال مجموعات من الطلاب الإسرائيليين من بينهم عرب إسرائيليين أو مهاجرين من إثيوبيا للتحدث عن الوضع الحقيقي في البلاد، ومروراً بنشر تسجيلات على اليوتيوب تعرض الطابع الليبرالي لإسرائيل، وانتهاء بالجهود الإعلامية المعروفة، والتي تشمل المحاضرات والمظاهرات واللقاءات، وكلها وسائل دفاعية. وأشار الكاتب الى أن طريقة واحدة فقط لم تجربها إسرائيل حتى الآن، وهي الطريقة الأصح، على حد تعبيره، والتي تتمثل في التوجيه السياسي ضد انتهاكات حقوق الإنسان الحقيقية بالشرق الأوسط والاعتداء على حقوق المرأة، والتمييز ضد الشواذ والسحاقيات والأقليات الدينية في كافة أنحاء الوطن العربي. وأضاف الكاتب أنه في كل عام تقتل أكثر من 5000 امرأة عربية بسبب ما يسمى "شرف العائلة"، وتتعرض ملايين النساء للقمع الجنسي في السودان ومصر وأوغندا عن طريق الختان الذي يمثل اعتداءً صارخاً على حرمة جسد الفتيات والنساء. وتابع الكاتب بأنه في السعودية أيضاً محظور على النساء قيادة السيارات، وفي إيران يتم رجمهن بالحجارة حتى الموت إذا ثبتت إدانتهن بالخيانة، فضلاً عن معاناتهن من التمييز في التشريعات والمكانة المتدنية داخل المجتمع والأسرة، على حد تعبيره. وأكد الكاتب الإسرائيلي أن المساس بحقوق الشواذ جنسياً والسحاقيات هي مسألة عادية في الدول العربية، وبرهن على كلامه بإعدام الشواذ جنسياً في إيران، مشيراً إلى وجود وحدة شرطة في مصر لمكافحة وتطهير أماكن التقاء تلك الفئة الشاذة. وأشار الكاتب إلى أن معاملة الأقليات الدينية والقومية ليست أفضل بكثير، فالأكراد في العراق وإيران وسوريا يعانون من التمييز ضدهم، وكذلك الحال بالنسبة للأقباط في مصر، مشيراً إلى أن هناك تمييزاً رسمياً ضد المسيحيين واليهود في العالم العربي، وتمييز آخر ضد الأقليات الشيعية في الدول السنية، والعكس صحيح. وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن السبيل الوحيد لمواجهة الإدانات الدولية هو الخروج من حالة الدفاع للهجوم، والكشف بإصرار وقوة عن الحقيقة السائدة في المنطقة، مؤكداً أنه إذا لم تعمل منظمات حقوق الإنسان من أجل حقوق النساء والأقليات في العالم العربي والإسلامي، حري بدولة إسرائيل أن تطرح قضاياهم على المجتمع الدولي عن طريق تسويق "أسبوع الآبارتايد العربي" في الجماعات ووسائل الإعلام الدولية.