مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29 ديسمبر 2025 في القاهرة وعدد من المحافظات    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 29 ديسمبر 2025    جيش الاحتلال يقصف مناطق في غزة بالمدفعية والطيران    تحرك شاحنات قافلة المساعدات 104 تمهيدًا لدخولها من مصر إلى غزة    كوبانج الكورية الجنوبية تكشف عن خطة تعويضات بعد اختراق البيانات    مواعيد القطارات المتجهة إلى الوجهين القبلي والبحري من أسوان اليوم الإثنين 29 ديسمبر 2025    فخري الفقي: كل انخفاض 1% في سعر الفائدة يخفض فوائد الدين 45 مليار جنيه    إعلان نتيجة الحصر العددي لانتخابات مجلس النواب بالدائرة الأولى في البحيرة    متحدث الوزراء: الحكومة تحاول تقديم أفضل الخدمات لمحدودي ومتوسطي الدخل وفق الموارد المتاحة    وزير الإعلام الصومالي: اعتراف إسرائيل بأرض الصومال انتهاك لسيادتنا.. وسنلجأ للأمم المتحدة    الصين تعلن بدء تدريبات بالذخيرة الحية حول جزيرة تايوان    بعد لقاء ترامب وزيلينسكي، ارتفاع أسعار النفط في ظل تصاعد التوتر بالشرق الأوسط    رئيس اتحاد المستأجرين: عقودنا رضائية.. وقدمنا 36 طعنا بعدم دستورية قانون الإيجار القديم    أوصاني بحذف أغانيه.. شحتة كاريكا يكشف اللحظات الأخيرة في حياة الراحل أحمد دقدق    طارق الشناوي: المباشرة أفقدت فيلم «الملحد» متعته ولم يُعوِّض الإبداع ضعف السيناريو    مقتل 16 شخصا في حريق دار مسنين بإندونيسيا    أحمد عبد الله محمود يكشف ملامح شخصيته في «علي كلاي»    وداع موجع في كواليس التصوير... حمزة العيلي يفقد جده والحزن يرافقه في «حكاية نرجس»    هل تتزوج لطيفة في 2026؟.. توقعات «بسنت يوسف» تثير الجدل    عمرو يوسف يكشف تفاصيل صداقته القوية ب عمرو دياب    بالرقص والهتاف.. احتفالات واسعة في طهطا عقب إعلان فرز اللجان الانتخابية    مباحث العبور تستمع لأقوال شهود العيان لكشف ملابسات حريق مخزن كراتين البيض    نتيجة الحصر العددى للأصوات بالدائرة الثامنة دار السلام سوهاج    الدفاع الروسية تعلن إسقاط 21 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات    حسام حسن يستقر على رباعي دفاع منتخب مصر أمام أنجولا    اليوم، الاجتماع الأخير للجنة الرئيسية لتطوير الإعلام بعد انتهاء مهامها    كشف ملابسات تعليق بشأن سرقة دراجة نارية لطفل بدمياط    كشف ملابسات مشاجرة بين أنصار مرشحين بدار السلام في سوهاج    يحيى حسن: التحولات البسيطة تفكك ألغاز التاريخ بين الواقع والافتراض    فوضى السوشيال ميديا    البوصلة والربان!    الفرق بين الحزم والقسوة في التعامل مع الأبناء    ترامب: اتفقنا على 95% من ملفات التسوية في أوكرانيا    النيابة الإدارية تنعى مستشارة لقيت مصرعها أثناء عودتها من الإشراف على الانتخابات    ما هو فضل الدعاء وقت الفجر؟    طفرة غير مسبوقة بالمنيا.. استرداد 24 ألف فدان وإيرادات التقنين تقفز ل2 مليار جنيه    مشروبات تهدئ المعدة بعد الإفراط بالأكل    طاهر أبو زيد: مكاسب حسام حسن مع المنتخب إنجاز رغم الظروف.. والمرحلة المقبلة أصعب    كأس عاصمة مصر - أحمد عبد الله يدير لقاء الأهلي ضد المقاولون العرب تحكيميا    الجزائر يتصدر المجموعة الخامسة ب6 نقاط ليحسم تأهله رسميا لدور 16 بأمم أفريقيا    BeOn تحصل على استثمار استراتيجي بالدولار لدعم التوسع الإقليمي وتطوير حلول CRM الذكية    الداخلية السورية: احتجاجات الساحل نتيجة دعوات انفصالية    وزير الإسكان: تم وجارٍ تنفيذ نحو مليون و960 ألف وحدة سكنية متنوعة    اشتعال المنافسة، كوت ديفوار والكاميرون يكتفيان بالتعادل الإيجابي في أمم أفريقيا 2025    على رأسهم مصر.. 3 منتخبات حسمت تأهلها رسميا بعد الجولة الثانية لمجموعات أمم أفريقيا 2025    أمم إفريقيا – تعرف على جميع مواعيد مباريات الجولة الثالثة    حسم التأهل مبكرًا.. مصر ونيجيريا والجزائر إلى دور ال16 من أمم أفريقيا 2025    مصرع طفلين في تصادم بالفرافرة    محافظ الفيوم يتابع غلق لجان التصويت في اليوم الثاني لانتخابات النواب بالدائرتين الأولى والرابعة    الصحة تكشف أبرز خدمات مركز طب الأسنان التخصصي بزهراء مدينة نصر    عاجل- رئيس الوزراء يستقبل المدير العام للمركز الأفريقي لمكافحة الأمراض ويؤكد دعم مصر لاستضافة الآلية الأفريقية للشراء الموحد    الأزهر للفتوي: ادعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل ممارسات تخالف صحيح الدين    نقابة المهندسين تحتفي بالمهندس طارق النبراوي وسط نخبة من الشخصيات العامة    وزارة الداخلية تضبط 4 أشخاص جمعوا بطاقات الناخبين    صاحب الفضيلة الشيخ / سعد الفقي يكتب عن : شخصية العام!    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة في صورة بطاطين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم فى سوهاج    هيئة الرعاية الصحية تستعرض إنجازات التأمين الصحي الشامل بمحافظات إقليم القناة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نور الشريف: تسقط شرعية الشارع أمام شرعية البرلمان
نشر في الوفد يوم 16 - 03 - 2012

لم تفلح النظارة التى يرتديها نور الشريف فى إخفاء علامات الحيرة على وجهه.. يقسم الرجل بأنه متفائل وأن رصيده فى بنك الخوف يساوى «صفر».. لكن دموعه الصامتة ونظرته الشاردة تكشف أنه يعانى من لحظة إحباط متعددة الأبعاد.
عندما تنخدع العين.. ينخدع الإنسان كله.. تلك هى المحصلة النهائية لحوارى مع نور الشريف الذى استمر ساعتين، كان خلالهما محللاً سياسياً رائعاً.. وفناناً له رؤية وأباً شديد الحنان.. إذا تذكر مرض ابنته يطفح الحزن على وجهه ويبدو كأنه يعيش فى فضاء بلا هواء.. وإذا تكلم فى السياسة يتملكه الخوف على حال مجتمع ينظر أغلب أفراده للأحداث من مرآة محدبة تشوه الأحجام وتلوى الخطوط المستقيمة.
يوماً بعد يوم تزداد مساحة المخاوف ويتراجع مؤشر الأمان.. فى رأى نور الشريف ما سبب ارتفاع معدل الخوف وكيف يقرأ ملامح الصورة قبل انتخابات رئاسة الجمهورية؟
- بصراحة شديدة.. الصورة تعطى انطباعاً سيئاً جداً، والإعلام هو الذى يتحمل المسئولية بشكل كامل. هناك قنوات تمويلها غير معروف وقنوات فضائية تتلقى تمويلاً غربياً وأخرى تعتمد على تمويل عربى وكل هذه القنوات لا تريد السلامة لمصر.. والقنوات العاقلة التى نثق فى ولائها وانتمائها لجأت إلى الإثارة من أجل الفوز بأكبر نسبة من الإعلانات.. ولا تندهش إذا قلت إن أغلب ضيوف البرامج رجال يهوون الشهرة ولا يمتلكون رؤية منطقية لقراءة تفاصيل الأشياء.
وهل تتوقع مستقبلاً تراجع تأثير هذه البرامج على الجمهور؟
- بالفعل بدأ تأثير هذه البرامج على الناس فى الانخفاض.. وسوف يختفى تأثيرها تماماً بعد إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية وإعادة صياغة الدستور لأن الناس فى المدن والقرى وفى كل مكان فاض بها الكيل.. فالبرامج الحوارية شوهت كل المشاهد الجادة الطيبة حتى انتخابات مجلس الشعب رغم نزاهتها لم تسلم من التشويه.. مطلوب من رجال الإعلام ومن الناس احترام التجربة الديمقراطية التى نعيشها وعدم التخوين والتشكك فى كل الأشياء.
لكن البعض يرى أن ضجيج وصخب الإعلام بدأ قبل الثورة ولكن تحول الضجيج إلى تجاوز بعد ذلك لا يحترم حق المشاهد فى المعرفة.. ما تعليقك؟
- أتفق تماماً مع هذا الرأى.. فقد سمح نظام مبارك باتساع مساحة حرية الرأى وأتصور أن هامش الحرية فى عهد مبارك هو الذى أدى إلى قيام الثورة.. لكن بعد ثورة يناير تصور بعض الناس أن الحرية تعنى التجاوز و«قلة الأدب» وهذا أمر مرفوض تماماً.. الديمقراطية تعلن الاختلاف مع احترام وتقدير الآراء التى تختلف معها.. لكن النماذج التى تقدمها البرامج الحوارية نماذج مزعجة وتؤدى إلى الوقيعة بين المجلس العسكرى والشعب.. والوقيعة بين الفنانين والتيار الإسلامي. لماذا لا نرى برامج هادئة تساهم فى تصحيح المفاهيم وتوضيح الحقائق.
ماذا تقصد بكلامك حول الوقيعة بين الفنانين والتيار الإسلامي؟
- أقصد أنه لم يحدث أى شيء حتى الوقيعة بين الفنانين والمبدعين من صعود التيار الإسلامي.. ربما يكون هناك تصريحات ظهرت أو خرجت من قيادات سلفية أو قيادات من جماعة الإخوان حول شكل ومعايير الفن الذين يتمنون تقديمه وهذا حقهم.. لكن الإعلام بالغ فى الأمر ووجدت تصريحات من زملاء فنانين تهاجم الإسلاميين رغم أنهم لم يتخذوا أى إجراء من شأنه أن يحبس أو يقيد حرية الإبداع.
أفهم من حديثك أنك ترفض جبهة الدفاع عن حرية الإبداع التى تم تشكيلها مؤخراً للتصدى لأية محاولات شأنها كبت حرية المبدعين؟
- أنا بكل تأكيد أشجع كل المبدعين على الوقوف ضد أية قيود تفرض عليهم.. ولكن أعترض على اتخاذ خطوات مبكرة لإدانة التيار الإسلامى والدخول معه فى عداء دون وجه حق.. تشكيل جبهة للدفاع عن حرية الإبداع شيء عظيم ولكن ما الذى حدث حتى نتعجل الصدام.. أتصور أن الفنانين المحترمين الذين ساندوا الفكرة تأثروا بالإعلام الذى أراه سبب حالة الضبابية التى نعيشها الآن.
سؤال تردد كثيراً.. لكن لا يمكن عبوره وهو هل يوجد خوف بداخلك كمبدع من الفكر الإسلامي؟
- إطلاقاً.. أنا لا أشعر بالخوف من صعود التيار الإسلامى فقد كانت هناك علاقة طيبة تربط بين الشيخ حسن البنا والراحل أنور وجدى، وفى بداية مشوارى قدمت أعمالاً مسرحية على خشبة مسرح الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية.. ولذا أرى أن هناك مبالغة فى الخوف من التيار الإسلامى واتهامه بالتشدد.
بماذا يفسر نور الشريف تعلق الشعب بالتيار الإسلامي.. والفوز الكبير فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟
- أمر لا يحمل اندهاشاً، فالإخوان المسلمون يعملون منذ سنوات طويلة.. وتقدم جماعة الإخوان خدمات حقيقية ملموسة للفقراء مثل رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز وأى قوى سياسية جديدة تريد المنافسة مطالبة بتحقيق خدمات ملموسة للناس.. انتهى تماماً زمن الشعارات والكلمات الرنانة.. الآن الناس تحتاج خدمات، ومن المفترض أن يدرك الشباب الذى قرر الدخول فى لعبة السياسة أن يدرك أبعاد اللعبة السياسية وأن صوت الناخب لن يذهب إلا للشخص أو التيار الذى يخدم ويكافح لرفاهية شعبه. وأملى أن يتقبل الناس بكل أطيافها وانتماءاتها نتائج الانتخابات ونحترمها.. ربما نكون فى يوم من الأيام مثل تركيا وننتخب التيار الإسلامى مرة ثانية لأنه حقق نهضة مجتمعية كبيرة وأنعش البلاد اقتصادياً وأتمنى أن نختلف فى الآراء دون أن نخون بعضنا البعض ويجب أن تعلم أنه بدون اقتصاد قوى لا توجد دولة.
ما رأيك فى التشكيك الدائم والمستمر فى نوايا المجلس العسكرى؟
- كما قلنا فى موضع سابق مقدار ومساحة الحرية زاد وأصبح كاملاً بعد ثورة يناير.. لكنه يجب ألا تتحول الحرية والجراءة إلى تطاول وقلة أدب.. أرى أن هناك سلوكاً عشوائياً يسيطر على نقد المجلس العسكرى.. وبدلاً من الانتقاد بشكل موضوعى وبلا دليل أصبح هناك تجاوز وتجريح.
بالمناسبة أنا لا أدافع عن المجلس العسكرى ولكن أحاول تصحيح مفهوم وتعبير الاختلاف فى الرأي.. وبأمانة شديدة أنا أرحب بانتقاد المجلس العسكرى وأرفض التشكيك فى نواياه.. فالجيش هو الذى قام بحماية الثورة وهو أيضاً الذى ضغط على الرئيس السابق مبارك لتقديم الاستقالة ومغادرة كرسى السلطة.. وإذا تأملت حال الثورات العربية فى سوريا وليبيا واليمن سوف تكتشف عظمة الجيش المصرى الذى انحاز للشعب وساند الثورة وتحمل دوره الوطنى فى حماية أمن وسلامة مصر.. ففى البلاد العربية الشقيقة تخلى الجيش عن الشعب فكانت مجازر لها وزن وحجم.
وكيف يكون الرد على الذين يطالبون الجيش بالعودة إلى ثكناته والابتعاد عن السياسة؟
- أدعو هؤلاء إلى قراءة التجربة التركية.. ففى بداية الثورة التركية حدث صدام بين الجيش والمؤسسة الدينية وليس الحكومة المدنية.. لأن الجيش فى تركيا كان قد أسند لنفسه حماية الدولة العلمانية التى أسسها مصطفى كمال أتاتورك وظل محافظاً على موقفه ولكن بمرور الوقت تراجع دور الجيش عندما نجحت الحكومات الإسلامية فى تحسين الوضع اقتصادياً. وشيئاً فشيئاً أصبح الجيش يساند الحكومة ويحميها لأنها نجحت فى إنعاش البلاد اقتصادياً، فلا أمل فى كرامة بلد بدون اقتصاد قوي.. أصبحت الحكومات مسيطرة على الحياة السياسية لكن فى ظل الحفاظ على وضع الجيش وهيبته.. لذا أتمنى أن يكون هناك حكماء لتحسين العلاقة بين الجيش المصرى والشعب وأملى أن تظهر أجيال جديدة فى الجيش تؤمن بالحكم المدنى وتسانده خاصة عندما يكون حكم قادر على النهوض بالبلاد اقتصادياً كما حدث فى تركيا.
هناك مخاوف من أن يأتى رئيس جديد لمصر ثم تخرج مليونية جديدة تطالب برحيله عن السلطة.. ما تعليقك؟
- أمر وارد ومن الممكن حدوثه ولكن يجب التصدى بقوة لمثل هذه الأمور.. منذ أيام سمعت شعاراً أصابنى ب «خضة» وجعلنى منزعجاً وهو شرعية الشارع أهم من البرلمان، هذا أمر غير معقول ولا يمكن قبوله.. خاصة أن نواب البرلمان جاءوا بانتخابات حرة ونزيهة.. لذا أقول تسقط شرعية الشارع أمام شرعية البرلمان.. وأرى أن الحل السليم فى إعادة دور الأمن.. فالأمن الآن أصبح خائفاً لذا لا يتخذ أى موقف إيجابي.. مطلوب عمل ضوابط لعودة الأمن منها عدم إهانة المواطن وعدم التجاوز وفى الوقت نفسه منح الأمن الحق فى حماية المواطن بشكل سليم ويضمن الحفاظ على هوية وهيبة الدولة.. غياب الأمن يسبب كوارث فمثلاً تم تدمير خط الغاز بين مصر والأردن أكثر من 13 مرة ولم يتم ضبط مرتكبى هذه الكارثة.. وهو أمر مضحك ومثير للاستغراب.. وأكرر أن الإعلام هو السبب وراء كل هذا لأنه لا يظهر الجوانب السلبية ويكتفى بالإثارة.. لماذا لا يظهر الإعلام التجار الذين يرفعون الأسعار ويستغلون الناس وقت الثورة مثلما يهاجمون الأمن.. التاجر الذى يستغل الناس لتحقيق مكاسب شخصية خائن ولا يدين بالولاء لهذا الوطن.
فى رأيك لماذا يبدو المجتمع المصرى عنيفاً بعد الثورة؟
- باختصار شديد هناك إفرازات جديدة ظهرت.. هذه الإفرازات تفهم الحرية بشكل خاطئ.. فقد اختفى الشرفاء وأصبحت الساحة خالية للمنتفعين وأصحاب المصالح الذين يتلقون تمويلاً خارجياً.. أريد إجابة عن سؤال مهم لماذا تخرج مليونيات لمطالب فئوية ضيقة ومطالب «هايفة» ولم تخرج مظاهرة للحفاظ على كرامة مصر عندما خرج الأمريكان المتورطون فى قضايا التمويل.. هذا يعنى أن أمريكا نفسها تساند وتدعم سيناريو الفوضى داخل مصر.. كنت أتمنى أن تخرج مظاهرة مليونية لهذا الشأن.. أين كرامة مصر من حسابات المتظاهرين الذين يملأون ميدان التحرير من وقت لآخر لأسباب ضعيفة وبدون هدف حقيقي.
ما تعليقك على المطالبة بإسقاط حكومة الجنزورى؟
- أنا ضد هذه المطالبة تماماً.. صحيح أننى أختلف مع الدكتور كمال الجنزورى عندما شغل منصب رئيس الوزراء أيام مبارك وأصدر قراراً يمنح امتيازات لشركات الإنتاج السينمائى التى يصل رأس مالها 200 مليون جنيه وتجاهل الكيانات الصغيرة مثل شركتى أنا وبوسى وشركة يوسف شاهين.. كان هذا القرار وقتها ضد مصالحنا.. لكن يجب أن أقول كلمة حق وهو أن الرجل وطنى ومن حق حكومته أن تأخذ وقتها خاصة أنها تتولى مسئولية مصر فى وقت بالغ الصعوبة.. بالمناسبة أنا مرعوب من المرحلة القادمة.
كلمة «مرعوب» تحمل انزعاجاً شديداً.. لماذا هذا الانزعاج ومصر مقبلة على انتخابات رئاسة يرى فيها الكثيرون أملاً فى تصحيح المسار؟
- مرعوب لأن الثورة قامت من أجل العدالة الاجتماعية وهذا لن يتحقق على الإطلاق. والسبب أن مصر حتى تنهض يجب أن تعتمد على الاستثمار الخارجي.. والاستثمار فى تصورى استغلال ونحن نعيش فى زمن الاقتصاد الحر.. أطالب القائمين على إدارة مصر بالاكتفاء من الشعارات والتفكير فى خطط وبرامج جادة لتحسين ظروف المعيشة وتحقيق العدالة الاجتماعية وترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص.
أريد تقييماً لأداء مجلس الشعب؟
- بصراحة شديدة لا أشاهد الجلسات ولكن ما سمعته عن أداء النواب يعد شيئاً مستفزاً.. أنا أريد نتائج حقيقية وملموسة فى الواقع.. وبالمناسبة أنا مع استمرار نقل الجلسات على الهواء حتى يرى الشعب نوابه وأداءهم فى البرلمان.. وأتمنى أن يستمر عرض الجلسات على الهواء.
لماذا لا يؤثر الفن فى الواقع السياسي؟
- لأن الأفلام الجادة يتم قتلها قبل أن تخرج للنور.. ويتم الترويج لأفلام التسلية فقط.. باختصار يوجد تحجيم لدور الفن.. مثلاً كنت متحمساً لمشروع فيلم «قوم يا مصرى» عن قتل الأسرى المصريين فى حرب 67 منذ 12 عاماً وذهبت إلى شركات الإنتاج وتم رفض الفيلم لأنه من وجهة نظرى لن يحقق إيرادات.. وكنت متحمساً لفيلم آخر ضد خصخصة شركات الأدوية ولم يخرج للنور.. الفن الذى يؤثر فى الناس والواقع السياسى يتعرض دائماً لمؤامرة القتل والإجهاض حتى لا يخرج للنور.. وبالمناسبة الرقابة منحتنى موافقة على الفيلمين لكن شركات الإنتاج التى تؤيد الخصخصة رفضت تنفيذ فكرتي.. أتفق معك فى أن البرامج السياسية تتكلم فى السياسة ليل نهار لكن تأثيرها على المواطن ضعيف لأن البرنامج يعرض مرة واحدة، أما الفيلم يعد وثيقة تاريخية.. كما أن عقل المواطن بات أشبه «بالهارد ديسك» المزدحم الذى يجب أن يتم تفريغه حتى يمتلئ من جديد كل يوم، فالمواد الإعلامية تسمم العقول.
لمن سيذهب صوت نور الشريف فى انتخابات الرئاسة؟
- صوتى بأمانة شديدة سوف يذهب ل «منصور حسن» لأننى كنت شاهداً على وقائع كثيرة دافع الرجل فيها عن الصحفيين والمحامين وعانى كثيراً لكنه ظل على مبادئه وقناعاته.. وأتمنى أن نتعامل مع نتائج الانتخابات بأعصاب هادئة ونقبل النتيجة مهما كانت ونأمل أن يحول الرئيس الجديد مهما كان اسمه وشخصه مصر إلى دولة مؤسسة وليست دولة فرد.
كيف تفسر فوز الفيلم الإيرانى «الانفصال» بجائزة الأوسكار رغم القيود السياسية المفروضة عليها.. وهل هذا دليل على نزاهة لجان التحكيم أم رغبة فى تأكيد الديمقراطية الأمريكية؟
- بصراحة شديدة السينما الإيرانية دائماً ساحرة، فقد قدمت نماذج رائعة أيام «الشاه» وبعد الثورة الإسلامية كان يتوقع لها الاختفاء لكنها نجحت فى الصعود.. ولكن رغم جودة السينما الإيرانية يجب الاعتراف بأن لجان التحكيم فى الأوسكار دائماً لها موقف سياسي.
فى تصورك كيف سينتهى مصير بشار الأسد؟
- بالتأكيد بالرحيل.. لكن ما شكل الرحيل وعلاماته أمر لا يعلمه إلا الله.
ما تعليقك على الحكم بحبس الفنان عادل إمام؟
- أمر غير مقبول فلم يقدم عادل أفلاماً تسخر من الأديان وكل أعماله فى تصورى جادة وتحمل رسالة مفيدة للمجتمع ويقف خلف هذه الدعوات القضائية محامين غاويين شهرة.
ما تفاصيل الخلاف بينك وبين المخرج عمر عبدالعزيز؟
- من جانبى لا يوجد خلاف.. أنا الذى رشحت عمر عبدالعزيز لإخراج مسلسل «بين الشوطين» ولظروف خاصة طلبت التأجيل لكن الشركة رفضت وقررت فسخ التعاقد.. وفوجئت بالمخرج عمر عبدالعزيز يهاجمنى فى الجرائد دون وجه حق.. وعلى كل حال هو صديق محترم وله مكانة فى قلبى كبيرة.
ماذا عن مشروعك الفنى الجديد؟
- بدأت من أول شهر فبراير تصوير مسلسل «عرفة البحر» ومن المتوقع عرضه فى شهر رمضان القادم وأملى أن ينال رضا الناس وإعجاب النقاد.
نريد الاطمئنان على صحة «سارة»؟
- الحمد لله على كل حال.. وسوف تسافر بعد أسبوعين إلى باريس لاستكمال علاجها وأطمع فى دعوات كل المصريين أملاً فى أن يهتدى طائر الشفاء إليها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.