"الشيوخ" يناقش آليات الحكومة لمكافحة ظاهرة التنمر    تنسيق الجامعات 2025.. تعرف على تفاصيل الالتحاق بكلية التكنولوجيا والتعليم بجامعة حلوان    ارتفاع أسعار الفاكهة اليوم بأسواق الإسكندرية.. البرقوق ب55 جنيها للكيلو    بسبب قوة الدولار.. تراجع الذهب عالميا ليسجل أدنى مستوى عند 3347 دولارا للأونصة    الحجر الزراعي: استيراد 4.9 مليون طن قمح منذ بداية العام وحتى الآن.. و6.6 مليون طن ذرة صفراء وفول صويا    مسجلا 4810 جنيها للجرام.. تراجع أسعار الذهب في مصر متأثرا بانخفاضه عالميا    وزير الإسكان يوجه بسرعة إنهاء مشروعات تطوير البنية الأساسية والخدمات بقرى مارينا السياحية    خبير اقتصادي: غلق مضيق هرمز بداية كارثة اقتصادية عالمية غير مسبوقة    ألمانيا تحث إيران على «التفاوض المباشر» مع الولايات المتحدة    بوتين: العدوان المستفز ضد إيران لا يستند إلى أي مبررات أو أعذار    جروسي: إيران أبلغتني 13 يونيو باتخاذ «تدابير خاصة» لحماية المعدات والمواد النووية    ترامب: أضرار جسيمة لحقت بالمواقع النووية الإيرانية على عمق كبير تحت الأرض    بعد انتهاء الجولة الثانية لمونديال الأندية.. تعرف على الفرق المتأهلة لدور ال16    صباح الكورة.. ديانج يعلق على مواجهة الأهلي وبورتو و4 أندية تبحث عن مدربين جدد لموسم 2025    مدرب إنتر ميامي: مواجهة بالميراس لحظة تاريخية    كأس العالم للأندية.. تشكيل الأهلي المتوقع ضد بورتو البرتغالي    تاجر مخدرات.. حقيقة ادعاء سيدة باقتحام الشرطة لمنزلها وضبط زوجها دون وجه حق بالدقهلية    بالاسم ورقم الجلوس.. اعرف نتيجة الشهادة الإعدادية بكفر الشيخ    ضبط متهمين بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني للمواطنين في المنيا    المعاينة الأولية لعقار شبرا شبرا المنهار: خالي من السكان.. وتسبب في تهشم 4 سيارات بالشارع    تامر حسني يحافظ على المركز الثاني بفيلم "ريستارت" في شباك تذاكر السينمات    د.حماد عبدالله يكتب: عصر "الكتاتيب"،"والتكايا!!"    البحوث الإسلامية: إنصاف الأرامل واجب ديني ومجتمعي لا يحتمل التأجيل    رئيس جامعة جنوب الوادي يناقش خطة الخدمات الطبية المتكاملة المقدمة    الصحة السورية: ارتفاع ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس إلى 25 قتيلا و63 مصابا    المتهم بالتعدى على الطفل ياسين يصل للمحكمة لنظر جلسة الاستئناف على الحكم    الزمالك: الإعلان عن المدير الفني الجديد خلال الأسبوع الجارى    وزير الري يتابع حالة المنظومة المائية بمحافظتى بني سويف والمنيا خلال فترة أقصى الاحتياجات المائية    الطائفة الإنجيلية بمصر تنعى شهداء «مار إلياس» بدمشق    محافظ أسيوط يسلم ماكينات خياطة وتطريز للصم وضعاف السمع    المجموعة الخليجية بالأمم المتحدة تحذر من تداعيات استمرار التصعيد بالشرق الأوسط    ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر: مرض السرطان تحديًا صحيًا عالميًا جسيمًا    رئيس جامعة قناة السويس يتابع امتحانات كلية الألسن    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    «التضامن» تقر عقد التأسيس والنظام الداخلى لجمعية العلا التعاونية للخدمات الاجتماعية    شركات الطيران العالمية تراجع خططها فى الشرق الأوسط بسبب حرب إيران وإسرائيل    رغم تذبذب مستوي محمد هاني .. لماذا يرفض الأهلي تدعيم الجبهة اليمنى بالميركاتو الصيفي؟ اعرف السبب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23-6-2025 في محافظة قنا    كوريا الشمالية تندد بالهجوم الأمريكي على إيران    الحبس والحرمان، عقوبة استخدام الطلبة اشتراك المترو بعد انتهاء العام الدراسي    في القاهرة والمحافظات.. مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23 يونيو 2025    حظك اليوم الإثنين 23 يونيو 2025 وتوقعات الأبراج    «متقللش منه».. مشادة على الهواء بين جمال عبدالحميد وأحمد بلال بسبب ميدو (فيديو)    روبي بعد تصدر "ليه بيداري" الترند مجددًا: الجمهور بيحبها كأنها لسه نازلة امبارح!    حكم الشرع في غش الطلاب بالامتحانات.. الأزهر يجيب    دونجا: أداء الأهلي في كأس العالم للأندية سيئ.. والفريق يلعب بطريقة غير واضحة مع ريبيرو    مأساة في البحيرة.. طفلان خرجا للهروب من حرارة الصيف فعادا جثتين هامدتين    ثورة «الأزهرى».. كواليس غضب الوزير من مشاهير الأئمة.. وضغوط من "جميع الاتجاهات" لإلغاء قرارات النقل.. الأوقاف تنهى عصر التوازنات وتستعيد سلطاتها فى ضبط الدعوة    الأزهر للفتوى يحذر من الغش في الامتحانات: المُعاونة على الإثم إثم وشراكة في الجريمة    ما حكم تسمية المولود باسم من أسماء الله الحسنى؟.. أمين الفتوى يجيب    حقيقة تحديد 4 نوفمبر المقبل موعدا لافتتاح المتحف المصري الكبير    بالصور.. خطوبة نجل سامي العدل بحضور الأهل والأصدقاء    شديد الحرارة والعظمى في القاهرة 35.. حالة الطقس اليوم    نيللي كريم تكشف عن مواصفات فتى أحلامها المستقبلي (فيديو)    السبكي: الأورام السرطانية "صداع في رأس" أي نظام صحي.. ومصر تعاملت معها بذكاء    مندوب إيران بمجلس الأمن: أمريكا الوحيدة تاريخيا من استخدمت أسلحة نووية    18 يوليو.. هاني شاكر يلتقي جمهوره على مسرح البالون في حفل غنائي جديد    وشهد شاهد من أهله .. شفيق طلبَ وساطة تل أبيب لدى واشنطن لإعلان فوزه أمام الرئيس مرسي!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نور الشريف: تسقط شرعية الشارع أمام شرعية البرلمان
نشر في الوفد يوم 16 - 03 - 2012

لم تفلح النظارة التى يرتديها نور الشريف فى إخفاء علامات الحيرة على وجهه.. يقسم الرجل بأنه متفائل وأن رصيده فى بنك الخوف يساوى «صفر».. لكن دموعه الصامتة ونظرته الشاردة تكشف أنه يعانى من لحظة إحباط متعددة الأبعاد.
عندما تنخدع العين.. ينخدع الإنسان كله.. تلك هى المحصلة النهائية لحوارى مع نور الشريف الذى استمر ساعتين، كان خلالهما محللاً سياسياً رائعاً.. وفناناً له رؤية وأباً شديد الحنان.. إذا تذكر مرض ابنته يطفح الحزن على وجهه ويبدو كأنه يعيش فى فضاء بلا هواء.. وإذا تكلم فى السياسة يتملكه الخوف على حال مجتمع ينظر أغلب أفراده للأحداث من مرآة محدبة تشوه الأحجام وتلوى الخطوط المستقيمة.
يوماً بعد يوم تزداد مساحة المخاوف ويتراجع مؤشر الأمان.. فى رأى نور الشريف ما سبب ارتفاع معدل الخوف وكيف يقرأ ملامح الصورة قبل انتخابات رئاسة الجمهورية؟
- بصراحة شديدة.. الصورة تعطى انطباعاً سيئاً جداً، والإعلام هو الذى يتحمل المسئولية بشكل كامل. هناك قنوات تمويلها غير معروف وقنوات فضائية تتلقى تمويلاً غربياً وأخرى تعتمد على تمويل عربى وكل هذه القنوات لا تريد السلامة لمصر.. والقنوات العاقلة التى نثق فى ولائها وانتمائها لجأت إلى الإثارة من أجل الفوز بأكبر نسبة من الإعلانات.. ولا تندهش إذا قلت إن أغلب ضيوف البرامج رجال يهوون الشهرة ولا يمتلكون رؤية منطقية لقراءة تفاصيل الأشياء.
وهل تتوقع مستقبلاً تراجع تأثير هذه البرامج على الجمهور؟
- بالفعل بدأ تأثير هذه البرامج على الناس فى الانخفاض.. وسوف يختفى تأثيرها تماماً بعد إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية وإعادة صياغة الدستور لأن الناس فى المدن والقرى وفى كل مكان فاض بها الكيل.. فالبرامج الحوارية شوهت كل المشاهد الجادة الطيبة حتى انتخابات مجلس الشعب رغم نزاهتها لم تسلم من التشويه.. مطلوب من رجال الإعلام ومن الناس احترام التجربة الديمقراطية التى نعيشها وعدم التخوين والتشكك فى كل الأشياء.
لكن البعض يرى أن ضجيج وصخب الإعلام بدأ قبل الثورة ولكن تحول الضجيج إلى تجاوز بعد ذلك لا يحترم حق المشاهد فى المعرفة.. ما تعليقك؟
- أتفق تماماً مع هذا الرأى.. فقد سمح نظام مبارك باتساع مساحة حرية الرأى وأتصور أن هامش الحرية فى عهد مبارك هو الذى أدى إلى قيام الثورة.. لكن بعد ثورة يناير تصور بعض الناس أن الحرية تعنى التجاوز و«قلة الأدب» وهذا أمر مرفوض تماماً.. الديمقراطية تعلن الاختلاف مع احترام وتقدير الآراء التى تختلف معها.. لكن النماذج التى تقدمها البرامج الحوارية نماذج مزعجة وتؤدى إلى الوقيعة بين المجلس العسكرى والشعب.. والوقيعة بين الفنانين والتيار الإسلامي. لماذا لا نرى برامج هادئة تساهم فى تصحيح المفاهيم وتوضيح الحقائق.
ماذا تقصد بكلامك حول الوقيعة بين الفنانين والتيار الإسلامي؟
- أقصد أنه لم يحدث أى شيء حتى الوقيعة بين الفنانين والمبدعين من صعود التيار الإسلامي.. ربما يكون هناك تصريحات ظهرت أو خرجت من قيادات سلفية أو قيادات من جماعة الإخوان حول شكل ومعايير الفن الذين يتمنون تقديمه وهذا حقهم.. لكن الإعلام بالغ فى الأمر ووجدت تصريحات من زملاء فنانين تهاجم الإسلاميين رغم أنهم لم يتخذوا أى إجراء من شأنه أن يحبس أو يقيد حرية الإبداع.
أفهم من حديثك أنك ترفض جبهة الدفاع عن حرية الإبداع التى تم تشكيلها مؤخراً للتصدى لأية محاولات شأنها كبت حرية المبدعين؟
- أنا بكل تأكيد أشجع كل المبدعين على الوقوف ضد أية قيود تفرض عليهم.. ولكن أعترض على اتخاذ خطوات مبكرة لإدانة التيار الإسلامى والدخول معه فى عداء دون وجه حق.. تشكيل جبهة للدفاع عن حرية الإبداع شيء عظيم ولكن ما الذى حدث حتى نتعجل الصدام.. أتصور أن الفنانين المحترمين الذين ساندوا الفكرة تأثروا بالإعلام الذى أراه سبب حالة الضبابية التى نعيشها الآن.
سؤال تردد كثيراً.. لكن لا يمكن عبوره وهو هل يوجد خوف بداخلك كمبدع من الفكر الإسلامي؟
- إطلاقاً.. أنا لا أشعر بالخوف من صعود التيار الإسلامى فقد كانت هناك علاقة طيبة تربط بين الشيخ حسن البنا والراحل أنور وجدى، وفى بداية مشوارى قدمت أعمالاً مسرحية على خشبة مسرح الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية.. ولذا أرى أن هناك مبالغة فى الخوف من التيار الإسلامى واتهامه بالتشدد.
بماذا يفسر نور الشريف تعلق الشعب بالتيار الإسلامي.. والفوز الكبير فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟
- أمر لا يحمل اندهاشاً، فالإخوان المسلمون يعملون منذ سنوات طويلة.. وتقدم جماعة الإخوان خدمات حقيقية ملموسة للفقراء مثل رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز وأى قوى سياسية جديدة تريد المنافسة مطالبة بتحقيق خدمات ملموسة للناس.. انتهى تماماً زمن الشعارات والكلمات الرنانة.. الآن الناس تحتاج خدمات، ومن المفترض أن يدرك الشباب الذى قرر الدخول فى لعبة السياسة أن يدرك أبعاد اللعبة السياسية وأن صوت الناخب لن يذهب إلا للشخص أو التيار الذى يخدم ويكافح لرفاهية شعبه. وأملى أن يتقبل الناس بكل أطيافها وانتماءاتها نتائج الانتخابات ونحترمها.. ربما نكون فى يوم من الأيام مثل تركيا وننتخب التيار الإسلامى مرة ثانية لأنه حقق نهضة مجتمعية كبيرة وأنعش البلاد اقتصادياً وأتمنى أن نختلف فى الآراء دون أن نخون بعضنا البعض ويجب أن تعلم أنه بدون اقتصاد قوى لا توجد دولة.
ما رأيك فى التشكيك الدائم والمستمر فى نوايا المجلس العسكرى؟
- كما قلنا فى موضع سابق مقدار ومساحة الحرية زاد وأصبح كاملاً بعد ثورة يناير.. لكنه يجب ألا تتحول الحرية والجراءة إلى تطاول وقلة أدب.. أرى أن هناك سلوكاً عشوائياً يسيطر على نقد المجلس العسكرى.. وبدلاً من الانتقاد بشكل موضوعى وبلا دليل أصبح هناك تجاوز وتجريح.
بالمناسبة أنا لا أدافع عن المجلس العسكرى ولكن أحاول تصحيح مفهوم وتعبير الاختلاف فى الرأي.. وبأمانة شديدة أنا أرحب بانتقاد المجلس العسكرى وأرفض التشكيك فى نواياه.. فالجيش هو الذى قام بحماية الثورة وهو أيضاً الذى ضغط على الرئيس السابق مبارك لتقديم الاستقالة ومغادرة كرسى السلطة.. وإذا تأملت حال الثورات العربية فى سوريا وليبيا واليمن سوف تكتشف عظمة الجيش المصرى الذى انحاز للشعب وساند الثورة وتحمل دوره الوطنى فى حماية أمن وسلامة مصر.. ففى البلاد العربية الشقيقة تخلى الجيش عن الشعب فكانت مجازر لها وزن وحجم.
وكيف يكون الرد على الذين يطالبون الجيش بالعودة إلى ثكناته والابتعاد عن السياسة؟
- أدعو هؤلاء إلى قراءة التجربة التركية.. ففى بداية الثورة التركية حدث صدام بين الجيش والمؤسسة الدينية وليس الحكومة المدنية.. لأن الجيش فى تركيا كان قد أسند لنفسه حماية الدولة العلمانية التى أسسها مصطفى كمال أتاتورك وظل محافظاً على موقفه ولكن بمرور الوقت تراجع دور الجيش عندما نجحت الحكومات الإسلامية فى تحسين الوضع اقتصادياً. وشيئاً فشيئاً أصبح الجيش يساند الحكومة ويحميها لأنها نجحت فى إنعاش البلاد اقتصادياً، فلا أمل فى كرامة بلد بدون اقتصاد قوي.. أصبحت الحكومات مسيطرة على الحياة السياسية لكن فى ظل الحفاظ على وضع الجيش وهيبته.. لذا أتمنى أن يكون هناك حكماء لتحسين العلاقة بين الجيش المصرى والشعب وأملى أن تظهر أجيال جديدة فى الجيش تؤمن بالحكم المدنى وتسانده خاصة عندما يكون حكم قادر على النهوض بالبلاد اقتصادياً كما حدث فى تركيا.
هناك مخاوف من أن يأتى رئيس جديد لمصر ثم تخرج مليونية جديدة تطالب برحيله عن السلطة.. ما تعليقك؟
- أمر وارد ومن الممكن حدوثه ولكن يجب التصدى بقوة لمثل هذه الأمور.. منذ أيام سمعت شعاراً أصابنى ب «خضة» وجعلنى منزعجاً وهو شرعية الشارع أهم من البرلمان، هذا أمر غير معقول ولا يمكن قبوله.. خاصة أن نواب البرلمان جاءوا بانتخابات حرة ونزيهة.. لذا أقول تسقط شرعية الشارع أمام شرعية البرلمان.. وأرى أن الحل السليم فى إعادة دور الأمن.. فالأمن الآن أصبح خائفاً لذا لا يتخذ أى موقف إيجابي.. مطلوب عمل ضوابط لعودة الأمن منها عدم إهانة المواطن وعدم التجاوز وفى الوقت نفسه منح الأمن الحق فى حماية المواطن بشكل سليم ويضمن الحفاظ على هوية وهيبة الدولة.. غياب الأمن يسبب كوارث فمثلاً تم تدمير خط الغاز بين مصر والأردن أكثر من 13 مرة ولم يتم ضبط مرتكبى هذه الكارثة.. وهو أمر مضحك ومثير للاستغراب.. وأكرر أن الإعلام هو السبب وراء كل هذا لأنه لا يظهر الجوانب السلبية ويكتفى بالإثارة.. لماذا لا يظهر الإعلام التجار الذين يرفعون الأسعار ويستغلون الناس وقت الثورة مثلما يهاجمون الأمن.. التاجر الذى يستغل الناس لتحقيق مكاسب شخصية خائن ولا يدين بالولاء لهذا الوطن.
فى رأيك لماذا يبدو المجتمع المصرى عنيفاً بعد الثورة؟
- باختصار شديد هناك إفرازات جديدة ظهرت.. هذه الإفرازات تفهم الحرية بشكل خاطئ.. فقد اختفى الشرفاء وأصبحت الساحة خالية للمنتفعين وأصحاب المصالح الذين يتلقون تمويلاً خارجياً.. أريد إجابة عن سؤال مهم لماذا تخرج مليونيات لمطالب فئوية ضيقة ومطالب «هايفة» ولم تخرج مظاهرة للحفاظ على كرامة مصر عندما خرج الأمريكان المتورطون فى قضايا التمويل.. هذا يعنى أن أمريكا نفسها تساند وتدعم سيناريو الفوضى داخل مصر.. كنت أتمنى أن تخرج مظاهرة مليونية لهذا الشأن.. أين كرامة مصر من حسابات المتظاهرين الذين يملأون ميدان التحرير من وقت لآخر لأسباب ضعيفة وبدون هدف حقيقي.
ما تعليقك على المطالبة بإسقاط حكومة الجنزورى؟
- أنا ضد هذه المطالبة تماماً.. صحيح أننى أختلف مع الدكتور كمال الجنزورى عندما شغل منصب رئيس الوزراء أيام مبارك وأصدر قراراً يمنح امتيازات لشركات الإنتاج السينمائى التى يصل رأس مالها 200 مليون جنيه وتجاهل الكيانات الصغيرة مثل شركتى أنا وبوسى وشركة يوسف شاهين.. كان هذا القرار وقتها ضد مصالحنا.. لكن يجب أن أقول كلمة حق وهو أن الرجل وطنى ومن حق حكومته أن تأخذ وقتها خاصة أنها تتولى مسئولية مصر فى وقت بالغ الصعوبة.. بالمناسبة أنا مرعوب من المرحلة القادمة.
كلمة «مرعوب» تحمل انزعاجاً شديداً.. لماذا هذا الانزعاج ومصر مقبلة على انتخابات رئاسة يرى فيها الكثيرون أملاً فى تصحيح المسار؟
- مرعوب لأن الثورة قامت من أجل العدالة الاجتماعية وهذا لن يتحقق على الإطلاق. والسبب أن مصر حتى تنهض يجب أن تعتمد على الاستثمار الخارجي.. والاستثمار فى تصورى استغلال ونحن نعيش فى زمن الاقتصاد الحر.. أطالب القائمين على إدارة مصر بالاكتفاء من الشعارات والتفكير فى خطط وبرامج جادة لتحسين ظروف المعيشة وتحقيق العدالة الاجتماعية وترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص.
أريد تقييماً لأداء مجلس الشعب؟
- بصراحة شديدة لا أشاهد الجلسات ولكن ما سمعته عن أداء النواب يعد شيئاً مستفزاً.. أنا أريد نتائج حقيقية وملموسة فى الواقع.. وبالمناسبة أنا مع استمرار نقل الجلسات على الهواء حتى يرى الشعب نوابه وأداءهم فى البرلمان.. وأتمنى أن يستمر عرض الجلسات على الهواء.
لماذا لا يؤثر الفن فى الواقع السياسي؟
- لأن الأفلام الجادة يتم قتلها قبل أن تخرج للنور.. ويتم الترويج لأفلام التسلية فقط.. باختصار يوجد تحجيم لدور الفن.. مثلاً كنت متحمساً لمشروع فيلم «قوم يا مصرى» عن قتل الأسرى المصريين فى حرب 67 منذ 12 عاماً وذهبت إلى شركات الإنتاج وتم رفض الفيلم لأنه من وجهة نظرى لن يحقق إيرادات.. وكنت متحمساً لفيلم آخر ضد خصخصة شركات الأدوية ولم يخرج للنور.. الفن الذى يؤثر فى الناس والواقع السياسى يتعرض دائماً لمؤامرة القتل والإجهاض حتى لا يخرج للنور.. وبالمناسبة الرقابة منحتنى موافقة على الفيلمين لكن شركات الإنتاج التى تؤيد الخصخصة رفضت تنفيذ فكرتي.. أتفق معك فى أن البرامج السياسية تتكلم فى السياسة ليل نهار لكن تأثيرها على المواطن ضعيف لأن البرنامج يعرض مرة واحدة، أما الفيلم يعد وثيقة تاريخية.. كما أن عقل المواطن بات أشبه «بالهارد ديسك» المزدحم الذى يجب أن يتم تفريغه حتى يمتلئ من جديد كل يوم، فالمواد الإعلامية تسمم العقول.
لمن سيذهب صوت نور الشريف فى انتخابات الرئاسة؟
- صوتى بأمانة شديدة سوف يذهب ل «منصور حسن» لأننى كنت شاهداً على وقائع كثيرة دافع الرجل فيها عن الصحفيين والمحامين وعانى كثيراً لكنه ظل على مبادئه وقناعاته.. وأتمنى أن نتعامل مع نتائج الانتخابات بأعصاب هادئة ونقبل النتيجة مهما كانت ونأمل أن يحول الرئيس الجديد مهما كان اسمه وشخصه مصر إلى دولة مؤسسة وليست دولة فرد.
كيف تفسر فوز الفيلم الإيرانى «الانفصال» بجائزة الأوسكار رغم القيود السياسية المفروضة عليها.. وهل هذا دليل على نزاهة لجان التحكيم أم رغبة فى تأكيد الديمقراطية الأمريكية؟
- بصراحة شديدة السينما الإيرانية دائماً ساحرة، فقد قدمت نماذج رائعة أيام «الشاه» وبعد الثورة الإسلامية كان يتوقع لها الاختفاء لكنها نجحت فى الصعود.. ولكن رغم جودة السينما الإيرانية يجب الاعتراف بأن لجان التحكيم فى الأوسكار دائماً لها موقف سياسي.
فى تصورك كيف سينتهى مصير بشار الأسد؟
- بالتأكيد بالرحيل.. لكن ما شكل الرحيل وعلاماته أمر لا يعلمه إلا الله.
ما تعليقك على الحكم بحبس الفنان عادل إمام؟
- أمر غير مقبول فلم يقدم عادل أفلاماً تسخر من الأديان وكل أعماله فى تصورى جادة وتحمل رسالة مفيدة للمجتمع ويقف خلف هذه الدعوات القضائية محامين غاويين شهرة.
ما تفاصيل الخلاف بينك وبين المخرج عمر عبدالعزيز؟
- من جانبى لا يوجد خلاف.. أنا الذى رشحت عمر عبدالعزيز لإخراج مسلسل «بين الشوطين» ولظروف خاصة طلبت التأجيل لكن الشركة رفضت وقررت فسخ التعاقد.. وفوجئت بالمخرج عمر عبدالعزيز يهاجمنى فى الجرائد دون وجه حق.. وعلى كل حال هو صديق محترم وله مكانة فى قلبى كبيرة.
ماذا عن مشروعك الفنى الجديد؟
- بدأت من أول شهر فبراير تصوير مسلسل «عرفة البحر» ومن المتوقع عرضه فى شهر رمضان القادم وأملى أن ينال رضا الناس وإعجاب النقاد.
نريد الاطمئنان على صحة «سارة»؟
- الحمد لله على كل حال.. وسوف تسافر بعد أسبوعين إلى باريس لاستكمال علاجها وأطمع فى دعوات كل المصريين أملاً فى أن يهتدى طائر الشفاء إليها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.