حالة واضحة من التضارب بين رؤى الصحف الإسرائيلية حول منصور حسن مرشح الرئاسة المصرية، فبعد أن أكدت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أمس أن حسن سيواجه خسارة فادحة ثمنا لعلاقة القرابة التي تجمعه بالمخلوع حسنى مبارك، تأتي صحيفة "إسرائيل اليوم" هذا الصباح لتؤكد هى الأخرى أن منصور حسن هو رئيس مصر القادم، معلنة دعمها له، كما طالبت الحكومة الإسرائيلية بدعمه هى الأخرى. وأشارت "إسرائيل اليوم" إلى أن حسن ليس مرشحاً عادياً إنما مرشحاً قوياً، مؤكدة أنه يتعين على إسرائيل التودد إليه ومساعدته اعتباراً من الآن، ومحاولة معرفة أفضل طرق التعاون معه لإعادة بناء شبكة العلاقات مع مصر، والتي وصفتها الصحيفة بأنها أهم دولة عربية في العالم وأول من وقع اتفاق سلام مع إسرائيل، وأنها تحاول إعادة اكتشاف نفسها بعد الثورة. وقال الكاتب السياسي الإسرائيلي يوسي بيلين في مقاله بالصحيفة إن منصور حسن هو اسم جديد سنضطر لاعتياد سماعه اعتباراً من الآن، مشيراً إلى أنه في عقد السبعينات من عمره كان وزيراً للثقافة والعلوم في عصر الرئيس السادات، وتم تحجيمه سياسياً في عصر مبارك. وتوقع بيلين أن يصبح حسن – قريباً - الرئيس القادم لمصر، وقال: "صحيح أننا لم نسمع عنه من قبل، ولا نعرف عنه شيئا، لكن بمقدورنا التخمين لأنه من رجالات السادات، وبالتالي يقبل اتفاقية السلام مع إسرائيل، كما أنه لا صلة له بالنظام السابق البغيض ويحظى بقبول من قبل الجنرالات والإخوان المسلمين على حد سواء. وتابع بيلين أن حسن ليس بارزاً جداً، ولا شاباً صغيراً، ولا طموحاً، إلا أن القوى الرئيسية في مصر(الإخوان والجيش) يمكنهما التعايش معه، مؤكداً أنه سيفوز بالانتخابات في يونيو. وأضاف بيلين أنه لم يكن من قبيل المصادفة أن تم تعيينه رئيساً للمجلس الاستشاري للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يرأسه المشير طنطاوي، ولم يكن من قبيل المصادفة أيضاً أن تتفق عليه كافة مراكز القوة، مشيراً إلى أنه لا ينتمي لأي تيار سياسي، على غرار رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، وكذلك مثل ديمتري مدفديف، وهو نوع من الناس يتواجد في منصب الرئاسة لأنه يجب أن يكون في المنصب، أو ممن يتم تعيينهم لأن لديهم استعدادا للتفاني في القيام بدور الرجل غير الضار. وتساءل الكاتب الإسرائيلي من يكون حسن؟ هل سيكون اسماً معروفاً اعتباراً من يونيو القادم؟ هل هو خطيب بارع؟ هل هو منقذ مصر من الفقر والفساد والزيادة السكانية التي لا تتوقف؟ هل سيكرس خريف حياته لنقل هذه الدولة المعذبة من مرحلة السلطة الشمولية للضباط المتقاعدين إلى سلطة مدنية ديمقراطية مع تهدئة الإخوان المسلمين وقيادات الجيش؟. وأضاف بيلين أن المهمة الآن شبه مستحيلة، فاحتياطي النقد المصري تقريباً نفذ، والسياحة تكاد تكون غير موجودة، والبطالة متفاقمة، والفقر لا يمكن احتواؤه، والجهل متفشٍ، وفي الوقت ذاته سقف التطلعات عالٍ للغاية، والجماهير تعرف كم من السهل جداً العودة للاحتجاج على الزعامة المنفصلة التي لا تدرك مشاكل الشعب، مشيراً إلى أنه عندما امتلأ ميدان التحرير في العام الماضي لم يكن منصور هناك، لكنه شاهد ما يحدث على شاشة التلفاز، ومن المنطقي الافتراض بأنه أعجبه المناظر من الميدان. وتابع بيلين بأنه اعتباراً من الصيف القادم قد يزين اسمه لافتات المتظاهرين، وليس لأنه اقترف خطأ ولكن لمجرد وجوده في المنصب حتى لو كانت نواياه حسنة، وحتى لو كان يعرف ماذا يفعل، فلا يمكن التغلب على الفجوة بين المرغوب والممكن عمله خلال فترة ولاية واحدة أو اثنين. وأضاف بيلين أن حسن ليس مجرد شخصية رمزية وإنما شخص يذكرنا بقائده السادات، الذي كان هو الآخر نائب عبد الناصر وأثبت جدارته كزعيم للحرب والسلام، داعياً العالم للخروج عن صمته وإعلان تأييده ومساعدة منصور حسن وتمويل حملته بالمال ( الذي يجب أن يأتي معظمه من دول الخليج ) والخبراء والاستفادة من كافة الخيرات الكامنة في مصر وليس فقط السياحة.