انطلاق مؤتمر الأزهر العالمى الأربعاء المقبل إصابة عشرات الفلسطينيين فى الضفة وغزة بنيران الاحتلال تواصلت أمس مسيرات غضب الفلسطينيين للأسبوع السادس على التوالى، ضد الإعلان الأمريكى القدس عاصمة لإسرائيل. واشتبك آلاف الشبان فى الضفة الغربيةالمحتلة، عقب صلاة الجمعة، مع قوات الاحتلال الإسرائيلى فى جميع نقاط التماس، تلبية لدعوى القوى الوطنية والإسلامية التى دعت الجماهير للمشاركة فى مسيرات الغضب وشيع آلاف الفلسطينيين جثمان الفتى ابن قرية بورين فى نابلس على قينو الذى استشهد على مدخل البلدة خلال المواجهات. وأصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق خلال المظاهرات. أكدت مصادر فلسطينية أن المواجهات اندلعت، خلال مظاهرات انطلقت بعد أداء صلاة الجمعة. ورشق مئات الشبان فى مناطق الشرقية والشمالية القوات الإسرائيلية المتمركزة خلف السياج الفاصل مع قطاع غزة بالحجارة، وردت تلك القوات بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى والحى. وكانت فصائل فلسطينية دعت إلى تصعيد شعبى رفضا للإعلان الأمريكى بشأن القدس. وكان فلسطينيان قتلا أمس خلال مواجهات فى كل من نابلس فى الضفة الغربية وأطراف قطاع غزة. ورفع ذلك حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 15 منذ صدور الإعلان الأمريكى بشأن القدس فى السادس من الشهر الماضى. كما اندلعت مواجهات عنيفة مع الاحتلال فى بلدة بيتا جنوب نابلس، فيما قام قطعان المستوطنين بمهاجمة منازل المواطنين فى قرية بورين بذات المدينة. واستخدم الاحتلال العنف ضد المتظاهرين السلميين واستهدفهم بالرصاص والمطاط والقنابل الغازية المسيلة للدموع. كما اندلعت مواجهات عند حاجز «بيت ايل» شمال البيرة، وقمعت قوات الاحتلال مسيرة فى مدينة الخليل واعتدت على المتظاهرين، ونصبت الحواجز للتضييق على الفلسطينيين. وتوجهت المسيرة باتجاه قبة راحيل شمال بيت لحم، واستهدفتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى، واعتقلت خلالها عضو المجلس الثورى لحركة فتح حسن فرج، وأمين سر حركة فتح فى قرية جبعة ببيت لحم وسام حمدان. واعلنت قوات الاحتلال حالة التأهب القصوى فى الضفة الغربية استعدادًا للمواجهات بعد دعوة القوى الوطنية والإسلامية لجمعة الغضب السادسة، واستدعى الجيش 5000 جندى احتياط. وأكد القيادى فى حركة الجهاد أحمد المدلل، أن القدس لن تكون عاصمة لإسرائيل، وهى للفلسطينيين والعرب والمسلمين. وشدد على أن كل ما تملكه المقاومة والشعب الفلسطينى هو فداء للقدس والأقصى والوطن. كما أكد على أن انتفاضة القدس، يجب أن تظل مشتعلة، لأنها خيار شعبنا الفلسطينى للرد على الإدارة الامريكية والعدو الإسرائيلى. وأكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أن مؤتمر الأزهر العالمى لنصرة القدس، الذى تنطلق فعالياته يومى الأربعاء والخميس المقبلين، يشكل نقلة نوعية على صعيد دعم ومساندة فلسطينوالقدس، خاصةً ما يتعلق بترسيخ الوعى بالقضية وإعادتها مجددًا إلى صدارة الأولويات، كما ستكون هناك خطوات وتحركات أخرى عقب المؤتمر، للبناء على ما تم إنجازه. وأوضح أن الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، حرص على أن تشمل محاور المؤتمر مختلف الأبعاد المتعلقة بالقدس، سواء ما يختص بمكانتها وهويتها وتاريخها، أو وضعها القانونى والسياسى، إضافة إلى التركيز على ضرورة استعادة الوعى بجذور الصراع حول القدس، وتفنيد ما تتم إثارته من مغالطات ودعاوى صهيونية كاذبة حول هوية المدينة العربية، ورسوخ السيادة الفلسطينية عليها. وأشار «د. شومان» إلى أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن يشارك فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر. وأوضح أن الدعوة لعقد المؤتمر، الذى ينظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، جاءت فى إطار سلسلة القرارات التى اتخذها الإمام الأكبر؛ للرد على قرار نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدسالمحتلة والزعم بأنها عاصمة للكيان الصهيونى المحتل. وأشار إلى أنه من المنتظر أن يسفر المؤتمر عن عدد من التوصيات المهمة التى من شأنها دعم القضية الفلسطينية والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وكذلك الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس، إضافة إلى الإعلان عن المقرر الدراسى الذى دعا الإمام الأكبر لإعداده لتوعية النشء بقضية القدس وتاريخها ومقدساتها. من ناحية أخرى أشاد مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية بتأكيد الأممالمتحدة أن بناء المستوطنات الإسرائيلية أمر غير قانونى وفق القانون الدولى وأنها إحدى أكبر العقبات الماثلة أمام تحقيق السلام. ودعا المرصد، إلى ضرورة تفعيل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتأكيد على أن أى قرارات أو إجراءات يقصد بها تغيير طابع مدينة القدس أو وضعها أو تكوينها الديموجرافى ليس لها أثر قانونى، ويتعين إلغاؤها امتثالا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.