من «الشيخ بدّار إلى ريتشارد قلب الأسد».. مالا تعرفه عن حمدي غيث في ذكرى رحيلة

كتبت - منة الله صادق:
وجهه الصارم الذي لا يعرف اللين، وصوته الحاني المتهدج بالدموع في أدوار الأب والشيخ، عرفت الشاشة العربية الراحل "حمدى غيث"، ذاك الفنان الذي يقنعك مع كل عمل بشخصية جديدة يصدقها المشاهد ويتفاعل معها ويصفق في النهاية احترامًا لبراعة فنية نادرة الحدوث.
ولعل "الشيخ بدّار" في "ذئاب الجبل"، و"ريتشارد قلب الأسد" في "الناصر صلاح الدين"،و "عباس الضو" في المال والبنون، وغيرها من الأدوار تركت بصمة لا تمحى في ذاكرة الشاشة العربية التي خلدت نجوم استحقوا عن جدارة ركناً منيرًا بأسمائهم إلى الأبد تخليدًا لما خلفوه من عظيم الأعمال وأبرعها.
نشأته
ولد "غيث" في محافظة الشرقية بكفر شلشلمون بمنيا القمح في 7 يناير عام 1924 كان والده عمده القرية المتعلم في أوروبا في سابقة هى الأولى من نوعها ، وكان الأخ الأكبر للفنان عبد الله غيث، التحق بكلية الحقوق وكان الأول على دفعته ثم التحق بمعهد التمثل وترك الكلية نهائيًا عندما جاءته منحة بباريس لاستكمال دراسته المسرحية .
بدايته الفنية
بدأ مسيرته الفنية بفيلم صراع في الوادي مع عمر الشريف وفاتن حمامة، ثم استكمل طريقه من بعد نجاح الفيلم ، ليقدم حوالى 19 فيلمًا سينمائيًا.
كما برع على الشاشة الكبيرة ، لم ينس الدراما ، فتألق أيضاً في الدراما التليفزونية سينمائيًا و شارك فى العديد من المسلسلات منها المال والبنون، وذئاب الجبل ،السيرة الهلالية ،الشهد والدموع .. متنقلاً بين الخير والشر بمصداقية جعلت لها مكانًا خاصًا
في قلوب متابعيه وأثرت في الأعمال المقدمة بشكل كبير. غيث نقيب الممثلين إلى جانب الأعمال الفنية التي قدمها الراحل ، كان لغيث دور أكاديمى لا ينسي، فعمل أستاذاً في أكاديمية الفنون وتولى منصب نقيب الممثلين كما عمل أيضًا بالإخراج المسرحي حيث أخرج عدداً من المسرحيات منها "مأساة جميلة ، ست البنات، ننوسة.
الأشقاء كان الفنان الراحل حمدي غيث سببًا رئسيًا فى التحاق شقيقه عبد الله بالفن وكانت تربطهما علاقة قوية شبيهة بعلاقة الأب بابنه ووصفها قائلًا: "كان عبدالله قطعة مني فقد توفي والدنا وعمره لم يتجاوز العام فشعرت بمسئوليتي تجاهه وأنه ابني لا شقيقي حتى عندما احترفت التمثيل كان يلازمني ويقلدني وكان يقول لي إنني قدوته وكنت أشجعه".
استطاع الشقيقان أن يكوّنا «دويتو» سينمائيًا وتليفزيونيًا كان الأشهر بالسبعينيات والثمانينيات ومطلع التسعينيات . أقسى لحظات فى حياة حمدى غيث هي لحظة رحيل شقيقه عبدالله عام 1993 فدخل في أزمة نفسية حادة، لم يتجاوزها حتى رحليه بعدها بسنوات فهو الأب والمعلم والقدوة والأخ الحانى لعملاق آخر من عمالقة الشاشة .
رحيله وعقب مسيرة فنية قدم من خلالها الكثير، رحل الفنان حمدى غيث عن عالمنا يوم الثلاثاء 7 مارس عام 2006 بمستشفى عين شمس التخصصي عن عمرٍ ناهز ال82 عامًا بعد إصابته بفشل كلوي، وإلتهاب رئوي حاد، وعدم انتظام ضربات القلب، ليترك لنا أعمالًا لا ترحل مع وفاة صاحبها وتخلد ذاكراه للأبد في نفوس محبيه .