في لفتة رئاسية مهمة ووطنية خالصة تؤكد قوة التلاحم والترابط المجتمعي بين مسلمي وأقباط مصر، بل رسالة للعالم بإن مصر لا تفرق بين مسلميها ومسيحيها، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ وصوله لسدة الحكم في يونيو 2014م على مشاركة الاقباط أعياد الميلاد المجيد بزياراته المتكررة للكاتدرائية، مما رسمت جميعها ملامح قوة العلاقة بين أطياف الشعب المصري، وتبرز وحدة الصف بينهم. وترصد بوابة " الوفد " في هذا التقرير زيارات السيسي للكاتدرائية المرقسية بالعباسية لمشاركة الاقباط بأعيادهم. أول زيارة تاريخية.. ففي 6 يناير 2015م ، زار السيسي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية أثناء احتفالات عيد الميلاد كأول زيارة في تاريخ مصر منذ أن تم إفتتاحها في عهد الرئيس جمال عبدالناصر 1968م، وجاءت كلمات الرئيس السيسي لتؤكد قوة التلاحم بين المصريين قائًلا "انا جاى علشان أقول لكم كل سنة وأنتم طيبين وأرجو إني مكنش قطعت عليكم الصلوات بتاعتكم". وأضاف: "أنا عايز أقول لكم على حاجة مصر على مدى سنين علمت الحضارة للعالم كله وعايز أقول لكم العالم دلوقتى بيتعلم من مصر برضه فى الظروف إللي إحنا فيها.. مهم جدا أن الدنيا تبص للمصريين وأنتم بتلاحظوا دائمًا إن أنا مابقولش أبدًا غير كلمة المصريين وما ينفعش حد يقول لحد غير كدة إحنا المصريين ومحدش يقول أنت مصرى ايه؟". وتابع: "إحنا بنتكلم كلام بيتصدر للعالم دلوقتى معنى ويفتح طاقة امل ونور حقيقية للناس وبقول إن مصر علمت الانسانية والحضارة للعالم كله والنهاردة إحنا موجودين علشان نأكد أن إحنا قادرين مرة تانية أن إحنا نعلم الانسانية ونعلم الحضارة مرة تانية تنطلق من مصر هنا علشان كدة ماينفعش نقول غير إحنا المصريين بس ايوة المصريين , أنا بس عايز اقول لكم أن إحنا ان شاء الله ها نبنى بلادنا مع بعض وهانسع بعض وها نحب بعض بجد علشان الناس تشوف... عمومًا أنا عايز أقول لكم مرة تانية عام سعيد عليكم وعلى المصريين كلهم وكل سنة وأنتم طيبيين جميعا كل سنة وأنت طيب يا قداسة البابا". وفي 6 يناير عام 2016، زار السيسي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد، وجّه خلالها رسائل لأقباط مصر، أهمها: "محدش هيقدّر يفرق بينا"، واعتذر عن التأخير في ترميم الكنائس التي جرى حرقها عقب فض إعتصامي رابعة العدوية والنهضة: "أرجو أن تقبلوا إعتذارنا عما حدث، وإن شاء الله السنة القادمة لن تكون هناك كنيسة أو بيت من بيوتكم إلا وقد تم ترميمها". وفي 6 يناير 2017، شارك الرئيس السيسي الاقباط إحتفالاتهم بعيد الميلاد المجيد أثناء زيارته للكاتدرائية المرقسية بالعباسية ، حيث جاءت تلك الزيارة لتؤكد وحدة النسيج بين جموع المصريين وأعلن الرئيس خلال الاحتفال عن إنشاء أكبر كنيسة ومسجد في العاصمة الادارية الجديدة، والتي تعد بمثابة الاكبر في الشرق الاوسط. وقال السيسي خلال كلمته " إسمحوا لي أوجه لكم كل التحية والتقدير وكل عام وانتم بخير وسنة سعيدة علينا كلنا، إحنا واحد، وزي دلوقتي العام الماضي إتأخرنا عليكم في ترميم الكنائس من 3 سنين، ولكن كل الكنائس تم ترميمها بشكل كويس عدا كنيسة المنيا وكنيسة العريش ناقصة اللوائح الزيتية فقط ودة حق علينا ترميمها. وأردف السيسي " العام المقبل سيكون مر 50 سنة على إنشاء الكاتدرائية، لذلك لازم يكون فيه أكبر كنيسة ومسجد في مصر والتي سيتم إفتتاحها في العاصمة الادارية الجديدة، مؤكدًا أن مصر ستعلم العالم بأن المصريين واحد، وأن التنوع خلقه الله لنحترم هذا الأمر، ومن يرفض الاختلاف لا يفهم شيئًا". وساهم السيسي بمبلغ مائة ألف جنيه مصري، لبناء الكنيسة والمسجد، وطالب شركات المقاولات العاملة في العاصمة الإدارية الجديدة بسرعة الانتهاء من بنائهما، بالإضافة إلى مركز حضاري ضخم بحلول العام المقبل مختتمًا حديثه قائلا " ياارب..ياارب احفظ مصر ..وأغننا بفضلك عمن سواك". وعد فأوفى.. وقد أوفى السيسي بوعده لدى الأقباط، حيث سيتم افتتاح كاتدرائية "ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية الجديدة مساء اليوم، ويترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية قداس عيد الميلاد المجيد في الكاتدرائية بحضور رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة وأساقفة وأحبار الكنيسة الأرثوذكسية.