كتب- أحمد عبدالله: عشق القلم ورائحة الورق، سخر نفسه لخدمة صاحبة الجلالة لتبادله الود، فتطوع إمكانياته وقدراته وذكائه لصالحها، أدخلته إلى بلاطها من باب أبنائها النجباء، ليظل إسمه يتردد حتى الوقت الحالى فى نقابة الصحفيين، ولقبه الكثير من المعارضين قبل المؤيدين ب"عملاق الصحافة"، حيث كان محببا ومحاورا للرؤساء منهم الرئيس محمد حسنى مبارك وعدد كبير من رؤساء العالم وكبار المسئولين. "كده كفاية غربة وأتمنى أن أعيش أيامى الأخيرة فى بلدى" بصوت هادئ وبسيط، نطق إبراهيم نافع، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الأسبق، لزوجته، ورددها منذ أن علم إصابته بالمرض اللعين، متمنيا العودة بعدما تدهورحالته، فذلك الصحفي الثمانيني لم يعد يستطيع مقاومة البعد عن وطنه. وفى شهر ديسمبر الماضى تدهورت الحالة الصحية للكاتب الكبير إبراهيم نافع، إثر تعرضه لوعكة صحية دخل على إثرها العناية المركزية في الإمارات، وناشدت أسرته وبعض الإعلاميين المواطنين بالدعاء له وشفائه. وذلك نتيجة ورم خبيث تعرض له، وأجرى على إثره عملية جراحية استصل فيها 70% من البنكرياس وإزالة الطحال كاملا قبل يومين، ما أدى لوفاته فجر اليوم الاثنين بالامارات . ووُلد إبراهيم نافع في 12 يناير 1934 بمحافظة السويس، جاء للقاهرة فى سن التاسع عشر من عمره والتحق بكلية الحقوق ثم حصل على ليسانس الحقوق عام 1956 من جامعة عين شمس، ليذهب برفقة أصدقائه للعمل بوكالة رويترز ثم محررا بالإذاعة، ثم محررا اقتصاديا بجريدة الجمهورية ثم رئيسا لقسم الاقتصاد بجريدة الأهرام فمساعدا لرئيس التحرير ليصل الى رئاسة تحرير الأهرام عام 1979 ثم رئيسا لمجلس الإدارة ورئيسا للتحرير بالأهرام عام 1984. عين ابراهيم نافع رئيسا للاتحاد العام للصحفيين العرب منذ عام 1996 حتى 2012، ثم تولى منصب نقيب الصحفيين ل6 دورات متتالية، وتمت إقالته من منصبه فى رئاسة مجلس إدارة وتحرير الأهرام فى يوليو 2005. ويعتبر "نافع"، من أشهر الصحفيين الذين دافعوا عن حرية الصحافة حيث كانت أشهر معركه من أجل توفير حرية للصحفيين القانون رقم 93 لسنة 1995فقد دعت النقابة فى عهده فى يونيو عام 1995 لعقد جمعية عمومية طارئة، ليظل المجلس فى انعقاد دائم يهدف لحماية حرية الصحافة والصحفيين، وقد نجحت نقابة الصحفيين فى إسقاط القانون رقم 93 لسنة 1995، وصدور قانون 96 لسنة 1996 ليؤكد أن الصحافة سلطة شعبية تؤدى رسالتها بحرية تقوم بخدمة الوطن . عين نقيبا للصحفيين ل6 دورات متتالية حتى استطاعت نقابة الصحفيين على يد الكاتب الصحفى ابراهيم نافع، إنهاء العديد من إلانجازات كان على رأسها تشييد مبنى لنقابة الصحفيين الذي تحول على يديه إلى صرح كبير قادر على استيعاب وخدمة الصحفيين،فضلا عن تأسيس عشرات القاعات للتدريب والمؤتمرات والندوات والخدمات الأخرى لتحقيق التطوير المستمر بما يتلازم مع متطلبات العصر الحديث احدث نافع طفرة كبيرة داخل المؤسسة العريقة الاهرام ، فقد شيد مبنيين حديثين بجانب المبنى الرئيسي الذي أسسه الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل،ولم يغفل صناعة الطباعة والنشر، فقد أسس 3 مطابع تابعة للأهرام مجهزة بأعلى التقنيات، والإمكانيات ليصبح 90٪ من الصحف والإصدارات في مصر تطبع في مطابع الأهرام، وأنشأ ثلاث مراكز بحثية جديدة وهي «مركز تاريخ الأهرام، «معهد الأهرام الإقليمى للصحافة»، « وكالة الأهرام للخدمات الصحفية»، أنشئت في عهده أيضا جامعة الأهرام الكندية ،احدى المؤسسات التعليمية الحديثة . أقيل نافع من مؤسسة الاهرام فى التاسعة صباح 10 يونيو 2005، حيث أبلغه صفوت الشريف، وزير الإعلام الأسبق، بإقالته من منصبه في مؤسسةالأهرام، وتعيين صلاح الغمري، رئيسًا لمجلس الإدارة، وأسامة سرايا، رئيسًا للتحرير، على خلفية بعض ما تردد من قضايا فساد وتربح من وراء المنصب فجرها عدد من الصحفيين فى هذا الوقت . وفى ال25 من يناير عام 2011 كانت نقطة مهمة في حياة الكاتب الصحفي الراحل إثر محاكمة رموز نظام "مبارك" فقد اتهم نافع في القضية المعروفة إعلاميًا ب"هدايا الأهرام" التي ما زالت متداولة حتى الآن داخل أروقة المحاكم، ليضطر "نافع" للخروج من البلاد متوجها لباريس لإجراء فحوصات طبية وذلك قبل قرار النائب العام بمنع سفره وعدم التصرف فى امواله لتدهور صحته وغادر للامارات منذ ايام ، ليجرى عملية جراحية استصل فيها 70% من البنكرياس وإزالة الطحال كاملا قبل يومين نتيجة تعرضه لورم خبيث لم يستطع العودة إلى بلاده. محاولات عديدة للتسوية لجأ إليها "نافع" إلا أن جميعها فشلت، إلى أن يشاء القدر ويرحل بعيدا عن أرضه التى نشأ فيها والتى كان يتمنى أن يوارى الثرى فيها، وأكد عمر، نجل الكاتب الراحل إبراهيم نافع، تلقيه خبر وفاة والده، بأحد مستشفيات دبى بدولة الإمارات. وقال عمر فى تصريحات صحفية، إن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام الأسبق، توفى فى حوالى الساعة الواحدة اليوم الإثنين، وإنه جار إنهاء إجراءات إعادة جثمانه لمصر، فيما لم يتم تحديد موعد الجنازة أو العزاء. وكانت الإعلامية علا بركات، زوجة الكاتب الكبير، إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة، ورئيس تحرير الأهرام الأسبق، ونقيب الصحفيين الأسبق، قالت إن آخر الكلمات التى نطق بها قبل تدهور حالته الصحية وإجرائه العملية الجراحية، هى تنمية العودة لمصر، وأن يعيش أيامه الأخيرة فى بلده، مضيفة أن إبراهيم نافع قال لهم نصًا: "كده كفاية غربة وأتمنى أن أعيش أيامى الأخيرة فى بلدى"، وذلك قبل إجرائه عملية جراحية دقيقة. وكان الكاتب الكبير إبراهيم نافع قد أجرى عمليات جراحية عدة خلال السنوات الماضية، سواء فى فرنسا أو دبى كانت آخرها استئصال 70% من البنكرياس، وذلك لإصابته بأورام سرطانية. وتولى إبراهيم نافع رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير الأهرام فى الفترة ما بين "1979 وحتى 2005"، وشهدت فى عهده إصدار عددًا ضخمًا من الإصدارات الصحفية، والمجلات المتخصصة، وتم انتخابه نقيبًا للصحفيين لعدة دورات متتالية.