«هذا يعنى الحرب» أو this means war من أحدث الأفلام التى بدأ عرضها فى القاهرة، وهو يضم فكرة مثالية للسرقة والاقتباس وأعتقد أنه سيتحول فى الموسم القادم إلى فيلم مصرى، وربما يتسابق عليه أكثر من سيناريست ونجم، فهو يحمل تيمة مضمونة النجاح رغم تكرار تقديمها فى أفلام أمريكية وهندية وإيطالية وعلى كل لون، وهى صراع اثنين من الأصدقاء على حب نفس الفتاة مما يشعل الحرب بينهما، والفيلم من بطولة «ريز ويزسبون» والنجمان توم هاردى وكريس باين، ومن إخراج جوزيف نيكول وتدور أحداثه حول اثنين من العاملين فى المخابرات الأمريكية، تربط بينهما الصداقة والتنافس فى العمل ويقومان معا ببعض المهمات الصعبة، التى تتطلب مهارة وإمكانيات خاصة، ولكن المشكلة أن كلا منهما لا يجد فى العثور على فتاة أحلامه، أحدهما مطلق وله طفل صغير، وزوجته لا تفكر فى العودة له مطلقا، والآخر لم يوفق مع فتاة تناسبه، وفى إحدى الصدف التى يمتلئ بها الفيلم، يعثر كل من الشابين على طلب صداقه من فتاة جميلة، على أحد المواقع الإلكترونية، ويبدأ كل منهما منفرداً فى التعرف على الفتاة، ثم يكتشف كل منهما أن صديقه يخرج مع نفس الفتاة، فيبدآن حربا للاستحواذ عليها، وطبعا البنت لا تعرف عن صداقتهما أو حقيقة عملهما شيئا، ويسخر كل منهما ذكاءه ووسائله الاستخباراتية فى التجسس على حياة حبيبته، وزرع أجهزة تنصت فى شقتها، حتى يتابع أحاديثها التليفونية، وكل تحركاتها، وطبعا تأتى لحظة الصدام المتوقعة التى تكتشف فيها الفتاة حقيقة الصراع الدائر حولها وأنها وقعت فى حب صديقين لا تستطيع أن تحدد أيهما تختار، فكل منهما يتفنن فى إرضائها والتقرب إليها، ويُحسم الأمر بعد طول صراع للشاب الأعزب «كريس باين»، أما المُطلق «توم هاردى» فهو يعود لزوجته وطفله! الفيلم يضم ثلاثة من نجوم الشباك، وكثير من مشاهد المطاردات المثيرة الخاصة بعمل رجال المخابرات، وبعض المواقف الكوميدية، ومع ذلك فقد قابله النقاد فى أمريكا بالسخرية والتقريع، وكان رأى «روجرإيبرت» وهو ناقد جريدة «شيكاغو صان تايمز» أن الفيلم ملىء بصدف غير منطقية، كما أن اختيار الممثلة «ريز ويزسبون» من وجهة نظره لا تصلح أن تكون فتاة أحلام شاب ناضج وناجح، ولا يمكن أن يتصور أن صراعاً يُمكن أن يدور بين صديقين حميمين لكسب ودها، فهى تصلح بالكاد أن تكون الصديقة الجدعة التى يحكى لها أى شاب مشاكله مع حبيبته!! وكلام الرجل منطقى جداً ولا يحمل أى تجاوز، والمدهش أن أبطال الفيلم لم يزعجهم النقد القاسى، واعترف الممثل الإنجليزى توم هاردى أنه قبل الفيلم ليجرب نفسه فى أفلام الكوميديا الرومانسية وينهى اعترافه ويبدو أننى لن أُعيد التجربة مرة أخرى!