اتسمت ردود فعل الدول الغربية على فوز فلاديمير بوتين في انتخابات الرئاسة الروسية بالحذر مع الإشارة إلى المخالفات التي أعلنتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتي لا تشكك مع ذلك، على حد قولها في صحة النتيجة في حين هنأ حلفاء موسكو الرئيس المنتخب. ودعت واشنطنموسكو اليوم إلى إجراء تحقيق "مستقل" حول المزاعم بحصول انتهاكات في الانتخابات الرئاسية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن واشنطن "مستعدة للعمل" مع فلاديمير بوتين مؤكدة في الوقت نفسه أن الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا اعتبرت أن الانتخابات أسفرت عن "فائز واضح". وفي برلين أعلن الناطق باسم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل اليوم أنها ستتصل بفلاديمير بوتين "لتتمنى له النجاح في ولايته المقبلة والنجاح قبل كل شيء أمام التحديات التي تواجهها روسيا". وأضاف أن "ألمانياوروسيا شريكتان استراتيجيتان وهذه الشراكة يجب أن يتم تطويرها"، مؤكدا أن "الحكومة الألمانية ستبذل قصارى جهودها لتحقيق ذلك". من جانبه، شجع الاتحاد الأوروبي روسيا على "معالجة الثغرات" في العملية الانتخابية. وقالت الناطقة باسم المفوضية الاوروبية مايا كوسيانسيتش ان "الاتحاد الاوروبي اخذ علما بالنتائج الاولية"، مشددة على ان المفوضية تشاطر المراقبين الدوليين قلقهم بعد تقرير لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا تحدث عن مخالفات. واضافت "بشكل عام نشاطرهم تقديراتهم ونشجع روسيا على معالجة هذه الثغرات". واوضحت ان الاتحاد الاوروبي "تابع باهتمام كبير" الاقتراع لان روسيا "شريكة استراتيجية وجارة مهمة في آن واحد". وبعد ان اشارت لندن في البداية الى انها تنتظر ب"اهتمام" تقرير منظمة الامن والتعاون في اوروبا اعتبرت على الاثر ان الانتخابات كانت "حاسمة" رغم وجود "مشاكل" رصدها المراقبون. وقال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لقاء مع صحفيين ان تقرير المنظمة "نود ان تتم تسوية هذه المشاكل في وقت لاحق لكن من الواضح ان هذه الانتخابات ادت الى نتيجة حاسمة". وتابع "حتى المعلومات التي جمعتها المنظمات غير الحكومية تضع بوتين فوق عتبة الخمسين بالمئة اللازمة للفوز من الدورة الاولى". كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان فوز فلاديمير بوتين من الجولة الاولى للانتخابات الرئاسية الروسية "ليس محل شك" وانه محاور فرنسا "للسنوات المقبلة". وقال جوبيه في تصريح للصحفيين "نرى انه اجمالا ورغم الانتقادات فان اعادة انتخاب الرئيس بوتين ليست محل شك". واضاف ان "الرئيس بوتين انتخب مجددا بنسبة كبيرة. بعض المراقبين وخصوصا منظمة الامن والتعاون في اوروبا وجهوا انتقادات للطريقة التي جرت بها الانتخابات. وفي ما يتعلق بفرنسا فان هدفنا هو تنمية شراكتنا مع روسيا، الشريك الاقتصادي المهم على كل المستويات". واعرب الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن عن الامل في ان تقرر روسيا تعميق تعاونها مع الحلف وخاصة بشان قضية الدفاع المضاد للصواريخ الشديدة الحساسية بعد فوز فلاديمير بوتين رغم انه "من البديهي اننا لسنا على اتفاق بشان كل الامور". وذكر الرئيس الصربي بوريس تاديتش بالعلاقات "التاريخية والروحية" التي تربط بلاده بحليفها التاريخي مكررا في الوقت نفسه "الهدف الاستراتيجي لصربيا في ان تصبح عضوا في الاتحاد الاوروبي". وكانت الصين اول بلد يعلق على انتخاب بوتين حيث بعث رئيسها هو جينتاو برقية تهنئة الى الرئيس الجديد ب"نجاح" الانتخابات. ورغم الريبة التقليدية سجل مؤخرا تقارب كبير بين بكينوموسكو مع معارضتهما الحازمة لاي ادانة للنظام السوري التي ادت الى فشل التصويت على قرار في الاممالمتحدة. وقد حرص الرئيس السوري بشار الاسد على تهنئة فلاديمير بوتين بفوزه معبرا "باسم الشعب العربي السوري وباسمه عن اخلص التهاني القلبية للرئيس المنتخب بفوزه المميز". وتمنى الاسد لبوتين "النجاح والتوفيق في مسؤولياته الرفيعة وللشعب الروسي الصديق المزيد من التقدم والازدهار في ظل قيادة الرئيس بوتين". كما هنأت ايران، الدولة الاخرى التي ترغب في مساندة موسكو في مواجهة المجتمع الدولي، بوتين بفوزه واعرب رئيسها محمود احمدي نجاد عن الامل في "تنمية العلاقات الجيدة" بين البلدين. كذلك وجه الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز، العدو الكبير للولايات المتحدة الذي حقق تقاربا مع موسكو في السنوات الاخيرة، تهانيه لبوتين متمنيا له "النجاح الكبير".