ألقى الدكتور جعفر عبدالسلام أستاذ القانون الدولي والأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية محاضرة مساء أمس السبت عن «الجامعة العربية وثورات الربيع العربي» في رحاب الجمعية المصرية للقانون الدولي بشارع رمسيس. تناولت المحاضرة نشأة الجامعة العربية 1945م، والمراحل التي مرت بها، وأهم المشكلات التي تعرقل عمل الجامعة التي نشأت في الأساس بهدف تحقيق السلم والأمن وفض المنازعات التي تثور داخل الدول العربية. وأشار «جعفر» إلى أنه كان بإمكان الجامعة أن تقوم بدور فعال في حل المنازعات والصلح بين المتنازعين داخل الدول، ولكنها للأسف لم تتدخل لوضع حد للنزاع بين الدول العربية. وأكد أستاذ القانون الدولي أن الجامعة العربية طوال تاريخها الطويل لم تفعل شيئاً، فهي تسير على نمطها التقليدي الكلاسيكي من حيث وجود موظفين يتقاضون رواتب فقط لا غير، وبالنظر إلى الثورة التونسية نرى أن تونس أكثر الدول العربية التي تعافت بعد الثورة، وأصبحت على قدر من السلامة، أما الثورة الثانية في مصر فلاتزال تترنح الأمور هنا بالفعل كما نشاهدها، فيما لم نشاهد أي تدخل إيجابي أو سلبي من الجامعة العربية في الشأن التونسي أو المصري وحتى في الأزمة السورية الأخيرة، فقد اقتربت من المشكلة على استحياء، وأرسلت مراقبين للحيلولة دون اشتعال الأمور، ولكنها لم تؤتِ ثمارها، ومازال الصراع على أشده داخل الوطن السوري الشقيق، وبالنسبة للثورة الليبية أكد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، أنه نظراً لضعف دور الجامعة العربية تدخلت الأممالمتحدة في ليبيا، وربما أسهمت في وضع حل لمشكلتها، ولكن الأطراف المعنية داخل ليبيا وفي الوطن العربي لم يرق لهم ما فعلته الأممالمتحدة في ليبيا. وأضاف جعفر أن الآمال كانت معقودة على الجامعة العربية باعتبارها أقرب إلى أطراف النزاع أن تتصدى هي للمشكلات في داخل الأقطار العربية التي قامت فيها الثورات مثل مصر واليمن وليبيا وسوريا والعراق، لكن لا شك أن ضعف دور الجامعة العربية في احتواء الأزمات العربية والمشكلات التي تواجه العرب، والتحديات التي تواجهها تفرض نفسها على بساط البحث والدراسة للعمل على تشخيص مواطن الداء وعلاج أوجه القصور والإسهام في تفعيل دورها الذي أنشئت من أجله. قدم للمحاضرة د. أحمد رفعت عضو مجلس الإدارة وأمين عام الجمعية وشارك فيها نخبة من رجال القانون الدولي والسياسة والسلك الدبلوماسي.