فى الحفل الأسطورى الذى أطلق فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى إشارة البدء بمنتدى الشباب العالمى بشرم الشيخ، قال إن الإرهاب ينتهك إنسانيتنا ومقاومته ومكافحته باتت حقًا من حقوق الإنسان. لقد أوجز الرئيس فأنجر، لأن أهم قضية الآن تشغل مصر والعالم أجمع هى مكافحة الإرهاب الأسود الذى ينال من كل الدول، ويخلف آثارًا مدمرة على البشر، وينتهك الإنسانية التى كرمها الله. وكعادة مصر التى أول من نبهت لمخاطر الإرهاب وآثاره البشعة المدمرة التي تنال من الإنسان، أطلق «السيسى» بعدًا آخر جديدًا عندما طالب بضرورة أن تكون مقاومة ومكافحة الإرهاب حقًا من حقوق الإنسان. فهل هناك شىء آخر أهم من منع انتهاك الحقوق الإنسانية للبشر فى كافة أنحاء العالم؟!.. إن تبنى مصر هذه القضية، ليس ترفًا ولا وجاهة ولا منظرة إن جاز هذا التعبير، بل ضرورة ملحة تفرضها كل الأوضاع التى يعانى منها الإنسان فى كل المجتمعات الدولية، وليس مصر فقط ولا البلدان العربية أو المحيط الإقليمى.. فالإرهاب لم يسلم منه أى شعب من شعوب الأرض قاطبة، والمجتمعات كلها تعانى معاناة شديدة من آلة التدمير التى يقودها الإرهاب وبشكل خطير ينتهك حرمة الإنسان الذى كرمه الله. عندما يطلق الرئيس السيسى هذه المبادرة أمام جموع الشباب من كل أنحاء الدنيا فى منتدى شرم الشيخ، فإنما يوجه رسالة قوية وإشارة واضحة إلى العالم بأسره، بأن تبنى هذا المقترح يرحم الإنسانية من عذاب وويلات التدمير الذى يخلفه الإرهاب، وليس هناك أهم لدى منظمات حقوق الإنسان من أن تشغل بالها بمنع انتهاك الحقوق الإنسانية، ولو تم التفتيش فى كل ما ينتهك حقوق الإنسان لوجدنا أن الإرهاب الأسود بكل صوره المختلفة وراء أزمات العالم أجمع. ولقد تحملت مصر ولا تزال ويلات الإرهاب، وقدمت فى سبيل ذلك الكثير من الشهداء والمصابين ولم يبخل الوطن بشىء فى سبيل التصدى لجماعات التطرف المختلفة. بات على المجتمع الدولى ومجلس الأمن أن يتبنى المبادرة المصرية ويضيف بندًا مهمًا بل وبالغ الأهمية هو أن مكافحة ومقاومة الإرهاب حق من حقوق الإنسان، وعلى جميع المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان أن تجعل على رأس أولوياتها هذه القضية. وأعتقد أن ذلك ليس صعب التحقيق. وأى تأخير فى هذا الأمر يزيد من انتهاك الإنسانية وكفى ما مر من آثار مدمرة تعرض لها المواطنون فى كل أرجاء المعمورة. وعلى المجتمع الدولى أن يتعاون ويتحاور على أساس إنسانى دون تمييز أو تطرف وأهمية صياغة رؤية جديدة للغد تتضمن أن يكون العالم آمنًا ومستقرًا فى ظل سلام وحرية للمعتقد والرأى. وتلك هى رسالة منتدى الشباب فى شرم إلى العالم كله. ** ملاحظة: من اللافت للأنظار أن حضور هذا الكم الهائل من الشباب فى منتدى شرم الشيخ، دليل قوى على أن هناك رسالة قوية التف حولها هذا الشباب وهى «معًا ضد الإرهاب». وكان من اللافت أيضًا أن هناك حسن تنظيم وإعداد بشكل واضح، لفت أنظار الجميع والأجمل أن من قام بهذا الإعداد الجيد هم الشباب أنفسهم فى مصر مما يدل على وعيهم وتحملهم المسئوليات الجسام.. وقد أشرف على هذا الشباب المصرى الذى قدم هذه الروائع المكتب الإعلامى برئاسة الجمهورية وتحت إشراف مكتب الرئيس مباشرة، وهو الذى منح هذه الثقة الكاملة لشباب مصر فكانت النتيجة المشرفة التي رآها العالم فى شرم الشيخ مدينة السلام.