أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن على الجميع أن يدركوا أن الهدف الأوحد لدولة الكويت من الوساطة الخليجية إصلاح ذات البين وترميم البيت الخليجى «الذى هو بيتنا وحمايته من الانهيار». وقال أمير الكويت خلال افتتاحه دور الانعقاد العادى الثانى من الفصل التشريعى الخامس عشر فى مجلس الأمة، إن وساطة الكويت ليست مجرد وساطة تقليدية يقوم بها طرف بين طرفين «نحن لسنا طرفين بل طرف واحد مع شقيقين» وقال: «إن الأزمة الخليجية خلافا لتمنياتنا وآمالنا تحمل فى طياتها احتمالات التطور، ويحب أن نكون على وعى كامل بمخاطر التصعيد بما يعنيه ذلك من تداعيات إقليمية ودولية تعود بالضرر على الخليج وشعوبه». وأشار إلى أن التاريخ وأجيال الخليج القادمة والعرب لن تغفر لكل من يسهم ولو بكلمة واحدة فى تأجيج هذا الخلاف أو يكون سببا فيه مشددا على أن مجلس التعاون هو بارقة أمل واعدة فى ظلام العمل العربى والشمعة التى تضىء النفق الطويل ونموذج يجب أن يحتذى فى التعاون. كما حذر من أن تصدع وانهيار مجلس التعاون الخليجى، هو تصدع وانهيار لآخر معاقل العمل العربى المشترك. وأكد ضرورة الالتزام بنهج التهدئة وتجنب التراشق سعيا إلى تجاوز هذه الأزمة «فما يجمعنا أقوى مما يفرقنا.. فلنتق الله فى أوطاننا ونسأل الله تعالى أن تهدئ النفوس لأن مجلس التعاون قلعة راسخة وراية عز وأمان وازدهار». وأضاف الشيخ صباح: «وساطة الكويت الواعية لاحتمالات توسع هذه الأزمة فنحن لسنا طرفًا ثالثًا وإنما طرف واحد، فلنتقي الله فى أوطاننا ولتهدأ النفوس وليكن مجلس التعاون الخليجى راية عز وازدهار، وعلى المواطنين الابتعاد عن التراشق العبثى فى الأزمة الخليجية والالتزام بالتهدئة» .وأضاف أن البعض اتخذ وسائل التواصل الاجتماعى من أجل إثارة الفتن ويجب اتخاذ الإجراءات المناسبة ضدها، فإن مجلس التعاون الخليجى شمعة الأمل فى النفق العربي. وانهياره تصدع لآخر معاقل العمل العربى المشترك. وأكد أمير دولة الكويت أن الأزمة القطرية مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، تشهد تطورات كبيرة، مشيرًا إلى ضرورة الوعى الكامل بمخاطر التصعيد فى الأزمة. وتقود الكويت وساطة منذ اندلاع الأزمة الخليجية بين السعودية ومصر والبحرين والإمارات من جهة، وقطر من جهة ثانية فى 5 يونيو الماضى، حيث تتعرض قطر لحصار برى وبحرى وجوى إثر قطع الدول الأربع علاقاتها معها بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة. وعلى الصعيد المحلى، حذر أمير الكويت من أخطار خارجية تتهدد مسيرة بلاده الوطنية قائلا: «إن مسيرتنا الوطنية تهددها أخطار خارجية جسيمة (لم يحددها) وتحتضنها تحديات داخلية صعبة». وأضاف: «نحمد الله على نعمة الأمن والأمان فى الكويت، وعلينا ألا نغفل لحظة عن النيران المشتعلة حولنا والمخاطر التى تهدد مسيرتنا». وتابع «واجبنا جميعا -خاصة أنتم فى مجلس الأمة- حماية وطننا من مخاطر الفتنة الطائفية، وتحصين مجتمعنا من هذا الوباء، واجبنا الحفاظ على وحدتنا الوطنية». وقال: «أمامنا تحديات، وهو ضرورة بل حتمية إصلاح اقتصادنا الوطنى الذى يعانى اختلالا هيكليا صارخا»، مضيفا: أمام تطورات العصر وتحدياته أصبح تصويب مسار العمل البرلمانى استحقاقا وطنيا لا يحتمل التأخير، وعليكم مسئولية إجراء هذا التصويب.