وصية ماما يا حبيبى.. بهذه الجملة اعتذرت الزوجة العشرينية لزوجها وهى تتقدم برفع دعوى خلع ضده بمحكمة الأسرة بالكيت كات.. لتتمكن من تنفيذ وصية والدتها المتوفاة.. منذ أيام. سردت الزوجة قصتها التى بدأت منذ أن كانت فى الحادية عشرة من العمر عندما طلبت منها والدتها الذهاب الى خالتها لجلب بعض المستلزمات الخاصة بها، وشاءت الأقدار أن تستقل أحد الميكروباصات كان سائقها شاباً وسيماً هادئاً.. لفت انتباهها، جلست على الكرسى المجاور له، كانت تنظر إليه فى خلسة.. عندما شعر السائق بانجذاب الفتاة إليه بدأ الحديث معها طارت الفتاة من الفرحة، وشعرت بزيادة فى دقات القلب وتمنت أن يطلب منها رقم هاتفها المحمول، وبالفعل حدث ما كانت تتمناه ومنذ ذلك اليوم ظلا يتقابلان بانتظام، ووقعت فى حبه سريعا، وتمنت أن يكون شريك حياتها وزوجها المستقبلى...وبمرور الأيام ارتبط السائق الوسيم بها.. وبسبب صغر سنها وقعت فى الرذيلة بعد أن زين لهما الشيطان هذا الطريق. قرر الشاب توفير المكان المناسب لمقابلة حبيبته.. وأمام المشاعر الملتهبة تناسيا القيم والاخلاق.. حتى جاء اليوم الذى اكتشفت فيه والدتها قصة ابنتها مع السائق، فأوسعتها ضربًا وحرمتها من الخروج من المنزل.. لكن الفتاة العاشقة لم تتحمل الابتعاد عن حبيبها، فقررت الهرب من المنزل للقاء حبيبها خلسة ظنا منها أن أسرتها لن تتمكن من كشف أمر خروجها، لكن شاء حظها العاثر أن تكتشف والدتها أمر خروجها وانتظرتها بجوار باب المنزل لتفاجأ الفتاة بها وتقوم بضربها وحبسها داخل غرفتها. مرت عدة أسابيع توسلت خلالها الفتاة لوالدتها بأن تتركها تقابل حبيبها لكنها أبت، واعلنت رفضها التام.. قررت الابنة مصارحة أمها بحقيقة الوضع وأخبرتها بأنها تحمل فى أحشائها طفلًا من عشيقها، لم تصدق الام كلام ابنتها.. اصطحبتها إلى طبية الأسرة لإجراء الكشف الطبى عليها.. لتكتشف الكارثة.. وأن كلام ابنتها حقيقة واقعة، فقررت الأم التخلص من حملها السفاح لكن صحة ابنتها الضعيفة حالت دون إجهاضها.. وبسبب صعوبة الموقف قامت الام بطرد ابنتها من بيتها لتذهب إلى حبيبها فتزوجها وأقامت معه فى بيت صغير وأنجبت طفلها الصغير. عاشت الأم تعيسة عدة سنوات بسبب فراق ابنتها وما فعلته بالعائلة كلها وخلال أيامها الأخيرة استدعت أحد المحامين وطلبت منه كتابة وصيتها وبعد عدة أشهر ماتت الام وهى غاضبة على ابنتها ولم توافق على رؤيتها.. اكتشف أبناؤها أمر الوصية.. وحتى لا يحملوا وزر اختهم اتصلوا بها وطلبوا منها الحضور للاستماع الى وصية أمهم. فاكتشفت الابنة أن الأم حرمتها من الميراث بسبب زواجها من السائق، مضيفة أنه فى حالة قيام ابنتها بالانفصال عن زوجها ستحصل على حقوقها فى الميراث. لأول مرة عقب هذه الجلسة اكتشفت الابنة مدى حزن امها من تصرفاتها وحجم المعاناة التى عاشتها بعد تفكير طويل طلبت من زوجها الطلاق حتى تتمكن من تنفيذ وصية والدتها لكن الزوج المحب رفض بشدة لم يصدق بأن زوجته العاشقة تطلب الطلاق منه بهذه السهولة.. وبسبب المال. حاولت معه كثيرا واكدت له أنها تشعر بتأنيب الضمير وتتمنى إرضاء والدتها بعد مماتها لكن الزوج أصر على عدم تنفيذ طلبها.. توسل الزوج لزوجيته وذرف الدمع الغزير كى تعدل عن فكرة الطلاق.. وبدأ يذكرها بقصة العشق بينهما وطفلها الصغير وكم المعاناة التى عاشاها معًا حتى استقرت - أحوالهما.. ولكن الزوجة أبت أن تستمع لكلماته أو ترحم دموعه، وأصرت على طلبها الطلاق.. ووصل الزوجان إلى طريق مسدود وحزمت الزوجة حقيبة ملابسها وحملت طفلها وغادرت منزل الزوجة إلى بيت أمها المرحوم، وفى اليوم الثانى لمغادرتها المنزل ذهبت إلى محكمة الأسرة، ومعها حافظة مملوءة بالأوراق، وطلبت خلع زوجها فورًا، وكان السبب هذه المرة.. أخاف أن تبقى أمى غاضبة علىّ فى قبرها أريد أن أنفذ وصية أمى وأنال رضاها حتى لو كانت ميتة.. وأعود إلى حضن إخوتى.. أما عن زوجى فسوف نتصالح ونتحول إلى أصدقاء فنحن بيننا طفل يجب أن يتربى بين والديه.