في إطار تكثيف القوات السورية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد قصفها وهجومها على مدينة حمص، الأمر الذى أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 16 شخصا أمس، وهو ما وصفته صحيفة "جارديان" البريطانية بأن حمص تواجه الجحيم، ولذلك فإن السوريين في أمس الحاجة إلى الإنقاذ ولا يكترثون بهوية المنقذ وإن كان الشيطان نفسه. ولم يُسفر الهجوم العسكري على حمص أمس عن تحقيق أهدافه واستعادة السيطرة على المدينة التي سيطر عليها الثوار مما أثار المخاوف من تفاقم جولة جديدة من القتال في المناطق الحضرية في بلد على حافة حرب أهلية شاملة. ونقلت الصحيفة عن بعض النشطاء قولهم أن حمص تواجه كارثة انسانية، حيث أن القصف المكثف على بابا عمرو استمر أمس لساعات وأسفر عن سقوط الضحايا السوريين، متوقعين أن يكون القصف بداية لهجوم عسكري على نطاق واسع لاستعادة السيطرة على الاحياء التي يسيطر عليها الثوار في المنطقة الوسطى. وقال أحد النشطاء بمدينة حمص أن سيل من التعزيزات العسكرية تم إرسالها تمهيدا لهجمات من قبل النظام السابق -على حد قوله- والتي حاولت استخدام القوة العسكرية الساحقة لسحق المعارضة، التي تم تعزيزها من قبل الجنود المنشقين، وتصلبت في وجه الظلم من قبل 11 شهرا من معارك الشوارع. وقال النشطاء والسكان أن الحصار والهجمات المتزايدة على " بابا عمرو" في الأيام الأخيرة جعلت المدينة تعاني نقص الغذاء والدواء والكهرباء والمياه، مما يعرضها لكارثة انسانية وشيكة. وأكد "عمر شاكر"، أن قوات الأسد قصفت كل خزانات المياه على أسطح المباني، ولم يعد هناك مياة للشرب وأن بعض السكان عانوا من عدم توافر الخبز لعدة أيام وأضاف "إذا كان سكان حمص لا يموتون في القصف فسيموتون من الجوع". وأضاف شاكر أن السكان في حمص لا يهتمون بهوية من سينقذهم من بشار حتى لو كان الشيطان هو من سيخلصهم فسيرحبون به. وقال الصليب الأحمر أنه تدخل للتوسط لوقف إطلاق النار بين جميع الأطراف في سوريا للسماح للمساعدات الطارئة بالوصول لأماكن المعاناة، ويتعين على الأممالمتحدة ارسال مبعوث خاص إلى سوريا للمساعدة في القضايا الأمنية لتنسيق وإيصال المساعدات الإنسانية. واعترضت روسيا والصين على قرار مجلس الأمن بدعم خطط جامعة الدول العربية الرامية إلى إنهاء النزاع وإدانة حملة الأسد على الاحتجاجات التي أسفرت عن مقتل 5400 في عام 2011، بحسب الاممالمتحدة ووصل عدد القتلى حتى الآن أكثر من 7300. وقال "ألكسندر لوكاشفيتش"، المتحدث بإسم الخارجية الروسية، أن موسكو لن تحضر الاجتماع المقرر لأصدقاء سوريا، وذلك لأن منظميه فشلوا في دعوة ممثلين عن الحكومة السورية، مؤكدا أن الاجتماع لن يساعد هذا الحوار.