ارتفعت حدة الانتقادات الموجهة للأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب مصر، سواء من نُقاد، أو مسئولين، أو مُحللين كرويين، تارة بسبب طريقة اللعب، وأخرى بسبب النتائج. وأعرب المدير الفني خلال حديث له مع معاونيه عن استيائه البالغ من هذه الانتقادات، خاصة أنه يُحقق نتائج جيدة، وهو ما دفع هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة لعقد جلسة معه ودعمه والتأكيد على وقوف اتحاد الكرة خلف الجهاز الفني لتحقيق حلم المصريين بالوصول لكأس العالم. وتحرص "الوفد"، على استعراض نتائج منتخب مصر قبل وبعد كوبر .. وجاءت كالتالي: - قبل كوبر: بعد الفوز بكأس الأمم الأفريقية 2010، فشل منتخب مصر في الوصول للبطولة 3 مرات متتالية. في تصفيات بطولة 2012، تعادل المنتخب مع سيراليون 1/1 ثم خسر من النيجر 1/0، ثم خسر من جنوب أفريقيا 1/0، وتعادل مع الأولاد 0/0، قبل أن يخسر مُجددًا من سيراليون 2/1 ويفوز على النيجر 3/0 بعدما فقد أمله في الوصول للعُرس الأفريقي. في تصفيات بطولة أفريقيا 2013، خرج منتخب مصر من المرحلة التمهيدية للتصفيات على يد أفريقيا الوسطى أحد المنتخبات حديثة العهد بالمحافل الأفريقية الكبيرة، بعدما خسر الفراعنة 3/2 في ستاد برج العرب في الإسكندرية، بينما انتهى لقاء العودة بالتعادل 1/1، ليودع منتخب مصر التصفيات من المرحلة التمهيدية. وفي 2015، وقع المنتخب في مجموعة ضمت السنغالوتونس وبتسوانا بالتصفيات، وخسر الفراعنة 4 مباريات أمام السنغالوتونس رايح جاي، السنغال فازت في الجولة الأولى على 2/0 وفي ستاد القاهرة 1/0، بينما فازت تونس في ستاد الدفاع الجوي 1/0 وفي تونس 2/1، وفاز المنتخب على بتسوانا ذهابًا وإيابًا 2/0 و2/1. وواصل المنتخب في تصفيات كأس العالم فشله المعتاد، وكانت آخر تصفيات قبل تولي كوبر المهمة، خاضها المنتخب تحت قيادة الأمريكي بوب برادلي في مجموعة ضمت موزمبيق وغينيا وزيمبابوي، وبعدما فاز المنتخب في كل المباريات وحصد 18 نقطة خاض المرحلة النهائية للتصفيات أمام غانا التي دمرت حلم الفراعنة بعدما فازت في أكرا 6/1، وفاز المنتخب في العودة 2/1 بعدما ودع التصفيات. - بعد كوبر: تولى كوبر قيادة منتخب مصر، وبدأ مهمته بتصفيات كأس الأمم الأفريقية، وقع في مجموعة تضم نيجيرياوتنزانياوتشاد، وتمكن من تصدر مجموعته برصيد 10 نقاط. وخلال التصفيات، نجح المنتخب في الفوز على تنزانيا 3/0 في برج العرب ثم 2/0 في تنزانيا، وهزم تشاد في ملعبها 5/1 ولم يخض لقاء في القاهرة لانسحاب تشاد، ولعب المنتخب أمام نيجيريا حامل لقب أمم أفريقيا 2013، وتعادل معه في كادونا 1/1، وفاز عليه في برج العرب بهدف دون رد، ليصعد المنتخب لاول مرة إلى أمم أفريقيا 2017 بالجابون بعد غياب 3 نسخ "7 سنوات". وفي أمم أفريقيا 2017، لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين أن يعبر المنتخب الدور الأول، لكن الواقع أن منتخب مصر بلغ المباراة النهائية أمام الكاميرون وتقدم بهدف لكنه تلقى هدفين وخسر اللقب، وشهدت البطولة فوز مصر على المغرب لأول مرة منذ 31 عامًا، عندما فازت مصر على المغرب بنصف نهائي أمم أفريقيا عام 1986. في تصفيات كأس العالم 2018، يتصدر المنتخب مجموعته برصيد 9 نقاط، بالفوز على الكونغو خارج الأرض وغانا في برج، ثم الخسارة من أوغندا في الجولة الثالثة والفوز عليها في الجولة الرابعة، وباتت فرصة المنتخب قوية جدًا في العودة للمونديال بعد غياب 27 عامًا، والذي سيتحقق رسميًا حال فوزه على الكونغو في الجولة الخامسة مع تعثر أوغندا أمام غانا بالتعادل أو الخسارة. هذا ما حققه المنتخب منذ أن تولى كوبر المسئولية.. لكن هل استفاد المدرب الأرجنتيني من قيادة المنتخب ؟! .. الإجابة نعم .. لماذا ؟! لأن النتائج التي حققها المنتخب أعادت كوبر إلى دائرة الضوء من جديد إن لم يكن في أوروبا فإن أسهم المدرب زادت بقوة في قلب أفريقيا، بدليل تلقيه عروضًا قوية من الجزائر والكاميرون وليبيا، فضلًا عن عروض أوروبية مثل جالطا سراي التركي وباراجواي وأوروجواي والإكوادور وفالنسيا الإسباني، مع العلم أن آخر إنجازات المدرب الأرجنتيني قبل قيادة المنتخب في 2013، ترجع إلى عام 2010 عندما خسر مع أريس اليوناني نهائي كأس اليونان أمام بانثانيكوس أحد أعرق الفرق اليونانية، وخاض تجارب غير موفقة لفترات قصيرة مع منتخب جورجيا وفريق راسينج سانتاندر الإسباني وفريق أوردوسبور التركي والوصل الإماراتي، أي أن أسهُم المدرب في عالم التدريب بدأت تنخفض قبل قيادة منتخب مصر. ومما سبق يتضح أن منتخب مصر كان يحتاج لمدرب مثل كوبر، يستطيع أن يُحقق نتائج تُعيد هيبة الفراعنة في أفريقيا من جديد، بغض النظر عن الأداء الذي لن تذكره صفحات التاريخ. كما أن كوبر كان بحاجة لتجربة مثل تدريب منتخب مصر، فهي مع صعوبتها وضعفها من الناحية المالية للمدرب الذي كان يتقاضى 6 ملايين يورو تقريبًا من إنتر ميلان في بداية الألفينيات، إلا أنها فتحت بابًا جديدًا لخوض تجارب تدريبية في أفريقيا، وفي حالة نجاحه في الوصول بالمنتخب إلى كأس العالم، سيعود اسم المدرب إلى بريقه من جديد على الصعيد الأوروبي.