أكدت د.أماني السيد سعيد أخصّائية الأمراض الجلدية بوزارة الصحة أن الإكزيما هي التهاب جلديّ نتيجة تعرضه لمواد كيميائية وصناعية وملوثات، حيث يحدث إحمرار وحكّة مع قشور سميكة للجلد، واحيانا تحدث تصبّغات إذا كانت الحكّة شديدة ومستمرة بالمنطقة المصابة وهذا المرض ينقسم إلى الإكزيما الحادة والمزمنة. وأضافت د. أماني أنّ أسبابه ترجع إلى التعرض الشديد أو المزمن للمواد الكيميائية مثل: المنظفات الصناعية والمطهرات، ومشتقات البترول والأمينات العطرية والمبيدات الحشرية والمخلفات الخطرة، والنفايات الطبية والملوثات ونواتج التقطير وبعض مواد التجميل ومواد الطلاء والصبغات ومعطرات الجو. وأشارت د. أماني إلى أن المنتجات التي تحتوي على الفنيك والديتول ومشتقاته تدخل ضمن المواد المهيجة للجلد، مضيفة أنه إذا نظرنا إلى هذه المنتجات نجد أنها تسبب هذه الإصابات بالبشرة نتيجة احتوائها على المواد الكيميائية خاصة إذا كان لها رائحة نفاذة أو رائحة عطرية حادة. وترى الدكتورة أماني أنّ زيادة السمّية مرتبطة بعدم تبخرها بسهولة، ووجودها في الهواء فترة طويلة ولا تتطاير لأن ذلك يجعلها تتراكم في أنسجة الجسم. وترجع إصابة البشرة بشكل أسرع وأقوى إلى جفافها، وإصابتها بأنواع من الأمراض الجلدية والمصابة بالسمكية والصدفية والمتشققة والمتهيجة. وتوضح د.أماني أنّ الإكزيما تحدث عند تعرّض الجلد لهذه المواد الكيميائية العطرية والصناعية فتحدث خللا مناعيا، وترسل خلايا الجلد إشارات للجهاز المناعي الذي يرسل بدوره كرات الدم البيضاء التي تهاجم الجلد نفسه بعد أن تغيرت تركيبته الفسيولوجية على أثر التلوث الذي حدث له فأصبح نسيجا غريبا وهدفا للهجوم المناعي ضده. الوقاية والعلاج وتشير الدكتورة أماني إلى أنّ الوقاية تكمن في حماية الجلد وعزله عن البيئة بمادة شمعية زيتية قبل وأثناء وبعد تعرّض الجلد لهذه الكيميائيات مثل: الفازلين، والبارافين، والشمع وزيت الزيتون، إضافة إلى الترطيب الدائم للجلد وارتداء القفازات إذا كانت الإصابة شديدة . وتذكر د.أماني أنّ العلاج يكون بترطيب الجلد واستخدام الكريمات التي من ضمن تركيباتها الكورتيزون عقب الوصفة الطبية والحالة التي عليها الجلد. وتشدد الدكتورة أماني على أن الوقاية خير من العلاج وذلك يكون بتجنب المنظفات ذات الروائح النفاذة، واستخدام المطهرات العديمة الرائحة مثل الماء والصابون، وإذا كان التلوث شديدا فيضاف الكلور وهو من المركبات الأكثر أمانا فضلا عن أنه رخيص الثمن وواسع المدى في قتل الميكروبات مع ملاحظة عدم ملامسته للجلد. وتختم الدكتورة أماني السيد بأن الروائح النفاذة لا تؤذي فقط الجلد بل تتعداه إلى الرئة والمخ والكلى فضلا عن الجهاز المناعي بالجسم .