عندما كتبت مقالى هنا منذ اسبوع عن مشاكل ميناء دمياط وضرورة تطهير الميناء بكل اجزائه ليعود إلي العمق التصميمى الملاحى، لم أكن أتصور أننى أفتح ملفًا شائكًا بهذه الحدة. فقد اتصل بى الدكتور جلال سعيد وزير النقل فى نفس يوم نشر المقال. وقال إنه اتصل برئيس هيئة ميناء دمياط مستفسرًا.. بل وتم عقد اجتماع بالقاهرة بمكتب الوزير لبحث المشكلة. وأكد لى الوزير أن هناك كراكة تقوم بالحفر لإعادة عمق المياه إلي ما كانت عليه.. وقال معاليه انه سيرسل ردًا علي ما كتبت مدعمًا بالصور التي تؤكد استمرار عمليات التطهير والتكريك. ووصلنى الرد الذى أنشره اليوم ثم نناقشه لأن القضية أكبر من مجرد تطهير.. يقول الرد الذى أرسله اللواء بحرى سامى سليمان محمود القائم بأعمال رئيس هيئة ميناء دمياط. بالاشارة لما ورد بمقال سيادتكم بتاريخ 10/2/2012 بجريدة الوفد فى عمود هموم مصرية تحت عنوان (ميناء دمياط يموت يا وزير النقل) نود الافادة بالآتى: * العمق التصميمى للممر الملاحى بميناء دمياط هو 15 مترًا كما ورد بمقال سيادتكم وعمق حوض الميناء 14.5 متر ونتيجة للأنواء والأمواج والتيارات المائية يحدث إطماء للممر الملاحى يقدر سنويًا بحوالى 1.5 مليون متر مكعب يتم إزالتها سنويًا وبشكل منتظم بالكراكات المخصصة لذلك ونظرًا لأن هيئة قناة السويس تمتلك تلك النوعية من الكراكات فإنه يتم إجراء تعاقد سنوى معها للقيام بهذا العمل ولم يتوقف إزالة تلك الترسيبات نهائيًا حيث إن الكراكة عبور بورسعيد التابعة لهيئة قناة السويس تعمل حاليًا بالميناء ومنذ 17/12/2011 من خلال التعاقد لهذا العام والمؤرخ فى 24/11/2011، كما قامت الكراكة (صلاح الدين الايوبى) التابعة لهيئة قناة السويس بالعمل فى العام الماضى لازالة الترسيبات فى الممر الملاحى فى المدة من 5/1/2011 حتى 4/6/2011 وقامت بإزالة 1.5 مليون متر مكعب بتكلفة إجمالية حوالى 30 مليون جنيه. * وكذا العام قبل الماضى قامت نفس الكراكة (صلاح الدين الأيوبى) بالعمل فى الميناء من الفترة 7/1/2010 حتى 9/5/2010، ولا تترك الكراكة الميناء إلا بعد الوصول للعمق الآمن للميناء وننتهز هذه الفرصة لنتوجه بالشكر للسيد الفريق أحمد فاضل والمسئولين بهيئة قناة السويس للاستجابة لتوفير الكراكة سنويًا وهو الأمر الذى يوفر للميناء أكثر من 20 مليون جنيه سنويًا. * طبقًا للاعلان الملاحى لميناء دمياط (عام 1986) فإن أقصى غاطس للسفن المسموح بدخولها للميناء هو 13.25 متر والذى يقل عن عمق الممر الملاحى حوالى 1.75 متر طبقًا للأصول التصميمية للميناء فإن جميع السفن ذات الغاطس حتى 13.25 متر تتردد علي الميناء بأمان كامل وفى أصعب الظروف الجوية والتي تغلق فيها بواغيز الموانئ المصرية الأخرى. * وكانت آخر سفينة حاويات (ميرسك كراتشى) والتي دخلت يوم 1/2/2012 بغاطس 13.25 متر وحمولة4800 حاوية ولم يرد إلينا أى شكوى من العمق نهائيًا من السفن المترددة علي الميناء. * نأمل من السيد الذى أرسل إليكم الشكوى أن يزور ميناء دمياط وسيجد بنفسه الكراكة (عبور بورسعيد) تعمل ببوغاز الميناء كما يمكن الرجوع إلي إدارة الكراكات بهيئة قناة السويس للتأكد من بيانات عمل الكراكة خلال هذا العام وكذا الأعوام السابقة (مرفق صورة الكراكة عبور بورسعيد التى تعمل حاليًا بالميناء) * إن ما يثيره بعض التوكيلات وخلافهم خلال تلك الفترة سواء بجريدتكم الغراء أو بعض الجرائد الأخرى يقصد بع عملية تعميق الممر الملاحى من العمق التصميمى الحالى (15 مترا) إلى (18 مترا) لاستقبال سفن ذات غاطس أكبر فإن ذلك سيتم من خلال إنشاء محطة حاويات جديدة لشركة ديبكو والتى ستقوم بعملية التعميق بنفسها إلا أن المشروع متعثر حاليًا بسبب التمويل وفى حالة عدم استكمال مشروع ديبكو فسيتم إعداد دراسة اقتصادية للتعميق تشمل النفقات والعائد نظرًا لأن التعميق سيتكلف حوالى 170 مليون دولار كتكلفة رأسمالية بالاضافة إلي زيادة سنوية فى تكلفة الصيانة قدرها 75 مليون جنيه هذا بالاضافة إلي تكلفة تدعيم أرصفة الحاويات نفسها والتي تتعدى 100 مليون دولار. * كما ننوه إلي أن رئيس الهيئة ليس حديث العهد بالميناء كما ادعى المقال وإنما يعمل بهيئة الميناء اعتبارًا من ديسمبر 2010 كمستشار بحرى لرئيس الهيئة ثم قائم بأعمال رئيس الهيئة منذ 13/12/2011 وتقتضى طبيعة عمله ووظيفته السابقة والحالية المتابعة والالمام التام بجميع الأعمال البحرية بالميناء وبالطبع فإنه علي دراية تامة بكافة تفاصيل المشروعات بالميناء وعلي رأسها ما يخص الأعمال وحركة السفن بالميناء. * وعليه ومن خلال جريدتكم الغراء فإننا نوجه الدعوة لجميع الشركات والتوكيلات الملاحية وكل المختصين بهذا الأمر للالتقاء بالمسئولين بالميناء والاطلاع على جميع البيانات والمستندات للوقوف عل حقيقة الأمر والتأكد من كل ما ذكر سالفًا. ** هذا هو رد هيئة ميناء دمياط ننشره كاملاً.. ولكن هذا الرد وما وصل إلينا من معلومات يفتح الكلام فى أكثر من اتجاه. الأول: هل يكفى العودة بالعمق إلي ما كان عليه عام 1986 عند افتتاح الميناء.. رغم أن هذا سيسمح بدخول السفن الموجودة حاليًا.. إلا أنه لا يسمح بدخول السفن العملاقة التي يجرى بناؤها الآن فى الأحواض العالمية. الثانى: هل يمكن نحيى مشروع تعميق الميناء ليسمح بدخول سفن أكبر وهى التي يجرى بناؤها الآن.. لأن عدم القيام بذلك يعنى أن يفقد الميناء صلاحيته أمام سفن الحاويات الأخرى.. وما حقيقة الصراع بين ميناء شرق التفريعة الذى كان يملك امتيازه ثلاثة من أقطاب النظام السابق.. وبين ميناء دمياط. غدًا نواصل الحكاية ونشرح الحقيقة.. ولا شىء غير الحقيقة.