شهد المتحف المصري بالتحرير، مساء اليوم الأحد، مراسم تسليم وزارة الآثار عددًا من العملات والسندات الورقية لسفارتي العراقوالصين في القاهرة. وقال وزير الآثار الدكتور خالد العناني إن مصر تسلم سفارة الصينوالعراق القطع الأثرية الأجنبية، والتي ضبطت من خلال الإدارة المركزية للمنافذ والوحدات الأثرية بالموانئ المصرية بمطار القاهرة الدولي، وكذلك البريد المصري برمسيس أثناء محاولة تهريبها. وأضاف أن وزارة الآثار تقوم بنقل الخبرة المصرية للدول الأخرى لاسترداد الآثار المسروقة من الخارج، مشيرًا إلى أن آثار الشرق الأوسط تتعرض للنهب والسرقة؛ وذلك للنيل من هيبة الدولة والاتجار وتمويل الإرهاب، لذلك سنتعاون جميعًا لنحافظ على تراثنا في الشرق الأوسط. وأضاف وزير الآثار، أنه على هامش المؤتمر الصحفي الذي أقيم بالمتحف المصري، أقام مجموعة من الطلبة من جامعة حلوان، بالتعاون مع كلية التربية الفنية، معرض فني باسم وجوه فرعونية، في إطار حملة للتوعية والتشجيع للاهتمام بالآثار المصرية. وأشاد حبيب الصدر السفير العراقيبالقاهرة، بإعادة مجموعة ثمينة من المسكوكات العراقية بعد مبادرة مصرية عقب نجاح وحدة المضبوطات الأثرية المصرية في ضبطها أثناء تهريبها خارج البلاد. وقال الصدر: "هذه اللحظة فارقة لما كانت أبصرت النور لولا المساعي المخلصة لوزارة الآثار المصرية ممثلة في الوزير الدكتور خالد العناني وبكوادر الوزارة، خاصة ونحن نقترب من انعقاد اللجنة العراقية المصرية المشتركة في بغداد والتي نأمل أن تكون منطلقًا حقيقيًا لشراكة استراتيجية واعدة على كافة الأصعدة وفي مقدمتها المجالات الأثرية والثقافية". وأضاف: "حضارة مصر والعراق من أوائل الحضارات الإنسانية، ولطالما حرص أجدادنا السومريون والفراعنة على ديمومة هذه المقاربة الحضارية منذ فجر التاريخ". وتابع: "المصريين بحكم رصيدهم الأثري هم أكثر إدراكًا لحجم الكارثة الأثرية العراقية، وأعربوا عن استعدادهم للتعاون مع العراق في إعادة تأهيل المواقع المتضررة وتدريب الكوادر العراقية". وعن معرض وجوه فرعونية، قال السفير العراقي إنه "معرض رائع تتجلى فيه البصمات الإبداعية لجامعة حلوان والتي بالمناسبة تضم مئات من الطلاب العراقيين الذين يدرسون الماجستير والدكتوراة وسعدت برؤية المعرض الذي يدل على براعة وإمكانيات واعدة لطلابنا الأعزاء". من ناحيته أشاد السفير الصينيبالقاهرة بجهود وزارة الآثار المصرية التي نجحت في إيقاف تهريب 13 صكًا وسندًا أثريًا يرجع تاريخها إلى ما قبل 100 عام، وتكتسب أهمية كبيرة لدراسة الحياة الاقتصادية في أسرة تشينج الملكية، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية بين مصر والصين في كافة المجالات. جاء ذلك خلال حفل تسليم مراسم قطع أثرية عراقية وصينية، اليوم الأحد، بالمتحف المصري بالتحرير بحضور الدكتور خالد العناني وزير الآثار، وحبيب محمد هادي الصدر سفير العراق، و"سونج إيقواه" سفير الصين. جدير بالذكر أن المضبوطات تشمل 44 عملة معدنية ترجع إلى العهد الملكي بالعراق، و13 من الصكوك والسندات الصينية القديمة لها أهمية في دراسة الحياة الاقتصادية في أسرة الملك تشينج. تأتي عملية تسليم القطع الأثرية الأجنبية لسفارتي العراقوالصين، تطبيقًا لاتفاقية اليونسكو لعام (1970)، والخاص بحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة، والتي انضمت إليها مصر عام (1972)، وصدر بشأنها القرار الجمهوري رقم (114 لسنة 1973).