تحل فى شهر أغسطس من كل عام ذكرى رحيل زعماء ثلاثة من قيادات حزب الوفد سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، وفى هذه المناسبة يؤكد المستشار بهاء الدين أبوشقة سكرتير عام حزب الوفد ورئيس اللجنة التشريعية والدستورية بالبرلمان، أن حزب الوفد يعد من أعرق الأحزاب المصرية على وجه الإطلاق وأنه بمثابة جزء كبير من تاريخ الحركة الوطنية حيث لعب الوفديون دوراً مهماً فى المشهد السياسى المصرى طوال القرن العشرين وعلى مدار المائة عام الأخيرة. وظهرت خلال هذه الفترة من تاريخ الوفد العديد من القيادات السياسية والحزبية على رأسها سعد باشا زغلول قائد ثورة 1919 ضد الاحتلال الإنجليزى ومصطفى النحاس قائد معارك الاستقلال ضد الاحتلال الإنجليزى، وفؤاد باشا سراج الدين، الذين يتصادف رحيلهم فى شهر أغسطس فى أعوام 1923 و1965 و2000م، وأضاف «أبوشقة» أن الوفد كان ولا يزال مدرسة الوطنية المصرية حيث خاض معارك وطنية كبرى من أجل الشعب المصرى بقيادة رموز كانت تدرك أهمية الوطن وأهمية الاستقلال فى ظل الاحتلال الانجليزى، حيث كان لسعد باشا زغلول دور كبير فى نشأة الوفد ودوره فى الحياة السياسية فى فترة العشرينات حيث خرج حزب الوفد من رحم الأمة عقب اندلاع ثورة 1919 وتفويض الشعب المصرى لسعد باشا زغلول للتفاوض مع بريطانيا لاستقلال مصر، وبعدها أنشأ أول دستور لمصر ورسخ مفهوم دولة القانون. واستكمل هذا الدور الكبير مصطفى النحاس الذى كان رمزاً للوطنية وخاض معارك نضالية كبيرة للدفاع عن الدستور واستقلال الإرادة الوطنية، فظل على مدار «25» عاماً يكافح من أجل الاستقلال والدستور والوحدة بين مصر والسودان صامداً أمام الفساد والطغيان. كما أشار «أبوشقة» إلى دور فؤاد باشا سراج الدين فى حزب الوفد، الذى يعد من أكبر الساسة المصريين الذين حفلت بإنجازاتهم الحياة السياسية والحزبية على وجه الخصوص فقد تولى مناصب وزارية أكثر من مرة، فكان وزيراً للزراعة ثم وزيراً للمالية والداخلية والشئون الاجتماعية والمواصلات فى الفترة ما بين عامى 1942 و1952 وهو صاحب القرار التاريخى عندما كان وزيراً للداخلية بإصدار تعليماته لجهاز الشرطة فى الإسماعيلية بالتصدى لقوات الاحتلال البريطانى الذى راح ضحيته العشرات من أبناء ورجال الشرطة، ومنذ ذلك التاريخ اعتبر يوم «25 يناير» من كل عام عيداً للشرطة المصرية بفضل «سراج الدين» باشا، فقد كان أصغر وزراء مصر سناً فعندما تولى منصب وزير الداخلية كان عمره آنذاك 32 عاماً، وفى حكومة الوفد فى الفترة من 1942 إلى 1944 طلب «سراج الدين» الاعتذار عن عدم تولى المنصب إلا أن النحاس باشا زعيم الحكومة آنذاك أصر على إسناد المنصب إليه وبعد هذا التاريخ قاد الوفد الحركة النيابية والبرلمانية فى مصر من خلال رموزه الوطنية. وقال المستشار بهاء أبوشقة إن الوفد حزب ليبرالى رسخ نموذجاً فريداً فى الوطنية المصرية من خلال فرسانه الثلاثة سعد باشا زغلول ومصطفى باشا النحاس وفؤاد باشا سراج الدين، ولن تنسى لهم السياسة المصرية نهجهم فى ترسيخ الوطنية التنظيمية بمبادئها القوية على مدار القرن العشرين حتى أصبح حزب الوفد حجراً مهماً فى أساس الحياة الحزبية المصرية فلا شك أن الحركة الوفدية التى قادت مصر على المستوى السياسى الرسمى والتنفيذى كانت حركة وطنية لعبت دوراً كبيراً من أجل استقلال البلاد. وأكد «أبوشقة» أن كتب التاريخ والمؤرخين سطرت تضحيات زعماء الوفد الثلاثة من أجل مصر حتى قادوا مسيرة الوفد التى لم تؤثر فى الحركة الوطنية المصرية فقط بل فى العالم أجمع حتى نهل كل سياسى من الوطنية المصرية التى تجسدت فى حزب الوفد ويكفى قول «غاندى»: تعلمت الوطنية من «سعد زغلول»، تلك المقولات الخالدة خير شاهد ودليل على أن الوفد جزء من تاريخ مصر فى النضال وقيادة حركات التحرير ضد الاحتلال ليس فى مصر فقط بل فى العالم أجمع.