جددت الولاياتالمتحدة محاولاتها للتدخل فى أزمة قطر والدول العربية، بعد فشل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، والذى أعلن مجدداً إرسال وفود أمريكية إلى قطر لإنهاء الأزمة الدبلوماسية مع دول العرب نظرا لخطورة استمرار الخلاف على مستقبل واشنطن- حسبما أعلن وزير الخارجية الامريكية. ويرى الخبراء أن المحاولات الجديدة لن تأتى بأي ثمار وإنما هى مراوغة لتحقيق مصالح الولاياتالمتحدة فضلاً عن الخلاف الدائر بين الرئس الامريكى ووزير خارجيته حول تلك الأزمة ومواقفهم المتضاربة حولها. يأتى هذا بعدما كشفت منظمة كلاريون الأمريكية فى تقرير لها تفاصيل العلاقة الخفية بين وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون بمسئولي الدوحة، عندما أشار إلى أن الشركة التى كان يتولى رئيس مجلس إدارتها قبل توليه مهام الخارجية الأمريكية، هى عضو مؤسس فى مجلس الأعمال القطرى الأمريكى فى عام 1996، وهى كيان تم تأسيسه من قبل النظام القطرى، وقتها كان تيلرسون مسئولاً رفيع المستوى. ونوه تقرير المنظمة إلى أن تيلرسون كان عضواً فى الهيئة الاستشارية لمجلس الأعمال القطرى الأمريكى، بالإضافة إلى رفض الولاياتالمتحدة لتصنيف جماعة الإخوان وأنصارها جماعة إرهابية والذي يقع ضمن اختصاصات تيلرسون المعروف عنه معارضته لإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب. وقال سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن محالات أمريكا لحل الأزمات العربية تبوء دائما بالفشل فهى على مدار 100 عام لم تفعل شيئاً فى ظل تزاحم المنطقة بالخلافات، مشيراً إلى أن أمريكا مستودع شر بالنسبة للدول العربية . وأضاف «اللاوندى»، أن الوساطة تحتاج إلى جهة محايدة وموضوعية والإدارة الأمريكية منحازة دائما إلى قطر، لافتا إلى الخلاف بين الرئيس دونالد ترامب وريكس تيلرسون لاختلاف المصالح ومن الصعب أن يتم التوصل إلى حل لأن الهدف الأساسي هو مزيد من الوقت لقطر. وتابع خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن السبب الاساسي لتجديد المحاولات هو إحداث احتكاك عسكرى بين الطرفين تستفيد منه امريكا ببيع الأسلحة إلى أحدهما وحصد المزيد من المال. وأكد رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن تنشيط الجهود الامريكية يأتى فى إطار مساعدة الوسيط الاساسي وهو الكويت، موضحاً أن أى تدخل فى الوقت الراهن دون سياسات موقعة على الدوحة هو ضياع للوقت ومحاولة للوجود المستمر فى المشهد. ونوه عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، بأن الولاياتالمتحدة تجدد محاولاتها بسبب الأضرار التى لحقت بشركات الشحن التى كانت تقوم بنقل البضائع والامدادات من الدول الأربع إلى قطر وهو ما أثر على حركة التجارة الامريكية. ولفت حسن، إلى ضرورة تقريب وجهات النظر بين الطرفين وخلق ثغرة ليستأنف الوسيط الكويتى دوره ويصل إلى صيغة يتم التوقيع عليها.