تفريق «لوبي طرة» علي عدد من السجون لا شك انه خطوة جريئة قام بها اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية استجابة لرغبة الرأي العام حتي لا تستمر هذه العصابة التي تضم رموز النظام السابق جزءا من المؤامرة علي مصر في إدارة الثورة المضادة، خططت هذه العصابة من داخل السجن لعمليات التخريب والقتل التي وقعت بعد ثورة 25 يناير، واستعانت بسوزان ثابت زوجة المخلوع في نقل الخطط إلي الجهات التي مولت العمليات الاجرامية لاسقاط الثورة وتركيع مصر، ولهذا قامت سوزان بزيارات مكوكية إلي سجن طرة مستغلة كرم مصلحة السجون بحجة زيارة ولديها جمال وعلاء، والتقت هناك بأفراد العصابة لنقل التكليفات بالمهام القذرة إلي الرئيس المخلوع في منتجع المركز الطبي العالمي الذي كان يؤشر بالتنفيذ لاثارة الفوضي في البلاد واجهاض الثورة والعودة بمصر إلي نقطة الصفر، ولم يكن خافياً علي أحد منذ اللحظة الأولي التي استقبل فيها سجن طرة الاشرار وقيامهم بهذا الدور القذر لاشعال الفتن في البلاد وكلفوا ذيول النظام من خارج السجن بتنفيذها بالأموال التي نهبوها من مصر وهربوها للخارج وطالب الشرفاء منذ عام كامل بتوزيع هؤلاء المجرمين علي سجون مختلفة لافساد مؤامراتهم بعد أن تبين وقوع كارثة في البلاد عقب كل زيارة تقوم بها «سوزان» إلي طرة ولم يجرؤ وزيرا الداخلية السابقان محمود وجدي ومنصور العيسوي علي القيام بهذه الخطوة بسبب وقوعهما تحت تهديدات حبيب العادلي وزير النظام المخلوع وزعيم عصابة طرة وفعلها إبراهيم بعد تزايد الضغوط عليه عقب مجزرة بورسعيد التي خطط لها الجبناء، وأعقبها محاصرة الثوار لوزارة الداخلية وسقوط قتلي ومصابين في مواجهة مع الأمن، وإذا كان إبراهيم قد اتخذ هذه الخطوة لانقاذ رقبته من حبل برلمان الثورة أو لانقاذ البلاد من جرائم مروعة إلا أنه فعلها ويستحق عليها التقدير والاحترام وأنواط الواجب والشجاعة لأنه- أي وزير الداخلية- إذا كان يؤاخذ علي مجزرة بورسعيد إلا أنه حقق استقراراً ملموساً في الأمن الذي افتقدناه بعد قيام الثورة يستحق عليه منحه فرصة ثانية. ولن تكتمل خطوة إبراهيم في اجتثاث رءوس الفساد إلا إذا تم اقتلاع الجذور، وتبدأ الخطوة الثانية بمعاملة مبارك معاملة المتهمين احتراماً للقانون الذي يجب أن يطبق علي الجميع بعد الثورة فمبارك منذ اتهامه يعامل معاملة الرؤساء بل نعتقد أنه الرئيس بالفعل ويقضي فترة نقاهة في المركز الطبي العالمي، والقانون يقضي بنقله إلي السجن مثل أي متهم آخر ينام علي البرش في زنزانة منفردة أو مع آخرين حتي نشعر بأن الثورة نجحت وأن ينفذ إبراهيم أيضاً مطالب المجلس الاستشاري باعتقال أعضاء أمانة لجنة السياسات السابقة في الحزب المنحل لانهم يشرفون علي تنفيذ أعمال التخريب في الثورة المضادة وقام بعضهم بتهريب الأموال للخارج ومنهم متهمون في موقعة الجمل وأن يشمل قرار الاعتقال عصابة أبناء مبارك أو فرقة آسفين يا ريس لأنه ليس من المعقول أن يكون هناك من يرفض ثورة 25 يناير لأنه في هذه الحالة يكون من أعضاء الثورة المضادة وأن يقدم إبراهيم في إطار هيكلة وزارة الداخلية خريطة تطهير الوزارة من العناصر التي تعمل لحساب النظام السابق لأن استمرارهم خطر عليه وعلي الثورة وبعد ذلك نسأل أنفسنا هل في تفريق هؤلاء الشياطين قضاء علي اللهو الخفي أو الطريق الثالث؟ أم سيظهر لنا لهو آخر؟ أم سيمارسون نفس الدور من سجون أخري؟