أصبحت سيرتهم على كل لسان داخل ميدان التحرير الكل هناك يحترمهم ويقدرون ما تعرضوا له من مخاطر منذ بدء المظاهرات و لا سيما يوم الأربعاء 2 فبراير الذي شهد أحداثا دامية بالتحريرعلى يد بلطجية الحزب الوطني، إنهم وكما يصفهم عم عبد المعطي أحد المتظاهرين بالميدان أطباء الثورة الجدعان الذين تأتمنهم على حياتك ، مشيرا إلى تعرضه إلى جرح قطعي غائر في ساقه اليمنى في الأربعاء الدامى قام هؤلاء الأطباء الشباب بعلاجه ورتق الجرح بمهارة فائقة رغم صغر سنهم . أشهر طبيب في الميدان لم يكن وصف عم عبد المعطي لهؤلاء الشباب من الأطباء بأطباء الثورة هو الوحيد فالكل في ميدان التحرير يطلق عليهم نفس الاسم و هو ما يسعد الأطباء أنفسهم ، ليس هذا فحسب بل أصبح المتظاهرون بميدان التحرير يعرفون الأطباء بالاسم وكان الدكتور محمد على أحد هؤلاء الأطباء المشهورين في الميدان ويعرفه القاصي و الداني هناك. ذهبنا إليه وكانت المفاجأة محمد علي طبيب شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر يقود كتيبة من 11 طبيبا و طبيبة في النقطة رقم 3 الواقعة في الجزء المواجه للمتحف المصري ناحية شارع قصر النيل كان يقوم بعمل غيار لجرح قطعي برأس أحد المتظاهرين أصيب به في الأيام الأولى للمظاهرات. وبسؤاله عن عدد الأطباء بميدان التحرير قال: يبلغ عددنا حوالي 95 طبيبا وطبيبة منهم 22 من الإناث موزعين في عشر نقاط بالميدان ويساعدنا بعض المتطوعين من جمهور المتظاهرين، ونعمل بطريقة النوباتجيات في خيام مكشوفة نجري فيها علاج جميع الجروح والاصابات البسيطة التي تعرض لها المتظاهرون في الأيام الأولى من الثورة وأغلبها من نوعية الجروح القطعية الغائرة في أماكن متفرقة بالجسم نتيجة الإصابة بالشوم و الأسلحة البيضاء. ويضيف: هذا بخلاف علاج الآلام الطارئة حاليا للمتظاهرين مثل الصداع و قياس الضغط و السكر و صرف أدوية للضغط و السكر و مسكنات لآلام العظام و الكلى و البرد وغيرها من الأعراض البسيطة التي يسهل علاجها ميدانيا. وفي حالة تطور الحالة ننصحها بالذهاب إلى المستشفى وهذا ما كنا نفعله في الأيام الأولى للانتفاضة، حيث كان عدد المصابين بالمئات ويتابع الدكتور محمد أصعب موقف تعرضت له في الميدان هو إصابة أحد المتظاهرين بطلق نارى خلف الرقبة و كان الموقف صعبا و توفى بين أيدينا وكان ذلك يوم الأربعاء 2 فبراير وفي هذا اليوم توفي عدد من المتظاهرين كانت حالاتهم خطيرة و لم يكن بوسعنا أن نعالجهم لصعوبة الاصابة ومعظمها كانت في القلب و الصدر و الرأس و العين . مهمة أحسن من الدكتوراه طبيب أخر يدعى عبدالرحمن مصطفى قال: إنه سعيد جدا لمشاركته في علاج المصابين و المرضى بميدان التحرير ووصفه وزملاءه بالميدان بأطباء الثورة هو أفضل عنده من حصوله على الدكتوراه و أفضل عنده من جميع الألقاب العلمية ، مضيفا إلى بدء مشاركته في هذا العمل التطوعي منذ الأحد 30 يناير في غير أوقات عمله الأصلي بمستشفيات جامعة عين شمس وبدلا من أن يذهب إلى بيته ليستريح يأتى للميدان ليسعف المصابين ، ورغم فرحة عبد الرحمن بمشاركة والده ووالدته وأشقائه في المظاهرات إلا أنه تمنى أن تحضر خطيبته لهذه المظاهرات لأن تواجده بالميدان حرمه من رؤيتها لأكثر من أسبوعين بعد أن كان يراها مرة أو مرتين في الأسبوع . تطوع وليس تكليفا أما الدكتورة سالي محمود طبيبة بإحدى المستشفيات الخاصة تقول: أنا أخذت إجازة من عملى لمدة عشرة أيام تنتهي يوم 13 من الشهر الجاري حتى أشارك زملائي الأطباء دورهم الوطنى في علاج مصابي ثورة التحرير مشيرة إلى تشجيع والديها وهم أطباء أيضا لها على هذه المهمة و تضيف حضرت إلى الميدان و ذهبت إلى المستشفي الميدانى بالجامع القريب من ميدان التحرير، حيث علاج الحالات المتطورة بعض الشيء و هناك وزعوني على النقطة القريبة من مسجد عمر مكرم و النوباتجية الخاصة بي تبدأ من الساعة عشرة صباحا وحتى السابعة مساء. وأكدت سالي أنهم يقومون بهذ المهمة متطوعين دون تكليف من أحد سواء في مستشفيات وزارة الصحة أو المستشفيات الجامعية وتمنت هي على الصعيد الشخصي أن تجني الثورة ثمارها في أقرب وقت حتى يأخذ الشباب حقه في المجتمع و يسترد الشعب كرامته وحريته . صرف الأدوية مجاني في قلب الميدان كان يوجد عدد من شباب الصيادلة المتطوعين لصرف الأدوية وكان يوجد صيدلي داخل كل نقطة إسعاف من بين هؤلاء أكرم عدلي حديث التخرج من كلية الصيدلة وينتظر أداء الخدمة العسكرية قال: إنه فخور جدا لمشاركته في إسعاف المتظاهرين الجرحى واصفا ما يحدث بمثل ما حدث أوقات حرب أكتوبر، حيث كان جميع الأطباء و الصيادلة في المستشفيات و نقط الاسعاف الميدانية. ويضيف أكرم: معظم الأدوية الموجودة في الميدان هي تبرعات من صيدليات و شركات أدوية و غالبيتها كريمات و مطهرات و مسكنات و أدوية للسكر و الضغط و القلب ويتم صرفها بالمجان للمرضى و المصابين الموجودين بالميدان .