يبدو أن بعض أعضاء لجنة تقصى الحقائق التي ذهبت إلى مدينة بورسعيد للوقوف على أسباب المذبحة، اعتقدوا أنها رحلة لجذب الأضواء، وجلب مادة تعينهم والجلوس أمام أكبر عدد من القنوات الفضائية، المتفق عليه قانونا في القضايا سرية التحقيقات وعلانية المحاكمة، وعمل لجنة مجلس الشعب يقع في دائرة التحقيقات ولم يرق بعد إلى توجيه الاتهامات ومحاكمة المتهمين، وسرية التحقيقات تساعد جهات التحقيق أو لجان تقصى المعلومات في الوصول إلى المتاح من الشواهد والأدلة التي يبحثون عنها، لأن تسربها وتفشيها هنا وهناك يدفع المتهمين إلى إخفاء أو طمس الأدلة وإلى الهروب خارج البلاد، والنتيجة في النهاية تقييد الواقعة ضد مجهول أو حفظها لعدم كفاية الأدلة أو لهروب الجناة خارج البلاد. بعض أعضاء اللجنة الموقرة لم يفهموا وظيفة اللجنة جيدا، ولا طبيعة مهمتها التي تحتاج إلى الكتمان، مع أول ميكرفون وشاشة فضفضوا بما سمعوه وشاهدوه وسألوه وجمعوه، فما الذي تبقى للتقرير؟، وما الذي تبقى للمجلس؟، وما الذي سننتظره لنعرفه؟، وما الذي ستشتغل عليه جهات التحقيق؟، فقد أفسد بعض أعضاء مجلس الشعب القضية من أجل الظهور لمدة عشر دقائق على الفضائيات، لهذا أطالب رئيس مجلس الشعب بإحالة جميع الأعضاء الذين ظهروا على الفضائيات وصرحوا بمعلومات إلى التحقيق، وأطالبه بعدم إشراكهم مرة أخرى في لجان من هذه النوعية، كما نأمل أن تكون العقوبة مضاعفة لأن رئيس اللجنة على حد علمي قد أكد على السرية وشدد على عدم التصريح بمعلومات لوسائل الإعلام، ما يؤكد هذا، بعد يومين من مجزرة بور سعيد اتصلت بالزميل والصديق الصحفي عبدالرحمن بصلة مدير مكتب الوفد في بورسعيد، لكي أطمئن على الأحوال هناك، وأكد لي أن الوضع سيئ للغاية، وأن البورسعيدية تفاجأوا بهذه المجزرة، وأنهم يفتشون في الوجوه عن الأشخاص الذين لوثوا مدرجات الاستاد بدماء الشباب، عبدالرحمن كان قلقا للغاية وأبدى تخوفه من آثار هذه الواقعة، وحكي لي أن البورسعيدية أصبحوا محاصرين فى المدينة يخشون الخروج منها، وأكد أن بعضهم ينزع لوحات السيارة لكي ينزل للمحافظات المجاورة. قاطعت مخاوفه بسؤالي عن لجنة تقصى الحقائق التي وصلت إلى المدينة، قال باندهاش: تخيل رئيس اللجنة(وكيل المجلس من حزب النور السلفي) رفض بشدة مصاحبة الصحفيين للجنة، ورفض التصريح بأية معلومات عن اللقاءات التي يجرونها، وذكر وقوع مشادة بينه وبين بعض الصحفيين البرلمانيين الذين جاءوا مع اللجنة، وذلك لرفضه اصطحابهم فى الجولات التي يقومون بها، وسأل بصلة باندهاش: لماذا يأخذ هذا الموقف المتصلب حتى مع الصحفيين البرلمانيين الذين صاحبوا اللجنة من المجلس، قلت له هذا الرجل يفهم طبيعة عمل اللجنة جيدا، لأن مهمتها تتشابه وعمل جهات التحقيق، والسرية هنا مطلوبة جدا حتى الانتهاء من جمع الأدلة، وقلت له انه إذاعة المعلومات التى يجمعونها سوف يفسد عليهم هذه المهمة. أول أمس شاهدت د.عمر الشوبكى عضو اللجنة، يحكى بالتفصيل الممل للزميل الكاتب عمرو خفاجي، كل ما شاهده وسمعه، حتى التقرير الذي سيكتبه حكي عن مضمونه، كان سعيدا جدا وهو يحكى ويفسد الأدلة ويطمسها، هل الشوبكى كان يعلم أنه يفسد التقرير والقضية؟، هل كان يحكى بحسن نية؟، هل لم يحضر تنبيه رئيس اللجنة وكيل مجلس الشعب وهو يشدد على سرية معلومات اللجنة؟، هل الشوبكى لم يسمع عن المشاجرة التي وقعت بين رئيس اللجنة والصحفيين البرلمانيين؟. كان المفترض ان تضم اللجنة بعض الدارسين للقانون، لكن د.الكتاتنى رئيس المجلس، اتبع أسلوب د.فتحي سرور، فقام بجمع نجوم الفضائيات وكلفهم بمهمة تحتاج للسرية.