«ريكس»: مواقف الدوحة منطقية والمطالب العربية غير قابلة للتطبيق فى انحياز واضح لقطر فى الأزمة الخليجية، قال وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون للصحفيين فى العاصمة القطريةالدوحة، أمس، إن قطر طرحت آراء منطقية خلال الأزمة الدبلوماسية المستمرة منذ شهر مع دول عربية. وأضاف «أعتقد أن قطر كانت واضحة فى مواقفها وأعتقد أنها (المواقف) كانت منطقية جدًا»، وكان تيلرسون قد أخبر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، خلال حوار بينهما أمام الكاميرات بأنه فى الدوحة كصديق للمنطقة. وأضاف تيلرسون أن الهدف من رحلته هو معرفة كيف يمكنه المساعدة فى تحريك الأمور إلى الأمام. قال مستشار بارز لوزير الخارجية الأمريكى إن شروط السعودية المسبقة لاستعادة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر ليست واقعية رغم أن بعض العناصر قد تشكل أساسًا لاتفاق نهائي. وقال أر سى هاموند، مستشار تيلسون للاتصالات: «مجموعة المطالب السعودية غير قابلة للتطبيق على الرغم من أن العناصر التى تتكون منها تستحق النقاش». وأصدرت السعودية والإمارات والبحرين ومصر بيانًا مشتركًا عقب نشر شبكة «سى إن إن» الأمريكية وثائق لاتفاق الرياض عام 2013 وآليته التنفيذية واتفاق الرياض التكميلى عام 2014 الذى توصلت له دول مجلس التعاون الخليجى مع قطر لتغيير سياساتها. وقالت الدول الأربع فى البيان، الذى نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس»، إن الوثائق المنشورة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك تهرب قطر من الوفاء بالتزاماتها، وانتهاكها ونكثها الكامل لما تعهدت به. وشددت الدول الأربع على أن المطالب ال 13 التى قدمت للحكومة القطرية كانت للوفاء بتعهداتها والتزاماتها السابقة، وأن المطالب بالأصل هى التى ذكرت فى اتفاق الرياض وآليته والاتفاق التكميلي، وأنها متوافقة بشكل كامل مع روح ما تم الاتفاق عليه. وبعد أن وقعت قطر عامى 2013 و2014 على اتفاق الرياض مع دول مجلس التعاون الخليجي، لم تنفذ أيًا من البنود الواردة فيه مما دفع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب إلى فرض الإجراءات العقابية بحقها فى 5 يونيو 2017. وكانت شبكة سى إن إن نشرت وثائق اتفاق دول مجلس التعاون الخليجى فى الرياض عام 2013، بين دول الخليج مع قطر والآلية التنفيذية والاتفاق التكميلى 2014، حيث أظهرت الوثائق تعهد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد خطيًا بتنفيذ بنود الاتفاقية أمام قادة الخليج. وبحسب الوثائق، فإن الاتفاق الذى عقد فى السعودية عام 2013 تم بوساطة كويتية، ونصت الاتفاقيات على التزام قطر بعدم دعم وتمويل الإرهاب. ووفقًا للوثائق، فقد تعهدت الحكومة القطرية بالالتزام بعدم دعم تنظيم الإخوان أمنيًا أو سياسيًا أو بأى طريقة كانت، وإخراج أعضاء التنظيم غير القطريين من البلاد، وعدم تجنيس المواطنين بهدف التأثير السياسي، إلى جانب عدم التدخل فى الشؤون الداخلية لدول الخليج. وأظهرت الوثائق توقيع قطر على عدم دعم أى فئة فى اليمن تشكل خطرًا، والالتزام بإغلاق المؤسسات التى تدرب وتؤهل المعادين لدول الخليج. وتعهدت قطر أمام قادة دول مجلس التعاون بتنفيذ بنود اتفاقى 2013 و2014. وأكدت الاتفاقيات أنه فى حال عدم التزام قطر، فلبقية دول مجلس التعاون الخليجى اتخاذ ما تراه مناسبًا لحماية أمنها واستقرارها. وتظهر الوثائق توقيع العاهل السعودى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وأمير قطر تميم بن حمد آل ثانى عام 2014، على الاتفاق الذى كتب بخط اليد، واستتبعه اتفاق تكميلى بشأن آلية التنفيذ وقد وقعت عليه كافة دول مجلس التعاون الخليجى ومن بينها توقيع أمير قطر تميم بن حمد على إجراءات قد تتخذ حيالها إذا لم تلتزم بالاتفاق. وتكشف الوثائق التى عرضتها شبكة سى إن إن الأمريكية العديد من البنود التى تمثل ذات المطالب التى وجهتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب إلى قطر فى الأزمة الحالية. وتضمن الاتفاق بندًا ينص على أنه فى حال عدم الالتزام بهذه الآلية، فلبقية دول المجلس اتخاذ ما تراه مناسبًا لحماية أمنها واستقرارها. من ناحية أخرى، كشف باحث سياسى أميركى النقاب عن الدور الذى لعبته قطر بمساعدة الولاياتالمتحدة، فى الاحتجاجات التى شهدتها ليبيا عام 2011، وأدت إلى إطاحة نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وقال الكاتب والباحث كين تيمرمان صاحب كتاب «القوات السوداء.. حقيقة ما حدث فى بنغازي»، إن الولاياتالمتحدة كانت تزود قطر بالصواريخ بشكل سري، حتى ترسلها الأخيرة إلى ليبيا فى الأيام الأولى من عام 2011، إبان الاحتجاجات. وألمح تيمرمان، فى مقابلة أجراها مع «سكاى نيوز عربية»، إلى أن الرئيس الأميركى السابق باراك أوباما كان سيدعم قطر فى الأزمة الحالية، لو كان فى الحكم. وأوضح الباحث السياسي: «أعتقد أن القطريين شعروا أن الولاياتالمتحدة تحت حكم أوباما ستدعمهم مهما فعلوا». وتابع: «لا ننسى أن أوباما كان يدعم القاعدة فى ليبيا وبنغازى تحديدًا فضلاً عن جماعة الإخوان، وحاول أن يقود القتال ضد القذافي». وأضاف تيمرمان «كان هناك دعم أمريكى لقطر بخصوص ما حدث فى ليبيا، وأنا كتبت هذا الأمر فى كتابى بشأن حقيقة ما حصل فى بنغازي».