فى قصيدته الشهيرة «يا ليل أسمر» كتب أبوالشعراء فؤاد حداد هذا البيت «أنا فى اختراع الأمل صاحب عشر براءات»، وهذه الطفلة الصغيرة أحيت هذا القول وجسدته وخلدته، فرغم كل ما يحيط بها وبأسرتها من ألم ومعاناة، فإنها ما زالت تبتسم، فرغم أن ظروف أسرتها حرمتها وأخواتها الخمس من التعليم، ورغم ضيق ذات اليد ومرض الأب الذى كان يعمل نقاشا واصابته بفيروس سي، ما أقعده عن العمل، فإنها مازالت قادرة على الابتسام، تحاول جاهدة زرع البسمة على وجه أخيها الذى جلس ينظر فى حزن إلى مستقبل لا يعرف ماذا يحمل لهم. ستة أشقاء ووالداهم يعيشون فى منزل متهالك بالسيدة زينب بالقاهرة، يتحايلون على الأيام لتمر بهم، يطحنهم الفقر والمرض، حرمهم ضيق ذات اليد من كل متع الحياة، يعيشون على الكفاف، ومع ذلك «لسة الابتسامة ممكنة».