يعود تاريخ إنشاء هذا السبيل إلى عام 1479 ميلادية (884 هجرية) حيث أنشأه السلطان المملوكى الأشرف أبو النصر قايتباى صاحب قلعة قايتباى الشهيرة بالاسكندرية، ويعد هذا السبيل هو أول سبيل منفصل يعلوه كتاب في عمارة مصر الإسلامية، وتتكون عمارته الخارجية من ثلاث واجهات فخمة، أهمها الواجهة الرئيسية التي تطل على شارع الصليبة والتي يقع بها المدخل الرئيسي والذي يعلوها النص التأسيسى المكتوب عليه عبارة «أمر بإنشاء هذا السّبيل المبارك السعيد من فضل الله تعالى وجزيل عطائه مولانا المقام الشريف السلطان المالك الملك الأشرف أبو النصر قايتباى بتاريخ شهر ذى الحجة سنة أربع وثمانين وثمانمائة». يتميز هذا السبيل عن باقى أسبلة قايتباى بوجود بابين له، أحدَهما في الواجهة الشرقية وهو باب تذكارى فخم، أما الثاني فعبارة عن باب عادى بسيط يوجد في الواجهة الجنوبية، أما حجرة السبيل فمربعة مُركّب فوق بابها الموجود في الضلع الجنوبي حشوة من الخشب عليها عبارة: «أبو النصر قايتباى أعز الله أنصاره». ويوجد بالفناء الداخلي سلم صاعد يؤدي إلى الكتاب الذى بنى ليكون فصولا لحفظ القرآن ودراسة علوم الفقه والشريعة. كما يحتوى السبيل على غرفة كان يقيم فيها «المزملاتى» المسئول عن نظافة السبيل وتطهيره وتبخيره، والذى كان يتم اختياره بشروط معينة أهمها الصحة والخلو من الأمراض والقدرة على العمل، حيث كان السبيل يتم ملأه بالماء مرة واحدة فى العام بعد تبخير الصهريج الموجود أسفل السبيل والذى ما زالت به بقايا المياة حتى يومنا هذا.