ملتحفة عباءة فضفاضة يعلوها شال أسود، تتجه «أم سعيد» إلى مكتب بريد مدينة 6 أكتوبر لتحصل على معاشها الشهرى البالغ 400 جنيه. «أم سعيد» تعيش مع طفلين فى شقة من غرفتين وصالة أثاثها الحصير القديم. «الوفد» التقت هذه المرأة لتنقل تجربة أم مكافحة، تعيش وطفليها ب400 جنيه فى الشهر. بداية، تقول «أم سعيد»، إن هذا المبلغ لا يكفي فى ظل ارتفاع الأسعار خصوصاً بعد أن أصبحت مسئولة عن طفلين، تنتظر أول الشهر بفارغ الصبر، تستيقظ مبكراً لتقف فى طابور السيدات، تبدأ فى الحديث عن أحوال صديقاتها اللاتى تعرفت عليهن أمام مكتب البريد. وليس هناك ما يمنع من دفع بعض الجنيهات حتى تحصل على المعاش سريعاً.. وتضيف: بارجع البيت ومعايا 400 جنيه وإيجار البيت 350 جنيهاً، ويتبقى 50 جنيهاً، والباقى إيجار المياه والنور. تصمت المرأة المكافحة قليلاً ثم تقول: لو مدفعتش الإيجار هاترمى فى الشارع، آخر مرة طالبونى بالإيجار لما مندوب جهاز المدينة خبط على الباب.. وماكانش عندى أى مبلغ بسبب مرض ابنى اللى صرفت عليه الكثير علشان العلاج. وبمساعدة أبى وأمى تمكنت من تخطى الأزمة.. لكن أخاف استمر علي هذا الحال، لأنهم مش حيعيشوا لى باقى العمر. وتشير «أم سعيد» إلى أن حاجة أبنائها تدفعها إلى العمل بدلاً من أن تمد يدها لتقترض من جيرانها. وتضيف: ابنى مريض بحمى روماتيزمية، رحت بيه لمستشفى الهرم العام والكشف هناك ب20 جنيهاً والدكتور قال لى إنه يحتاج لجرعة بنسلين كل 21 يوماً وثمن الحقنة 40 جنيهاً، والحمد لله ولاد الحلال واقفين معايا بس أنا مش عارفة هاعمل إيه لو مفيش حد ساعدنى. ضيق حال أم سعيد دفعها إلى البحث عن عمل رغم وجود طفلين صغيرين فى حاجة إلى رعاية مستمرة، وتقول: مش فاكرة إنى اشتريت حاجة نفسى فيها، علشان كدة بادور على شغل تانى ووظيفة كانت فى مكتب بجوار البيت للعقارات كنت باعمل شاى للضيوف وأنضف المكتب فى آخر اليوم.