لما قتل قابيل أخاه هابيل، ونال القاتل عقابه يوم قتل أخيه، بتعليق ساقه الى فخذه وتوجيه وجهه الى الشمس كيفما دارت تنكيلًا به لذنبه، وبغيه وحسده لأخيه، طبقا لما أورده ناصر الدين الألبانى نقلا عن ابن كثير الدمشقي، لم تأت البشرية من ولدى آدم قابيل «القاتل» و«هابيل» المقتول، وإنما جاءت من نسل الابن «شيث»، وذكر أنه لما حضرت آدم الوفاة عهد الى ابنه «شيث» وعلمه ساعات الليل والنهار، وأعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك، وبذلك تنتهى أنساب بنى آدم اليوم كلها إلى «شيث». وتذكر لنا كتب التاريخ القديم أن «شيث» كان نبيا صالحا، ولما حانت وفاته أوصى بالرسالة من بعده إلى ولده «أنوش» فقام بالأمر بعده، ومن بعده ولده «قينن» وبعده ابنه «مولابيل»، وهو الذى يزعم أهل الفرس أنه ملك الأقاليم السبعة، وأنه أول من قطع الأشجار وبنى المدائن والحصون، وقيل إنه هو الذى بنى مدينة بابل بالعراق، وأنه قهر ابليس وجنوده، وأنه قتل خلقا من مردة الجن، وكان له تاج عظيم، ودامت دولته أربعين سنة، ولما مات قام بالأمر بعده ولده «يرد»، فلما حضرته الوفاة أوصى الى ولده «خنوخ» وهو على أشهر الأقوال هو سيدنا إدريس «عليه السلام». وهو حديثنا المقبل إن شاء الله، الذى قال فى حقه القرآن، «وأذكر فى الكتاب إدريس انه كان صديقا نبياً ورفعناه مكانا عليا».